الابتسامة الزائفة| فهم الاكتئاب المبتسم وكيفية التغلب عليه
The Fake Smile| Understanding The Smiling Depression And How To Deal With It
الاكتئاب المبتسم وأهم أعراضه وأسبابه وطرق العلاج والتعافي منه
الاكتئاب المبتسم واحد من أسوأ الحالات التي يمكن أن تصيب الإنسان، فليس سهلاً علي الإطلاق أن يَخرج المرء بوجهٍ سعيد مبتسم رغم معاناته الداخلية، ويمكن أن يتعرض الإنسان لحالة الاكتئاب المبتسم بسبب المخاوف الداخلية من ردود الفعل السلبية أو أحكام المجتمع، مما يؤدي في النهاية إلى إصابة المرء بفجوة كبيرة بين الحالة الحقيقية والمظهر الخارجي.
ما هو الاكتئاب المبتسم؟
أعراض الاكتئاب المبتسم
على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من حالة الاكتئاب المبتسم يُبْدُون مظهرًا إيجابيًا أمام الآخرين، إلا أن هناك علامات قد تشير إلى وجود حالة اكتئاب، وتشمل بعض العلامات الشائعة للاكتئاب المبتسم الآتي:
- اضطراب في المزاج
قد يظهر المصاب أنه سعيد وفي حالة مزاجية مستقرة ولكنه في الحقيقة يعاني من اضطراب في المزاج بشكل عام، حتي وإن بدا متزنًا من الخارج.
- اضطرابات في النوم
يمكن أن يُسبب الاكتئاب المبتسم بعض التغيرات في نظام النوم لصاحبه، مثل الأرق أو النوم الزائد.
- فقدان الرغبة
يصاب الشخص بفقدان الرغبة نحو الأشياء التي كان يستمتع ويهتم لها في السابق.
- الشعور الدائم بالإرهاق
قد يعاني المرء من الشعور الدائم بالتعب والإرهاق، حتى عند القيام بأنشطة بسيطة وغير مرهقة.
- اضطراب في الشهية
يمكن أن يؤدي الاكتئاب إلى اضطراب في الشهية، سواء كان ذلك في صورة زيادة في الشهية وبالتالي زيادة الوزن أو فقدان الشهية وبالتالي فقدان الوزن.
- الشعور بالذنب أو القلق
يشعر مريض الاكتئاب بالذنب أو القلق بشكل مستمر دون سبب واضح، حتى وإن كان يحاول إخفاء هذه المشاعر خلف الابتسامة المزيفة.
- الانعزال عن المجتمع
يحاول للأشخاص الذين يعيشون حالة الاكتئاب المبتسم الانعزال عن المجتمع، حيث يحاولون تجنب الفعاليات الاجتماعية التي يختبئون فيها وراء الابتسامة الزائفة.
أسباب الإصابة بالاكتئاب
هناك العديد من العوامل التي يمكن أن تلعب دورًا في الإصابة بالاكتئاب، وتتنوع هذه العوامل بين العوامل البيولوجية، والنفسية، والاجتماعية، وإليكم بعض الأسباب الرئيسية:
- أسباب بيولوجية
تغير كيمياء الدماغ واختلال التوازن الكيميائي للنواقل العصبية في الدماغ، مثل انخفاض مستويات السيروتونين والنورأدرينالين، يعتبران من العوامل البيولوجية المهمة.
- عوامل وراثية
وجود تاريخ عائلي للاكتئاب يزيد من احتمالية الإصابة به.
- عوامل نفسية
- التجارب الحياتية الصعبة: مثل فقدان الوظيفة، أو الطلاق، أو فقدان الأحبة.
- التفكير السلبي المفرط: السلوكيات والأفكار السلبية المستمرة يمكن أن تؤدي إلى الدخول في دوامة الاكتئاب.
- عوامل اجتماعية
- الانعزال الاجتماعي: قلة التواصل الاجتماعي والشعور بالوحدة يمكن أن يزيدان من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- الضغوط الاجتماعية والثقافية: الضغوط الناجمة عن التوقعات المجتمعية يمكن أن تسبب ضغط نفسي كبير قد يتطور لاكتئاب فيما بعد.
- التاريخ المرضي
- الأمراض المزمنة: مثل السكري أو الأمراض القلبية قد تزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب.
- الأمراض النفسية الأخرى: مثل اضطرابات القلق، قد تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
- الإدمان الكيميائي
تعاطي المخدرات أو الكحول يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الاكتئاب، وفي بعض الحالات، يكون الاكتئاب ناتجًا عن تأثير مواد كيميائية.
التحديات التي يواجها مريض الاكتئاب
مرض الاكتئاب يُعتبر تحديًا كبيرًا للأشخاص الذين يعانون منه، ويؤثر على مختلف جوانب حياتهم، لذا نوضح لكم بعض التحديات التي قد يواجها مريض الاكتئاب:
- مشاكل في التواصل الاجتماعي
يمكن أن يؤدي الاكتئاب بصاحبه إلي الشعور برغبة في الانعزال عن المجتمع، وتجنب التفاعل مع الآخرين والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية.
- اضطراب في العلاقات الشخصية
يمكن أن يضع الاكتئاب العلاقات الشخصية لصاحبه في تحديات كبيرة، حيث يكون المرء أقل قدرة على التفاعل الإيجابي مع المقربين منه.
- تأثر الأداء الوظيفي
يعاني المصابون بالاكتئاب من تحديات في أداء الوظائف الخاصة بهم، حيث يعانون من أعراض مثل التركيز الضعيف، والتعب، وقلة الإنتاجية، مما قد يؤثر على حياتهم المهنية بالكامل.
- تأثر الصحة العامة
يمكن أن يزيد الاكتئاب من خطر الإصابة ببعض الأمراض مثل السكري وأمراض القلب، نتيجة للتأثير الضار الذي يسببه الاكتئاب على نظام المناعة بالجسم.
- صعوبات في اتخاذ القرارات
يعاني مرضى الاكتئاب من صعوبات في اتخاذ القرارات، حتى في الأمور البسيطة، مما يزيد من مستويات الإجهاد والقلق.
علاج مرض الاكتئاب
علاج مرض الاكتئاب يعتمد على الحالة الفردية للشخص المصاب ومدي شدتها، ويشمل طرق عديدة للعلاج، ومن بين تلك العلاجات الآتي:
- العلاج النفسي: ويشمل العلاج السلوكي المعرفي الذي يركز على العلاج بالكلام وتغيير الأنماط السلوكية والتفكير السلبي، ويعتبر من العلاجات النفسية الفعالة والأساسية في تخطي الاكتئاب.
- العلاج بالأدوية: ويشمل مضادات الاكتئاب مثل الـ SSRIs (مثل السيرترالين والفلوكستين) أو الـ SNRIs (مثل الفينلافاكسين والديلوكسيتين)، وقد تستغرق الأودية بضعة أسابيع لبدء ظهور التأثير.
- العلاج الكهربائي: يُستخدم في حالات الاكتئاب الشديدة أو عندما لا تكون الأدوية أو العلاجات النفسية فعالة، ويتضمن توجيه تيار كهربائي خفيف عبر الدماغ لإحداث تغييرات في الأنشطة الكهربائية بالمخ.
- العلاج بالضوء: يُستخدم في حالات الاكتئاب الموسمي مثل اكتئاب الشتاء، حيث يُعرض المريض للضوء الاصطناعي بشكل يومي، مما يؤثر إيجابيًا على المزاج.
- العلاج الحركي: يُظهر النشاط البدني المنتظم فعالية في تحسين المزاج وتقليل أعراض الاكتئاب.
- الدعم الاجتماعي والتوجيه: الدعم الاجتماعي والتوجيه له دور مهم وفعال للغاية في مساعدة مريض الاكتئاب لتخطي تلك المرحلة الشاقة.
ناقش الكاتبة إيمان سلامة
لمزيد من المقالات تصفحي جريدة حواء
لأي استفسارات اسالينا من خلال صفحة جريدة حواء علي الفيس بوك