نوبات الغضب عند الطفل وطرق التعامل معها

إذا كان طفلك يصاب بنوبات غضب فلا تقلقِ الموضوع طبيعي جداً لطفل لا يعرف التعبير عن مشاعره بشكل جيد، ولكن عليكِ كأم معرفة الطريقة الصحيحة في التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل و كيف تمنعين حدوثها وتحسنين سلوك طفلك وقدرته على التحكم بانفعالاته، سيقدم لكي مقالنا كل ما تحتاجين لمعرفته حول موضوع نوبات الغضب عند الطفل.

تعريف نوبات الغضب عند الطفل

يمكن تعريف نوبات الغضب عند الطفل بأنها تصرفات غير منضبطة يقوم بها الطفل بشكل مفاجئ نتيجة وقوع حدث أو تغيير ما سبب استفزازه بشكل كبير وكونه غير قادر على ضبط مشاعره أو التعبير التام عن حاجاته وانفعالاته فيبدأ بالغضب الشديد والتصرفات التي تسبب انزعاج المحيطين به كالصراخ بصوت عالي والضرب .
فإذا بدأ طفلك بضرب الأشياء والصراخ لأنكِ لم تشتري له لعبة فيمكنكِ اعتبار هذا نوبة غضب.

أعراض نوبات الغضب عند الأطفال

عندما يبدأ الطفل بنوبة الغضب يقوم ببعض التصرفات والسلوكيات الفجائية والغير منضبطة، ومنها:

• البكاء والصراخ بصوت عالي لدرجة قد تجعل من الصعب التنفس.
• البدء بتحريك العشوائي للزراعين والساقين.
• ركل الأشياء والضرب والعقص والعض.
• شد الجسم والتشنج الذي يكون مصحوباً عادة بالتعرق والاحمرار.
• حبس الأنفاس لفترة طويلة لدرجة قد تصل للإغماء.

أسباب نوبات الغضب عند الأطفال

حتى يمكنك التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل عليكِ فهم النقاط التالية:

• الطفل غير قادر على التعامل الجيد مع المشاعر القوية و ضبط الانفعالات التي تصيبه أو تقبل عدم تنفيذ طلباته.
• الطفل لا يملك المهارة اللفظية الكافية للتعبير عن مشاعره لذلك يعبر عن مشاعره القوية بالغضب المبالغ فيه.
• الطفل يرغب في الاستقلالية وتنفيذ أوامره.
• حرص الطفل على الحصول على اهتمام والديه.

ويمكن أن تحدث نوبات الغضب عند الطفل فقط بسبب:

• الجوع.
• التعب وعدم الرغبة في النوم.
• الرغبة في الحصول على الاهتمام.
• الرغبة في أن يتم تحقيق شيء ما له(كرغبته أن تشتري له لعبة).
• التهرب من القيام بشيء ما (كالذهاب لقص شعره مثلاً).
• الشعور بالحزن والإحباط من موقف ما (كاعطاء الوالدين الاهتمام لطفل آخر).

كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل

من الطبيعي أن تحصل نوبات الغضب عند الطفل ويجب أن يكون الأهل على أتم الاستعداد للتعامل مع الموقف، إليك بعض النصائح التي تساعدك في التعامل مع طفلك أثناء نوبة الغضب

• ابحث عن السبب

عليك تحديد السبب الذي دفع طفلك لكل هذه العصبية، فمجرد معرفتك للسبب تستطيع حل المشكلة والتصرف بشكل صحيح، فقد يكون طفلك جائع أو يشعر بالنعاس وبخطوات بسيطة كإطعامه أو أخذه إلى السرير ستحل المشكلة.

• تقبل نوبات الغضب عند الطفل وحاول تفهمه

كلنا نغضب ولكننا نستطيع التحكم في غضبنا على عكس طفلك الذي لم يتعلم بعد مهارة التحكم في غضبه، تقبل أن طفلك من الطبيعي أن يغضب ومن حقه أن يعبر عن غضبه وواجبك استيعابه وتوجيهه وليس السخط عليه واعتبار تصرفه غريباً فذلك سيزيد الوضع سوءاً.

• استخدم الإلهاء

لاداعي للحيرة والارتباك عندما يبدأ طفلك نوبة الغضب، ابحث فوراً عن مصدر إلهاء، عندما يبدأ طفلي بنوبة غضب أقول له انظر هناك قطة في الشارع يرعبها صراخك أو هناك سيارة مسرعة أو ألا تسمع هناك طائرة علينا أن نرفع لهم أيدينا، ينجح هذا الأمر معي دائماً وفي صرف اهتمام طفلي وجعله ينسى الصراخ والغضب.

• اصبر على طفلك حتى تتوقف نوبة الغضب

ليس حل الغضب بالغضب فلا تدع المحيطين بك أو ظروفك يؤثرون عليك ويدفعونك للانفعال والغضب بوجه صغيرك فهذا لن يوقفه عن الغضب بشكل صحيح بل سيسوء وضع طفلك النفسي ، الحل الأمثل هو الصبر والتزام الهدوء والقليل من التجاهل ، وتذكر ما يحصل موضوع طبيعي فالكثير من الأهالي يعانون من نوبات الغضب عند الطفل.

• لا ترشي طفلك ولا تستسلم لمطالبة طفلك

إذا كنت تعتقد أن تنفيذ أوامر طفلك أو رشوه بالمغريات كالحلوى مثلاً جيد لإيقاف نوبة الغضب فأنت تزيد من سوء المشكلة على المدى الطويل، لأنك توصل رسالة لطفلك أن غضبه وسيلة سهلة لتحقيق مطالبه وسيزيد ذلك من نوبات الغضب عند الطفل.
حافظ على موقفك وحاول تجاهل بكاء طفلك مع المراقبة لمنعه من إيذاء نفسه أو الآخرين.

• حاول تجنب نوبات الغضب في الخارج

أشعر بالكثير من الخجل عندما يبدأ طفلي بنوبة غضب أثناء التسوق أو في الشارع أو غيرها من الأماكن، ولكني تعلمت تجنب نوبات غضب طفلي في الأماكن العامة فأنا أخبر طفلي بالخطة عند الخروج وأحاول الإسراع في أي نشاط خارجي يصيب طفلي بالملل وعدم الراحة ، كما أسعى لجعل طفلي يشاركني في أي نشاط خارجي كالتسوق واعطيه مكافأة التصرف الجيد في نهاية النشاط الخارجي ‘ نوبات الغضب عند الطفل في الأماكن العامة أمر شائع ولكنه محرج لذا حاول تجنبه.

علم طفلك أن الضرب والعض وأي تصرف يؤذي الآخرين غير مقبول، وعندما يصاب الطفل بنوبة غضب يحاول التعبير عنها بأي فعل يلفت الانتباه كالضرب وشد الشعر والركل لأي شخص أخر وخاصة الأهل، بين لطفلك أن أذيته لك أو لغيرك مؤلمة، ذكره دوماً بقاعدة أن أذية الآخرين ممنوعة تحت أي ظرف وأنك لن تسمح له بهذه التصرفات.

• أظهر له الحب وتحدث مع طفلك حول مشكلته

عندما يصاب طفلك بنوبة غضب فبالتأكيد هناك شيئ ما استفذه ، دع طفلك يعرف أنك تحبه ولكنك لاتحب سلوكه، اطلب منه إخبارك ما يشعر وماذا يريد وناقشه بمطالبه، اجعله يعرف أنك هنا لتقديم المساعدة له، ولا تنسى استخدام عبارات محببة مثل أعرف ماتشعر به ، أنا أحبك كن هادئا لأجلي، كما يجب تدريب الطفل على حل المشكلات بالتدريج.

• دع طفلك يفرّغ مشاعره بطرق أخرى

الطفل الذي يصاب بنوبات غضب هو طفل يملك طاقة ويحتاج لتفريغها لذلك عليك بأخذ طفلك للحدائق والأماكن الرحبة وتركه يركض ويصرخ و يقفز ذلك سيساهم لدرجة كبيرة في تخفيف حدة انفعالاته.

تذكر من الطبيعي أن تحصل نوبات الغضب عند الطفل ولكن من غير الطبيعي أن يشعر الطفل أنه منبوذ وغير محبوب بسبب ذلك، الحب والصبر أساس التعامل مع الطفل ، تذكر دائماً أن طفلك ليس بوعيك وليس نداً لك وليس له ذنب بأي ظروف وضغوطات تمر بها.

التعامل مع الطفل بعد نوبة الغضب

عندما تنتهي نوبة الغضب لدى طفلك فإن مهمتك لا تنتهي هنا، بل إن التصرفات التي تقوم بها بعد نوبة الغضب لطفلك تؤثر بشكل كبير عليه لذلك  :

• ناقش طفلك بهدوء حول تصرفه

إسأله أخبرني ماذا حدث؟ كنت منزعجاً جداً وقد قلقت عليك فلماذا فعلت هذا؟

• أعطه حل بديل

عندما يطلعك طفلك على سبب غضبه، اقترح حلول بديلة لنوبة الغضب، عندما حاولت معرفة سبب غضب طفلي وتصرفاته العنيفة أخبرني أنني أنام بجوار أخيه الصغير كل يوم، أخبرته أنني سأحكي له قصة كل يوم وأبقى بجواره حتى ينام وأن سبب بقائي بجانب أخيه أن الصغير لايزال ضعيفاً ويحتاج لحب أخيه ليكبر.

• عزز السلوك الجيد

لا داعي للإكثار من لوم الطفل وذمه نتيجة تصرفاته خلال نوبة الغضب لأن ذلك سيزيد المشكلة سوءاً، من الأفضل مدحه على تصرفاته الجيدة فذلك سيدفعه للتحسن.

• اشرح لطفلك مايمر به وعلمه أن يسمي مشاعره

إن معرفة الطفل لمسمى مايشعر به يساعده في التعبير اللفظي عنه، بدلاً من اللجوء للغضب لأنه غير قادر على فهم مايشعر به، لذلك علم طفلك مسميات مشاعره مثلا قل له :أنت تصرخ إذا أنت غاضب،أنت تبكي لما أنت حزين،طفلك منعزل لوحده بعد أن فشل بشيئ ما أسئله هل يشعر صغيري بالقليل من الإحباط.

• علم طفلك كيف يتعامل مع المشاعر

عليك تدريب طفلك على التعامل مع مشاعره، فعلى سبيل المثال:

• • • عندما يبدأ طفلي بنوبة الغضب أقول صغيري أحمر الوجه وغاضب يجب أن نأخذ نفساً عميقاً ونحاول الهدوء وأبدأ أنا بالشهيق والزفير المسموع مع الابتسام فيقلدني صغيري وأبدء بتشجيعه وبذلك يتحول اهتمامه إلى كيفية التعامل مع نوبه الغضب وليس الغضب.
    • عندما يبكي صغيري أقول له هناك دموع من عيني صغيري أنظر أنها تنزل على ملابسك وتخبرني أن علي حملك وأضحاكك لأنك حزين، هيا أحملك ونطير ليطير الحزن ويأتي الفرح.
• كن قدوة لصغيرك في التعامل مع نوبات الغضب

عندما تشعر بالغضب والضيق فكر جيداً فطفلك يراقبك وسيقلدك فأنت مثله الأعلى، أتبع استراتيجيات صحيحة في التعامل مع الغضب،أياك والصراخ أو القيام بأي تصرف خاطئ كالرد القاسي أو جرح مشاعر الغير.

منع نوبات الغضب عند الطفل

إذا أردت عدم حدوث نوبات الغضب عند الطفل عليك أن توفر له بيئة محيطة ملائمة خالية من العوامل المسببة لاستفذاذ وعصبية الطفل فمثلا عليك:

• السماح للطفل بالاختيار : اعطي لطفلي حلين دائما لكل أمر وأدعه يختار بينهما ، يعطيه ذلك شعور بأنه يشارك في القرارات الخاصة به.
• جهز طفلك جيدا للانتقال : غالبا ماتسبب التغيرات المفاجئة كانتقال الطفل من مكان لآخر قلق وتوتر الطفل وزيادة احتمال حدوث نوبات الغضب لذلك عليك تهيئة الطفل لأي انتقال، مثلا قبل خروجنا من المنزل اخبر طفلي بخطتي واسمح له باقتراح بعض الأمور “هل نشتري بسكوت بالشوكولا أو البوشار؟” سؤال يجعل صغيري يحس بالمسؤولية والمتعة عند خروجنا للتسوق.
  ومثلا عند قدم طفل جديد كمولود جديد أو طفل زائر علينا تهيئة الطفل و الحرص على شعوره بحبنا واهتمامنا.
• التحقق من جوع الطفل أو حاجته للنوم وهي عوامل تسبب له الكثير من التوتر.

دراسات عن الغضب عند الأطفال

توضح الدراسات أن الغضب عند الأطفال أمر طبيعي وشائع الحدوث، يشمل الغضب عند الطفل واحد أو أكثر من السلوكيات التالية وهي الصراخ والبكاء والضرب ورمي الأشياء والعض والدفع والانطواء وغيرها.

من الطبيعي أن تحدث نوبات الغضب عند الطفل مرة واحدة في اليوم لمدة تتراوح بين دقيقة وخمس دقائق يقوم بها الطفل بسلوكيات غير صحيحة.

• نوبات الغضب عند الأطفال أقل من سنتين

توضح الدراسات أن 87% من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أقل من سنتين معرضون لنوبات الغضب التي تتمثل في البكاء الشديد والضرب والعض وشد الشعر وذلك لأنهم غير قادرين على التعبير عن احتياجياتهم وترجمة شعورهم بالغضب و الأنزعاج.

• نوبات الغضب عند الأطفال عمر سنتين

91% من الأطفال بهذا العمر معرضون لنوبات غضب متكررة وطويلة ويرجع السبب إلى أن الطفل في هذه المرحلة قد بدأ بإكتشاف نفسه ومحيطه ولكنه لا يملك التطور العقلي و الاجتماعي و العاطفي واللغوي الكافي للتعبير عن احتياجاته ومشاعره ولذلك يجد نوبة الغضب كتعبير عن مشاعره وطريقة للتعامل معها.

• نوبات الغضب عند الأطفال ثلاث سنوات

تشير الدراسات إلى أن 51% من الأطفال بعمر الثلاث سنوات معرضون لنوبات الغضب بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً وبذلك نجد أن النسبة أنخفضت إلى حد كبير ويعود ذلك إلى أن الطفل قد بدأ يتعلم بهذا العمر الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره والتعامل مع الآخرين.

• نوبات الغضب عند الأطفال 5 سنوات

عندما يبلغ طفلك الخمس سنوات فيجب أن تكوني حريصة أن يكون قد امتلك الخبرة والمهارة الكافية للتعبير عن غضبه بطريقة منضبطة إلى حد كبير، لا يعني ذلك أنه من غير الوارد أن تحصل لطفلك نوبات غضب ولكن من غير الصحيح أهمال هذه الحالة.

نوبات الغضب عند الطفل ومتى  يجب طلب المساعدة

ليس عيباً أن تطلب المساعدة والاستشارة من الخبراء إذا دعت الحاجة لذلك، ويجب طلب استشارة عند الحالات التالية:

1. تحدث نوبات الغضب بنفس المعدل بعد عمر أربع سنوات فبهذا العمر يصبح الطفل قادرا على التعبير اللفظي ويجب أن يقل معدل نوبات الغضب لديه.
2.  تستمر نوبة الغضب لأكثر من ربع ساعة بدون أي مبشرات بالتوقف.
3. يلجأ الطفل إلى آذية نفسه أو غيره أو إتلاف الممتلكات.
4. حبس الطفل لنفسه لفترة طويلة خلال نوبة الغضب أو حدوث أغماء.
5. معاناة الطفل من الصداع أو ألم المعدة أو الإكتئاب بعد نوبات الغضب.
6. شعورك بالإحباط وعدم الثقة بأنك تتعامل مع الموقف بشكل صحيح.

الأسئلة الشائعة

ما سبب الغضب المفاجيء بدون سبب؟

قد يرجع ذلك لبعض العوامل النفسية مثل القلق والتوتر، أو لأسباب بيولوجية أو اجتماعية

ماذا افعل عند نوبات الغضب عند الأطفال؟

في البداية حاولي احتواء طفلك وتفهمي احتياجاته، ولا تقابلي الغضب بالغضب

وفي الختام اعلمي أن نوبات الغضب أمر طبيعي عند الطفل في عمر صغير فهي محاولة للتعبير عن ذاته واحتياجاته ، يجب أن يكون الأهل مهيئين لاحتمالية حدوث نوبات الغضب عند الطفل والتعامل معها بالطريقة الصحيحة.

لمزيد من المقالات تصفحي جريدة حواء

لأي استفسارات اسالينا من خلال صفحة جريدة حواء علي الفيس بوك