ما هي مقاومة الإنسولين وتأثيرها على صحة حواء
Insulin Resistance in Women's Health
ما هي مقاومة الإنسولين وكيفية الوقاية منها
تعد مقاومة الإنسولين ظاهرة صحية متزايدة الانتشار في العالم اليوم، وقد أثبتت الأبحاث أنها ترتبط بمجموعة متنوعة من الأمراض والمشاكل الصحية، بما في ذلك السمنة المفرطة وتكيس المبايض وأمراض القلب والسكري. في هذا المقال، سنلقي نظرة عميقة على مفهوم مقاومة الإنسولين، وسنتناول الأعراض المرتبطة بها، وكيفية الوقاية منها وعلاجها لضمان صحة أفضل.
ما هي مقاومة الإنسولين؟
يعد الإنسولين مادة كيميائية تفرزها خلايا البنكرياس لضبط معدل الجلوكوز في الدم. حيث يقوم هرمون الإنسولين بتحفيز عملية تحويل الجلوكوز إلى طاقة ليستفيد منها الجسم في كافة الأنشطة الحيوية. بالإضافة إلى تخزين الجلوكوز الزائد في خلايا الكبد والعضلات كي تستفيد منها خلايا الجسم عند الحاجة.
تنتج مقاومة الإنسولين بسبب عدم استجابة خلايا الجسم إلى تأثير الإنسولين الذي يفرزه البنكرياس. مما يترتب عليه ارتفاع معدل الجلوكوز في الدم.
في محاولة من الجسم للحد من هذا الخلل، يزيد إفراز هرمون الإنسولين إلى جانب الارتفاع المستمر لمعدل الجلوكوز. بالإضافة إلى تراكم الدهون في الجسم، ما يؤدي إلى السمنة المفرطة وغيرها من المضاعفات.
من هم أكثر الفئات إصابة بمقاومة الإنسولين؟
تعد العوامل الوراثية والتاريخ العائلي المرضي لداء السكري من مؤشرات الإصابة بمقاومة الإنسولين، بالإضافة إلى:
-
زيادة الوزن والسمنة المفرطة: الوزن الزائد يعزز من ارتفاع معدل السكر في الدم.
-
العمر: الأفراد الذين تزيد أعمارهم عن 45 عامًا أكثر عرضة لمقاومة الإنسولين.
-
التدخين: التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بمقاومة الإنسولين وأمراض القلب.
-
الأصول الإفريقية واللاتينية: هناك تفاوت في معدلات الإصابة بين الأعراق.
-
قلة الحركة والخمول: عدم ممارسة النشاط البدني الكافي يزيد من مستوى الجلوكوز في الدم.
-
ارتفاع ضغط الدم ومستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية: هذه العوامل تزيد من احتمالية الإصابة بمقاومة الإنسولين.
-
متلازمة تكيس المبايض: النساء المصابات بهذا المرض أكثر عرضة لمقاومة الإنسولين.
-
متلازمة الكبد الدهني غير الكحولي: هذا الاضطراب يرتبط بمقاومة الإنسولين.
-
تاريخ مرضي لاضطرابات القلب: الأفراد الذين لديهم تاريخ مرضي لمشاكل القلب أكثر عرضة لمقاومة الإنسولين.
-
اضطرابات هرمونية: مثل متلازمة كوشينغ ومرض ضخامة الأطراف.
-
الأدوية: بعض الأدوية مثل الستيرويدات ومثبطات المناعة يمكن أن تزيد من مقاومة الإنسولين.
-
اضطرابات النوم: مثل انقطاع النوم الانسدادي النومي.
كيف يمكنك ملاحظة ما إن كانت لديك مقاومة الإنسولين أم لا؟
بالنسبة إلى السيدات، فإنه يوجد بعض العلامات التي قد تشير إلى إصابتك بمقاومة الإنسولين والتي منها تغير لون الجلد إلى اللون الداكن في مناطق مختلفة من الجسم مثل تحت الإبطين والرقبة، وظهور الزوائد الجلدية. بالإضافة إلى أنه إذا تم تشخيصك من قِبل الطبيب المختص بمتلازمة تكيس المبايض أو عدم انتظام الدورة الشهرية أو الإصابات المتكررة بالعدوى المهبلية.
تشخيص مقاومة الإنسولين
يعتمد تشخيص مقاومة الإنسولين على الفحوصات المعملية مثل معدل سكر الدم الصائم، والتراكمي ونسبة الدهون الثلاثية حيث يكون:
-
معدل سكر الدم الصائم: يتم اعتبار مستوى السكر في الدم الصائم مرتفعًا إذا كان أكثر من 100 ملغم/ديسيليتر.
-
معدل السكر التراكمي (HbA1c): يشير إلى متوسط مستوى السكر في الدم على مدى الثلاثة أشهر الماضية. تدل النسبة بين 5.7% و6.4% على الإصابة بمقاومة الإنسولين.
-
مستويات الدهون الثلاثية (Triglycerides): يعتبر مستوى 150 أو أكثر مؤشرًا على مقاومة الإنسولين.
-
اختبار تحمل الجلوكوز: يتم تشخيص مقاومة الإنسولين إذا زاد مستوى الجلوكوز بعد تناول مشروب يحتوي على الجلوكوز إلى 140 أو أكثر.
كيف نتمكن من الوقاية من مقاومة الإنسولين؟
لكي تتمكني من الوقاية أو التعامل مع حالات مقاومة الإنسولين، فإنه ينبغي عليكِ تغيير عاداتك الصحية والغذائية الخاطئة وأنصحك بالتالي.
-
ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يحسن من استجابة خلايا الجسم للإنسولين ويساعد في التخلص من الوزن الزائد.
-
تغيير العادات الغذائية: تقليل تناول الكربوهيدرات النشوية والدهون الضارة وزيادة تناول الدهون الصحية مثل زيت الزيتون.
-
شرب كميات كافية من الماء: يجب تناول 8 أكواب من الماء يوميًا.
-
تضمين الفواكه والخضراوات في النظام الغذائي: تحتوي على العديد من الفيتامينات والمعادن والألياف التي تساعد على تحسين استجابة الخلايا للإنسولين.
هذا النهج الصحي المتوازن يمكن أن يقلل من احتمالية الإصابة بمقاومة الإنسولين ومضاعفاتها. وفي الحالات الشديدة، يمكن أن تكون الأدوية ضرورية للعلاج.
ما هي مضاعفات مقاومة الإنسولين؟
تعد مقاومة الإنسولين من الاضطرابات التي ينبغي أن تلتفتي إليها وذلك لتجنب حدوث مضاعفات منها:
-
الإصابة بالسكري من النوع الثاني: مقاومة الإنسولين هي عامل مخاطرة رئيسي للإصابة بالسكري من النوع الثاني. في هذا النوع من السكري، يصبح الجسم غير قادر على استخدام الإنسولين بشكل فعال للتحكم في مستوى السكر في الدم.
-
أمراض القلب والأوعية الدموية: مقاومة الإنسولين تزيد من مخاطر أمراض القلب والشرايين. يمكن أن تسبب زيادة مستوى السكر في الدم وزيادة في ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم في تلف الأوعية الدموية وتصلب الشرايين.
-
مشاكل العيون: مقاومة الإنسولين يمكن أن تزيد من خطر تطور مشاكل في العيون مثل الساد والتغيرات في شبكية العين.
-
مشاكل في الكلى: ارتفاع مستوى السكر في الدم نتيجة مقاومة الإنسولين يمكن أن يضر بوظيفة الكلى وزيادة خطر تطور أمراض الكلى.
-
مضاعفات أخرى: قد تشمل مضاعفات مقاومة الإنسولين مشاكل في الجهاز العصبي، والجهاز الهضمي، وزيادة خطر الإصابة بالتهاب الكبد الدهني غير الكحولي.
لتجنب هذه المضاعفات، من المهم مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام واتباع نمط حياة صحي يتضمن النشاط البدني المنتظم والتغذية الصحية والتحكم في العوامل الخطرة الأخرى مثل ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستويات الدهون في الدم. ينصح دائمًا بالتحدث مع الطبيب لإدارة وعلاج مقاومة الإنسولين بشكل مناسب ومنع حدوث المضاعفات.
تواصلي مع الدكتورة سالي سعد
تابعينا وشاهدي