دلال المغربي| عروس يافا المقاتلة

Dalal Al-Maghribi | Yaffa's Fighter Bride

من هي دلال المغربي من الفدائية للاستشهاد وصية دلال المغربي

دلال المغربي البطلة المناضلة التي ظهرت في صورٍ لها وهي مطعونة برصاص الاحتلال كانت مثالاً مشرفًا للمناضلة الفلسطينية التي لا تخاف بطش العدو الإسرائيلي الغاشم، قال عنها نزار قباني أنها “أقامت الجمهورية الفلسطينية” مثلها مثل العديد من أبناء فلسطين الشجعان علي مر الزمان، سدد الله خطاهم ورحم شهدائهم.

من هي دلال المغربي؟

دلال المغربي فتاة فلسطينية مناضلة ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة من يافا، لجأت أسرة دلال إلى لبنان عقب نكبة عام 1948 واستشهدت دلال في عملية فدائية تعرف باسم عملية كمال عدوان برفقة مقاومين آخرين
دلال المغربي

دلال المغربي فتاة فلسطينية مناضلة ولدت عام 1958 في إحدى مخيمات بيروت لأسرة من يافا، لجأت أسرة دلال إلى لبنان عقب نكبة عام 1948، وتلقت دراستها الابتدائية والإعدادية في مدرستين تابعتين لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين في بيروت، و استشهدت دلال عام 1978 في عملية فدائية تعرف باسم عملية كمال عدوان برفقة مقاومين آخرين.

كيف كانت حياة دلال المغربي؟

كانت دلال فتاة هادئة تحب اللعب والتلوين كباقي الأطفال، وحظيت دلال بطفولة سعيدة، ولكنها كانت طفلة مختلفة لا تحب اللعب بالدمي ولا ارتداء الفساتين كباقي الفتيات، وكانت تحب الإستماع من والدها عن حكايات فلسطين، فرغم ولادة دلال في مخيمات لبنان ولكنها لم تنفصل عن هويتها الفلسطينية، وصلت دلال الى المرحلة الثانوية، ولم تنقطع عن الدراسة حتى في الحرب، وفي وقت إغلاق المدارس كانت تحب قراءة الكتب.

خِطبة دلال المغربي

تمت خِطبة دلال من أحد المناضلين الفلسطينيين، وأقامت حفلة الخطبة في بيتها، وكانت ترتدي يومها ثوبًا برتقاليًا، ولكن لم تستمر خطبة دلال فقد تركت خطيبها لأنه عارض عملها القتالي، ولم تتبادل دلال الرسائل مع خطيبها قبل الزواج، ولكنها أحبت خطيبها لأنه كان وطنيًا ومناضلاً وفلسطينيًا، وهذا كان الحب الوحيد في حياة دلال المغربي، وبعد انفصالها تابعت دلال مسيرتها القتالية مع القوات الخاصة.

عمل دلال كممرضة

كان والد دلال يعمل في الهلال الأحمر، وطلبت منه أن يُدخلها إلى الهلال الأحمر كممرضة، وقد وافق الدكتور فتحي عرفات رحمه الله برغم صغر سنها على أن تتدرب كممرضة هناك، وعندما أنهت فترة التدريب أصبحت ممرضة، وكان ذلك في عام 1973 قبل الحرب، وكان أهل دلال يعتقدون أنها في الهلال الأحمر، ولكنها تذهب إلى المعسكرات، ولم تظهر دلال بلباسها العسكري إطلاقًا أمام أهلها، والجميع صدموا عندما قامت بالعملية الفدائية الشهيرة، فلم يتوقع أحد منهم أن دلال كانت تتدرب في القوات الخاصة علي القتال.

التحاق دلال المغربي بحركة فتح

عُرفت دلال بنشاطها الثوري منذ أن كانت طالبة في المدرسة، وبالفعل استطاعت الإلتحاق بالحركة الفدائية آنذاك حركة التحرير الوطني الفلسطيني المعروفة بحركة “فتح”، وتلقت العديد من التدريبات العسكرية علي القتال وأنواع السلاح المختلفة، وكانت أول مجموعة قاتلت معها الكتيبة الطلابية، وبقيت دلال معها منذ العام 1975 وحتى العام 1977.

تولي دلال عملية كمال عدوان

عملية كمال عدوان جاءت ردًا على اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لقادة حركة فتح الثلاثة، كمال عدوان وكمال ناصر وأبو يوسف النجار على أيدي وحدات صهيونية خاصة في قلب العاصمة اللبنانية بيروت عام 1973.

 تم اختيار دلال وهي في العشرين من عمرها رئيسة لفرقة دير ياسين المكونة من 12 فدائيًا، للقيام بعملية خطط لها الشهيد خليل الوزير الملقب بأبو جهاد، وكانت الخطة تقوم علي السيطرة على مركبة عسكرية إسرائيلية والتوجه بها إلى تل أبيب لمهاجمة مبنى الكنيست؛ للضغط على الاحتلال لإطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين، وكانت عملية انتحارية آنذاك، ولكن لم تتردد دلال ورفاقها المجاهدين في الإقدام عليها وخوض المغامرة الفدائية الشهيرة.

كيف نفذت دلال المغربي عملية كمال عدوان؟

تسللت دلال برفقة فرقتها يوم 11 مارس 1978 من الأراضي اللبنانية، ونزلت المجموعة من الباخرة التي مرت أمام الساحل الفلسطيني واستقلت قاربين مطاطين ليوصلاها إلى الشاطئ، ولم تكتشف قوات الاحتلال تحرك الفرقة الفدائية خاصةً وأن إسرائيل لم تكن تتوقع أن تصل الجرأة بالفلسطينيين القيام بإنزال على الشاطئ بتلك الشجاعة.

نجحت دلال وفرقتها في الوصول إلى الشارع  المتجه نحو تل أبيب، وقامت بالاستيلاء على مركبة إسرائيلية بجميع ركابها من جنود الإحتلال وتوجهت بها إلى تل أبيب واتخذتهم كرهائن، وقالت دلال حينها للرهائن “نحن لا نريد قتلكم، نحن نحتجزكم فقط كرهائن لنخلص إخواننا المعتقلين في سجون دولتكم المزعومة من براثن الأسر”.

ثم أخرجت من حقيبتها علم فلسطين وعلقته داخل الحافلة وهي تردد “بلادي بلادي لك حبي وفؤادي، فلسطين يا أرض الجدود إليك لا بد أن نعود..”

ثم اتجهت بالمركبة نحو تل أبيب، وكانت تطلق خلال الطريق النيران مع فرقتها على جميع السيارات العسكرية التي تمر بقربها مما أوقع مئات الإصابات في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي، خاصةً وأن الطريق الذي سارت فيه دلال كانت تستخدمه السيارات العسكرية لنقل الجنود من المستعمرات الصهيونية في الضواحي إلى العاصمة تل أبيب.

حاولت قوات الاحتلال تعطيل إطارات المركبة التي سيطرت عليها دلال ورفاقها ومواجهتها بمدرعة عسكرية لإجبارهم على التوقف، وحاولت المجموعة الفدائية بقيادة دلال مخاطبة جيش الإحتلال بهدف التفاوض حتي لا يصاب أحد من الرهائن بأذى، لكن جيش الاحتلال رفض أن يصغي إلى دلال والمجموعة، وأعلن الاحتلال عبر مكبرات الصوت أن لا تفاوض مع جماعة “المخربين” يقصد بهم الفدائيين، وأن عليهم الاستسلام.

جعل ذلك دلال تصدر أوامرها للفرقة بمواجهة قوات الاحتلال، وجرت معركة عنيفة تعرضت خلالها للإصابة، واستشهد ستة من المجموعة، وبدأ الوضع ينقلب لمصلحة جيش العدو، وخصوصًا أن ذخيرة الفرقة أخذت تنفد، والأدهي أن كانت قوات الاحتلال كانت تُطلق قذائفها باتجاه المركبة، غير مبالية بالإسرائيليين الرهائن المحتجزين.

استشهاد دلال المغربي

اشتبكت فرقة دلال المغربي مع القوات الإسرائيلية فاستشهدت دلال وهي تطالب زملائها بالاستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، وقتل باقي زملاء دلال وأسر واحد
استشهاد دلال المغربي

 استشهاد دلال المغربي وزملائها جاء إثر تكليف الحكومة الإسرائيلية فرقة خاصة من جيش الاحتلال يقودها إيهود باراك بإيقاف المركبة وقتل واعتقال ركابها من الفدائيين، وقامت وحدات كبيرة من الدبابات والطائرات المروحية بملاحقة المركبة إلى أن تم توقيفها وتعطيلها قرب مستعمرة هرتسليا.

واشتبكت الفرقة مع القوات الإسرائيلية وأصيبت دلال برصاصة فوق عينها اليسرى، واستشهدت وهي تطالب زملائها بالإستمرار في المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني، وقُتل باقي زملاء دلال وأسر واحد، وسقط من العدو الإسرائيلي عشرات القتلى والجرحى، واحترقت سيارة الركاب بمن فيها، ولكن لم تكتفي قوات الاحتلال بذلك بل انشرت صور للمدعو إيهود باراك وهو يشد دلال من شعرها وهي قتيلة أمام أعين المصورين.

واعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها مناحيم بيغن في اليوم الثاني للعملية بمقتل 37 من الإسرائيليين وأكثر من ثمانين جريحًا، لكنه لم يفصح عن عدد القتلى في صفوف جيش الإحتلال.

وصية دلال المغربي قبل وفتها

"وصيتي لكم جميعا أيها الإخوة حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني، واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرة لكل الفصائل، أقولها لإخواني جميعا أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه"
وصية دلال المغربي

تركت دلال قبل استشهادها وصية مكتوبة بخط يدها للفلسطينيين جاء فيها :

“وصيتي لكم جميعا أيها الإخوة حملة البنادق تبدأ بتجميد التناقضات الثانوية، وتصعيد التناقض الرئيسي ضد العدو الصهيوني وتوجيه البنادق كل البنادق نحو العدو الصهيوني، واستقلالية القرار الفلسطيني تحميه بنادق الثوار المستمرة لكل الفصائل، أقولها لإخواني جميعا أينما تواجدوا: الاستمرار بنفس الطريق الذي سلكناه”

ورغم وفاة دلال لا تزال حتى وهي ميتة تزعج الاحتلال الذى كان يلقبها بالإرهابية المخربة، فقد كلف بنيامين نتنياهو سفير بلاده لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد السلطة الفلسطينية لاحتفائها بذكرى استشهاد دلال المغربي، إلي جانب ما يُذكر أن سلطات الاحتلال ما زالت حتى الآن تحتجز جثمان الشهيدة دلال المغربي في مقابر الأرقام، رغم وفاتها ولكنها مازالت تسبب هي وكل من سار علي دربها من الفدائيين والشجعان القهر لقوات الإحتلال الإسرائيلي.

ناقش الكاتبة إيمان سلامة

لمزيد من المقالات تصفح موقع جريدة حواء 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.