التعلق العاطفي | الأسباب وطرق التخلص منه

Emotional attachment causes & How To Get Rid Of It

التعلق العاطفي أنواعه وأسبابه وطرق التخلص منه

الارتباط العاطفي يعد امراً ضروريا للتواصل البشري، ذلك الارتباط يساعدك علي الشعور بالأمان والراحة والسعادة، وتلك المشاعر هي الهدف من بناء العلاقات والتي تُبقي الارتباط العاطفي في مستوي صحي وطبيعي. فالتعلق العاطفي أنواع منها الصحي وآخر مرضي.

أسباب التعلق العاطفي

لفهم أسس التعلق العاطفي لابد من فهم نظرية التعلق التي ترتكز  على إدعاءات ثلاث:

  • الادعاء الأول:

يحتاج الإنسان إلى بناء علاقات إنسانية وثيقة، لكن يزداد هذا الاحتياج عند تعرض الطفل إلى التهديد وشعوره بالخطر وعدم الشعور بالأمان، عند عجز الرعية في منح الطفل بيئة امنه تقلل من قلقه أثناء نشأته.

  • الادعاء الثاني “الحساسية الوالدية” :

هي مدى استجابة الوالدين وفهمهما لإشارات وتعبيرات الطفل وتفسيرها بشكل صحيح وبالتالي التفاعل الإيجابي الداعم للطفل ومن ثم يتكون لديه رؤية إيجابيه تجاه ذاته والآخرين. العكس تماماً يحدث عند وجود تشويش في الحساسية الوالدية.

  • ادعاء بولبي الثالث:

مدى استيعاب الطفل وفهمه لردود فعل الرعية تجاهه والتي تؤثر علي مكوناته العقلية، العاطفية، والدفاعية بشكل غير واعي. بمعني مدي استيعاب الطفل لذاته علي انه محبوب ومقدر من قبل راعيته يطور لدية منظومة من المعتقدات والافكار والتوقعات في المستقبل، ونتيجة لذلك يحدث التعلق العاطفي السوي أم المرضي.

أنواع التعلق العاطفي

حسب نظرية التعلق التي طورها الطبيب النفسي البريطاني “جون بولبي” في خمسينات القرن الماضي، حدد أربعة أنماط من التعلق العاطفي.

هل قمت بملاحظة أنماط متكررة في علاقاتك العاطفية، وسلوكيات مستمرة باختلاف الشريك

الأمر يعود إلى طفولتك وطريقة التربية التي تلقيتها ومدى توفر الرعاية الدافئة لاحتياجاتك في الطفولة، لها تأثير كبير على علاقاتك الاجتماعية والعاطفية في الكبر والتي نتج عنها أنماط التعلق المختلفة.

التعلق الآمن

أنواع التعلق العاطفي
أنواع التعلق العاطفي

يحتوي ذاك التعلق علي مشاعر الاطمئنان والراحة في التعبير سواء عن مشاعره بشكل صريح أو آرائه.

  • تكون العلاقات مبنية على التفهم والتقدير والمشاركة.
  • عدم الخوف من أي أحكام المسبقة.
  • علاقات تتسم بالتسامح.
  • فعادة شركاء هذه العلاقات يتميزون بتقدير عالي للذات.

التعلق القَلق

هذا النوع يتسم الشخص القلق بتقدير ذات منخفض ونظرة ايجابية مبالغة للآخرين، وعلى ذلك يتم تلبية احتياجات شركائهم بشكل ملزم  حتي يشعروا باستحقاق الحب، و التصرف بحذر شديد مع الشريك خوفاً من الترك.

علامات التعلق المرضي القلق

  • المراعاة المفرطة للاحتياجات الشريك.
  • إعطاء الأولوية لتلبية تلك الاحتياجات على نفسك.
  • الخوف من الرفض أو الترك
  • صعوبة التعبير عن المشاعر بشكل صريح
  • طلب التأكد من محبة الشريك. ” هل تحبني؟!”

التعلق العاطفي التجنُبي

الشريك في هذا النوع قد تلقي نمط تربوي صارم خالي من التعبير عن المشاعر، وتجنب إظهار العاطفة في تلبية احتياجاته في الطفولة.

قد تتفاجأ من علامات ذلك التعلق لأن هؤلاء المتجنبون اجتماعيون، ممتع التواجد معهم، يتمتعون باستقلالية وتقدير للذات كبير. العلاقات السطحية معهم ممتعة ومرضية حتي تصطدم بالقاع

  • لا يعتمد علي الأخرين في حياتهم
  • محاولة انهاء العلاقة لأي سبب
  • لا يعرف كيف يبني علاقة قوية وطويلة
  • يميلون إلى الرفض لانهم ليسوا بحاجة إلى التقارب العاطفي

التعلق القلق – التجنُبي

النوع الأصعب بين أنواع التعلق الثلاثة لأنه يجمع بين التعلق القلق والتجنُبي معاً، تعرض صاحبة للصدمة في الصغر، بحيث يصبح مصدر الأمان مصدراً للخوف. ايضاً الايذاء الجسدي واللفظي والجنسي، أو حتي رؤية الوالدين يقومون بالإساءة لاحد.

لديهم الرغبة في إعطاء وتلقي الحب، لكن يسيطر الخوف الشديد عليهم من سوف يتم إيذاءهم من قبل الشريك.

  • يتوقعون الرفض والالم من العلاقة
  • الشك في استحقاق الحب
  • جذب أشخاص يثيرون الخوف والقلق لديهم، وبالتالي عدم الثقة وإنهاء العلاقة
  • النظرة السلبية تجاه أنفسهم والأخرين.

بغض النظر علي أي نوع من التعلق وقع عليك وصفه، عليك بالتركيز علي السلوكيات الغير صحية المتكررة في علاقاتك وكيفية علاجها.

علامات التعلق المرضي عامة

  1. تبدأ في التنازل التدريجي عن مبادئك.
  2. التخلي عن ممارسة اهتماماتك و أنشطتك المعتادة.
  3. تقمص سلوكيات الشخص الأخر. وغالباً ما تكون مسيئة ومخالفة كلياً لمبادئك. فقط من أجل التواصل والحفاظ علي استمرارية العلاقة التي غالباً ما تكون علاقة مسمومة.
  4. التفكير المستمر المبالغ بالشريك والافتقاد الشديد لوجوده.
  5. العزلة الاجتماعية، فالتعلق المرضي يؤدي الي الانعزالية والابتعاد عن للأنشطة الاجتماعية فقط انتظاراً للشريك. الامر الذي يؤدي الي الاكتئاب والقلق.

كيفية علاج التعلق العاطفي

كيف الشفاء يبدأ باختبار تحديد نمط التعلق لديك ومن ثم البحث عن طريقة لتصحيح سلوكيات التعلق العاطفي المرضي. انك لا يمكن تغيير ماضي طفولتك لكن تستطيعين تغير حاضرك ومستقبلك.

  • فهم ماضيكِ

الاعتراف بتأثير ماضيكِ خطوة مهمة نحو التعافي من صدمة الطفولة المسببة لنمط التعلق بعد تحديد نوعه.

  • قطع الاتصال

إذا شعرتي بانه يتم استغلالك أو التعرض للإهانة، عليكِ باختيار انهاء العلاقة، في حال كنتي لا تسطيعي قطع لاتصال استعيني بمختص يعينك علي التخلص من هذه العلاقة.

  • معرفة هدفك

عليكِ بكتابة الهدف من وجود شريك في حياتك، التطلعات التي تأملين بوجودها فيه، اذا كان الشخص لا يلبي هذه التطلعات والاحتياجات لا تضيعي وقتكِ واستثمريه في شئ أفضل.

  • حددي المشكلة

المعرفة بنوع الخلل فور حدوثه يساعدك علي منعه، بشكل اوضح اذا كنتِ تشعرين بالارتباك عند عدم تلقي رد علي رسائلك علي الفور والبدء في الشعور بالقلق وعدم الحب، اوقفي استقبال الاشعارات واسترخي والافضل الابتعاد عن هاتفك  واشغلي وقتكِ في شئ أفضل.

  • صحتكِ الجسدية

الاهتمام بالرياضة ونظام الغذاء يؤثران بشكل عام علي الصحة النفسية، ايضاً النوم عدد ساعات كافية لراحة الجسد.

  • تدوين الأفكار

التدوين مهم جداً للتفريغ العاطفي حتي لا تسلمِ نفسك للكبت، فتدوين الافكار أو الاحداث اليومية يساعدك علي التخلص من التوتر والقلق.

  • تعلم مهارات

التعلم الذاتي يخرجكِ من دائرة الالتفاف حول الشريك والانشغال بتعلم مهارة جديدة بعيداً عن حيز التعلق، وما اكثر من مواقع التعلم الموجودة علي الشبكة العنكبوتية.

  • اطلبي المساعدة

قد لا تسطيعِ الالتزام وحدك بكل هذه الخطوات، فالاستعانة بشخص قريب منكِ يستمع لكِ  ويقدم وجهة نظر خارجة عنكِ او نصيحة يمكنك الاستفادة منها. فالبقاء متصلاً اجتماعياً مفيداً في حالات التعلق.

الخلاصة:

أمازلتِ تشعرين بالتعلق العاطفي عليكِ بالاتصال والمتابعة مع طبيب نفسي لتصلي لمرحلة الشفاء، ولا تتعجلي النتائج فالأمر ربما يستغرق وقتاَ، ما بنيّ في سنوات لا يهدم في يوم.

أثناء قراتي لكتاب استرجع قلبك، والذي انصح بشدة قراته،  أن في التخلي تجلي، تجلي للروح، الكرامة وللنفس، أن تنفض عن نفسكِ غبار التعلق المرضي والخروج من عتمة الانكسار والذل العاطفي.

فالتعلق بغير الله ذل، هزيمة، وآلم، والتحرر منه عليكِ بالتعلق بما هو أبدي حي لا يفني، يغنيكِ عن الفاني الذي تخاف فقدانه. تعلمي حب نفسكِ مع جريدة حواء  .

كتابة | ساره شكري 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.