اضطرابات الأكل عند النساء
Eating disorders in women
أنواع اضطرابات الأكل عند النساء وأعراضها
تعاني العديد من النساء والسيدات من اضطرابات الأكل النفسية بمعدلات أعلى من الرجال، وفقًا للإحصائيات. على الرغم من وجود معلومة تشير إلى أن نصف المصابين بضرورة الأكل الزائد يكونون من الرجال، إلا أنها تعتبر شائعة بين النساء. وتؤثر اضطرابات نهم الطعام على النساء بنسبة 1.6٪ وعلى الرجال بنسبة 0.8٪ في فترة عمرية معينة. ويمكن أن يؤدي فقدان الشهية والشره العصبي إلى تأثيرات سلبية على الشابات في فترة عمرية معينة، حيث يمكن أن يحدث هذا الاضطراب عشر مرات أكثر بين الإناث مقارنة بالرجال. وتبدأ هذه الاضطرابات في بعض الأحيان في مراحل متأخرة من الطفولة وفي أحيان أخرى في مراحل مبكرة من المراهقة وفترة البلوغ.
ما هي اضطرابات الأكل النفسية؟
يبحث الكثير من النساء عن معلومات حول اضطرابات الأكل ويتسائلن عما إذا كانت تعتبر اضطرابات الأكل مرضًا نفسيًا؟ وكيف يمكن علاج اضطرابات الأكل نفسيًا؟ وكيف يمكن التعامل مع شخص يعاني من اضطرابات الأكل النفسية؟ هذه هي بعض الأسئلة التي تدور في أذهان الكثيرين بشأن اضطرابات الأكل.
اضطرابات الأكل هي حالات نفسية شائعة تؤدي إلى نهم وشراهة في الطعام، وتطور عادات أكل غير صحية وغير منتظمة. هذه الاضطرابات تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والعقلية للفرد، ومع استمرار هذه السلوكيات يصبح من الصعب السيطرة عليها أثناء تناول الطعام. يعاني معظم الأشخاص من اضطرابات الأكل في بداية مرحلة المراهقة، ويمكن أن تتسبب اضطرابات نهم الطعام وشراهة الأكل العصبي في مشكلات في علاقة الفرد بالطعام والتغذية والوزن والشكل الجسدي. قد تؤدي هذه الاضطرابات أيضًا إلى سلوكيات أكل خطرة وزيادة أو نقصان في الوزن بشكل مفرط.
فلماذا تنشأ شراهة الأكل عند النساء وتصبح اضطرابات الأكل شائعة بين الأطفال والمراهقين؟ ولماذا تكون الإناث أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الأكل؟ وما هي الآثار الضارة التي يمكن أن تطال النساء عند
أنواع اضطرابات الأكل عند النساء
تتنوع أنواع اضطرابات الأكل بين النساء والمراهقين وفقًا للتصنيف الدولي للأمراض، ومن بين هذه الأنواع:
- اضطراب نهم الطعام: يتميز بتكرار الشراهة أثناء تناول الطعام بكميات أكبر من اللازم. عادةً ما يفقد المصاب بنهم الطعام السيطرة على نفسه ويشعر بعدم الشبع بعد تناول هذه الكميات الكبيرة. يتعذر على المصاب السيطرة على نفسه خلال هذه النوبات ويعاني من الضيق والكرب بسبب شراهته. تحدث هذه النوبات على الأقل مرة واحدة في الأسبوع لمدة تزيد عن 3 أشهر.
- فقدان الشهية العصبي: يكون المصابون بفقدان الشهية مهوسين بالحصول على جسم نحيف مثل الرياضيين والموديلات، ويتركز اهتمامهم بفقدان الوزن بسرعة مذهلة. يمكن أن يتجاهلوا تمامًا تناول الطعام ويقللون من كميات الطعام التي يحتاجونها، مما يؤدي إلى نقص حاد في الوزن. يمكن أن يصل الأمر في بعض الحالات إلى الإصابة بالنحافة الشديدة والهزال.
- اضطراب تجنب تناول الطعام: يتميز بتناول كميات قليلة جدًا من الطعام أو تجنب بعض الأطعمة بشكل كامل. يمكن أن يكون هؤلاء الأشخاص انتقائيين في اختياراتهم الغذائية أو يتجنبون بعض الأطعمة بسبب خوفهم من زيادة وزنهم أو شكل أجسامهم.
- الشره المرضي العصبي / النهام العصبي: يتميز بهمس المصابين بتناول كميات كبيرة من الطعام بشكل سريع ومتكرر، ثم يحاولون التعويض عن ذلك بالتقيؤ أو استخدام الملينات أو ممارسة الرياضة بإفراط. يمكن أن يصل الأمر في بعض الحالات إلى الصيام.
- اضطراب الطعام بيكا أو شهوة الغرائب: يتضمن تناول مواد غير صالحة للأكل، مما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل انسداد الجهاز الهضمي أو التسمم بالرصاص. يمكن أن يكون لديهم شهوة دائمة لتناول هذه المواد غير الصالحة.
- الاضطراب الإجترار: يشمل استرجاع الطعام بعد تناوله، وقد يقوم المصاب بهذا السلوك بشكل اختياري وطوعي على الرغم من معرفتهم بأن هذا السلوك غير اجتماعي.
أسباب اضطرابات الأكل النفسية عند النساء
تتنوع أسباب اضطرابات الأكل النفسية وقد يكون السبب الرئيسي غير واضح حتى الآن، كما هو الحال في حالات الصحة النفسية. ومن بين العوامل المحتملة:
- العوامل الوراثية: قد يكون لبعض المصابين باضطرابات الأكل جينات تزيد من احتمالية إصابتهم بهذه الاضطرابات.
- العوامل الحيوية: يمكن أن تلعب تغيرات في المواد الكيميائية الموجودة في الدماغ دورًا في تطور اضطرابات الأكل.
- العوامل النفسية: مشاكل الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب واضطرابات الوسواس القهري يمكن أن تزيد من احتمال إصابة الشخص باضطرابات الأكل. فقد يقوم الأشخاص المصابون بالاكتئاب بالتفاعل مع مشاكلهم من خلال تناول الطعام بشراهة أو بالعكس، بعدم تناولهم الطعام بشكل لائق.
- التاريخ المرضي العائلي: قد يزيد وجود أحد أفراد العائلة الذين سبق وتعرضوا لاضطرابات الأكل من احتمالية إصابة شخص آخر في العائلة بهذه الاضطرابات.
- مرحلة المراهقة والتغيرات الجسدية المرتبطة بها: يمكن أن تكون مرحلة المراهقة والتغيرات الجسدية التي تحدث خلالها عاملًا مسهمًا في إصابة الفتيات بأضطرابات الأكل، حيث يمكن أن تثير هذه التغيرات الشعور بعدم الارتياح بالجسم.
- التنمر: يمكن أن يلعب التنمر دورًا في تفاقم اضطرابات الأكل. فإذا تعرض شخص للتنمر بسبب وزنه أو شكل جسمه، قد يتطور ذلك إلى اضطرابات الأكل بسبب شعوره بالضغط والتوتر وقلة الثقة بالنفس.
- التوتر: التغيرات في الحياة مثل الانتقال إلى الكلية أو مشاكل العائلة يمكن أن تزيد من احتمالية إصابة الشخص بأضطرابات الأكل بسبب التوتر.
- قلة احترام الذات: قد تلعب قلة احترام الذات دورًا في تطور اضطرابات الأكل. إذا شعر الشخص بعدم قبوله لنفسه أو بأنه غير كامل، قد يحاول تعديل شكل جسمه من خلال الأكل أو الامتناع عنه.
- السعي وراء الكمال: يمكن أن يكون السعي المفرط وراء الكمال وشكل الجسم المثالي عاملًا مسهمًا في اضطرابات الأكل.
- السلوك المتهور: قد يزيد السلوك المتهور من احتمال إصابة الشخص بأضطرابات الأكل.
- التعرض للعنف نفسي وجسدي: قد يزيد التعرض للعنف النفسي أو الجسدي من احتمال إصابة الشخص باضطرابات الأكل.
أعراض اضطرابات الأكل عند النساء
تنجم اضطرابات الأكل عن مجموعة كبيرة من المضاعفات، بعضها قد يكون خطيرًا ويهدد الحياة، وتزداد خطورة هذه المضاعفات كلما زادت شدة الاضطراب أو طالت مدة إصابته به. من بين هذه المضاعفات:
- مشكلات صحية خطيرة: تتسبب اضطرابات الأكل في سوء التغذية، مما يمكن أن يؤدي إلى أمراض خطيرة مثل أمراض القلب والجهاز الهضمي والعظام والفم والأسنان.
- مشاكل في العضلات والعظام: تتسبب في الشعور بالتعب والضعف، هشاشة العظام، تشنجات، وقد تؤثر على نمو الأطفال والشباب.
- مشاكل في الفم والأسنان: تتسبب في التهاب الحلق، تضرر مينا الأسنان، رائحة الفم الكريهة، وتمزقات في بطانة الحلق.
- مشاكل القلب والأوعية الدموية: تتسبب في ضعف الدورة الدموية، وفشل القلب، وانخفاض ضغط الدم، وعدم انتظام ضربات القلب، وتورم القدمين أو اليدين والوجه.
- مشاكل الدماغ والأعصاب: تتسبب في تشنجات، وصعوبة في التركيز، ومشاكل في الذاكرة.
- مشاكل الأمعاء: تتسبب في الإمساك المستمر، وهشاشة الأظافر، ومشاكل الكلى، وضعف المناعة، وفقر الدم، وتضخم الغدد، وجفاف الجلد والشعر.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تترافق اضطرابات الأكل مع مشاكل نفسية واجتماعية، مثل الاكتئاب والقلق، وأفكار انتحارية، وصعوبات في العمل والدراسة، واضطرابات تعاطي المخدرات، ومشاكل في العلاقات الاجتماعية. في بعض الحالات الخطيرة، يمكن أن تؤدي اضطرابات الأكل إلى الوفاة.
علاج اضطرابات الأكل النفسية
يتأثر العلاج للاضطرابات الأكل النفسية بعدد من العوامل المهمة. يتطلب الأمر فريقًا متخصصًا في العلاج بعد التأكد من حالة المريض وإجراء التشخيصات الضرورية لتحديد بروتوكول العلاج الأنسب.
- العلاج النفسي: يعد العلاج النفسي جزءًا أساسيًا من عملية العلاج. يساعد المريض على التعامل مع الأشخاص المحيطين به وتحسين تفاعله مع المرض والتعبير عن مشاعره بطريقة صحية.
- التعديل السلوكي: يهدف هذا النوع من العلاج إلى تغيير نظرة المريض نحو جسده وتقبله، ويساعد في تغيير سلوك المريض.
- العلاج الأسري: تلعب الأسرة دورًا مهمًا في دعم المريض ومساعدته على التغلب على الاضطراب بسرعة. يتضمن ذلك تثقيف الأسرة حول العلاج وتقديم الدعم اللازم أثناء فترة تعافي المريض.
- التثقيف الغذائي: قد يعاني المريض من صعوبة في تناول الطعام أو قبول فكرة تناوله. يحتاج إلى رعاية غذائية جيدة تتضمن مساعدة من طبيب تغذية متخصص في هذه الحالات للمساعدة في استعادة وزنه وصحته الطبيعية.
- العلاج الدوائي: في بعض الحالات، قد يكون هناك حاجة للعلاج الدوائي للوقاية من الاكتئاب ومعالجة مشكلات نفسية أخرى قد تصاحب اضطرابات الأكل.
بهذا، قد قدمنا نظرة عامة على علاج اضطرابات الأكل النفسية، ويجب أن يتم تقديم العلاج بناءً على حالة المريض الفردية واحتياجاته الخاصة.
ولمزيد عن العناية بجسمك تصفحي جريدة حواء
لأي استفسارات اسالينا من خلال صفحة جريدة حواء علي الفيس بوك