شجرة الدر من جارية إلى سلطانة على عرش مصر
Shajarat Al-Durr Egypt's Supreme Sultana
شجرة الدر من جارية إلى سلطانة على عرش مصر
تعتبر شخصية شجرة الدر واحدة من ضمن أشهر النساء الائي لعبن دورًا هاماً في تاريخ مصر، مما يجعلها محط إعجاب البعض ونقد البعض الآخر ومن أجل ذلك فإنه من المهم أن نحاول عرض أهم النقاط المحورية في سيرتها الذاتية.
نشأة شجرة الدر
هي شجرة الدر أو عصمت الدين وهي زوجة سابع سلاطين الدولة الأيوبية الملك الصالح أيوب، ويتفق جميع المؤرخين على أنه بدأ ذكرها في التاريخ من عام 1923 عندما قرر السلطان الصالح نجم الدين أيوب أن يضمها إلى حرم الجواري الخاص به.
متى ولدت شجرة الدر؟
اختلف المؤرخين حول إرجاع أصولها, فحسب ما ورد في كتاب “السلوك لمعرفة دول الملوك” ذكر المؤرخ تقي الدين المقريزي أنها تركية أرمنية الأصل, غير أنه في أقوال آخرى يرجح أنها إما من أصل تركي أو خوارزمي.
لماذا سميت شجرة الدر بهذا الإسم؟
يرجع سبب تسميتها بهذا الإسم بسبب أنها حظيت بسمات الجمال المبهر فكان شعرها شديد السواد ولديها وجه جميل وجذاب، وذات بشرة ناصعة البياض، كانت تجيد القراءة والكتابة على عكس الجواري الأخريات، وكانت سريعة البديهة وشديدة الذكاء وحسنة التصرف، جميع هذه الصفات مكنتها بأن تستحوذ على إعجاب السلطان الصالح نجم الدين الذي قربها منه وجعلها الجارية المرافقة له في ترحاله وانتقالاته، أضف إلى ذلك أنه ارتفعت مكانتها عنده عندما كانت خير معين له في أصعب المواقف والتي من أبرزها اعتقاله في سجن الكرك في عام 1232
مرافقة شجرة الدر لزوجها
نجح الملك الصالح في أن يتولى ولاية مصر عام 1240م, وفي غضون هذه الفترة تمكنت بأن تنجب له أبنه الخليل والترقي من رتبة جارية إلى سلطانة, فقد قام الملك الصالح بالزواج منها ولكن مع الأسف توفي الخليل بعد ولادته بفترة قصيرة, وعلى الرغم أنها كانت الزوجة الثانية إلا أن ذلك لم يمنعها بأن تكون الأقوى والأكثر قرباً للملك الصالح ليس بكونها زوجة فقط بل معيناً له في شؤون البلاد فكان يشاورها في العديد من أمور السياسة.
شجرة الدر وحكمتها في موقف وفاة الملك الصالح
سواء كنا نختلف أو نتفق حول العديد من أفعالها ر إلا أننا لا نستطيع أن ننكر الدور الذي قامت به عند وفاة الملك الصالح حيث تزامن حادث الوفاة مع شن الدول الأوربية حملة صليبية جديدة على الشرق، وذلك بعد هزيمتهم في معركة حطين على يد صلاح الدين الأيوبي، فقد قامت بإخفاء خبر وفاة زوجها عن الشعب والجيش خشية من أن تنخفض الروح المعنوية للجيش مما يؤدي إلى حتمية الهزيمة لا محالة، لذلك فقد قامت بإدارة شؤون البلاد ببراعة وذلك بمساعدة المخلصين والمقربين منها بجانب أنها كانت تصدر القرارات والمراسيم التي كانت تحمل ختم الملك مدعية بأنه يمكث في الفراش بسبب مرضه، ومن خلال هذه القرارات الرشيدة نجح الجيش المصري في هزيمة الجيش الصليبي في مدينة المنصورة.
موقفها تجاه زوجة لويس التاسع
بعد تمكن الجيش المصري من هزيمة الجيش الصليبي في معركة فارسكور قام بإعتقال الملك لويس التاسع في دار بن لقمان, وهذا الأمر جعل زوجة لويس التاسع ترسل خطابًا إلىها ترجوها وتستسمحها لأن تصدر قرار بالأفراح عن لويس التاسع, وبالفعل قامت بالموافقة على الإفراج عنه نظير دفع نحو ثمانين ألف فرنك.
قتل توران شاه على يد المماليك بمعاونة شجرة الدر
بعد أن استقرت أمور البلاد قامت باستدعاء ابن الملك الصالح من زوجته الأولى توران شاة
أمور البلاد لاسيما أنها قامت بإعلان خبر وفاة الملك الصالح وبالفعل تولي توران شاه العرش, ولكن كما يقال لا تأتي الرياح بما تشتهى السفن فقد تمكن التكبر والتعالي من توران شاه, فلم يحفظ الجميل لا لزوجة أبيه ولا للمماليك الذين كان لهم دور كبير في هزيمة الصليبين، بجانب أنه طلب منها ما تبقى من ثروة أبيه، وجميع هذه الأفعال الغير رشيدة أدت إلى اشتداد الغضب منه والتفكير في اغتياله، وبالفعل تآمرت مع أبرز قواد المماليك والذين كان على رأسهم بيبرس البندقداري الذي قام بقطع يده بالسيف، وحاول توران شاة أن يهرب إلا أن المنتقمين تمكنوا من قتله وسط النيل عام 648هـ، وكان ذلك بعد مرور خمسة أسابيع من مبايعته على المُلك، وقد أُلقيت جثته في العراء لمدّة ثلاثة أيام ولا أحد يعرف أين دُفنت.
كم استمر حكم شجرة الدر؟
بعد مقتل توران شاه أصبح العرش خالياً حتى أقر الأمراء والمماليك بأن تتولى شجرة الدر حكم البلاد لتكون أول امرأة تجلس على العرش في تاريخ الدولة الإسلامية، وبالفعل استمر حكم شجرة الدر حوالي ثلاثة أشهر, وفي هذه الفترة كان يتم الدعاء لها على المنابر مثلها مثل أي حاكم فكان الإمام يقول” احفظ اللهم الجهة الصالحة ملكة المسلمين عصمة الدنيا والدين ذات الحجاب الجميل والستر الجليل زوجة الملك الصالح نجم الدين أيوب” بالإضافة أنه تم نقش صك الدنانير والدراهم بإسمها, وفي ظل حكمها سار المحمل المصري إلي بلاد الحرمين الشريفين حاملًا كسوة الكعبة.
هل تزوجت شجرة الدر بعد نجم الدين؟
لم تمكث على العرش كما أسلفنا إلا نحو ثلاثة أشهر وذلك بسبب رفض الخليفة العباسي المعتصم أن تتولى العرش امرأة حيث أرسل وقال :”إذا كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسير إليكم رجلًا” بالإضافة إلى رفض العديد من شيوخ الأمة الإسلامية هذا الأمر وعلى رأسهم الشيخ العز بن عبد السلام, والذي قام بإصدار فتوى بأنه لا يجوز أن تتولى شؤون البلاد امرأة, ومن أجل أن تخرج من هذا المأزق فكرت في أن تتزوج مرة ثانية من رجل يتولى حكم البلاد في العلن بينما هي من تتولى أمور البلاد في الخفاء والباطن, بشكل أبسط يكون مندوبًا عنها أمام الشعب, وبالفعل وقع الاختيار على الأمير عز الدين أيبك التركماني الذي دعمته لكي يتمكن من قتل أشرس منافسيه أقطاي.
شجرة الدر من السلطانة الي القاتلة
تولى عز الدين أيبك العرش بعد أن تزوج منها ليكون أول مملوكي يتولى حكم مصر, في بداية حكمه كانت الأمور تسير برضاها فكان لا يبت في أمر إلا بعد موافقتها, ولكنه بعد ذلك قرر أن يكون هو سيد الأمر مما أغضبها لرفضها بأن يقتصر دورها على أن تكون جارية واجبها فقط أن تنتظر سيدها في مخدعه ومن هنا بدأ الخلاف يشتد بينها وبين أيبك, ولكن القشة التي قسمت ظهر البعير كما يقول العرب هو علمها بأنه سوف يتزوج واحدة غيرها وهي ابنه ملك الموصل بدر الدين لؤلؤ وهي شابه جميلة, عندها قررت أن تتخلص من أيبك و لكنها لم تتمكن من فعل ذلك بسهولة لاسيما أن أيبك أصبح يتوجس من مكائدها, وذلك بعد أن تنبأت له منجمه أن حياته سوف تنتهي على يد امرأة, ولكن القدر خالف هذا الحذر فقد تمكنت بالفعل في النهاية بأن تستدرجه إلى القلعة, ومن ثم قامت بقتله بمساعدة حاشيتها, ويذكر بعض المؤرخين في هذه الواقعة أنها أمرت بضربة بالقبقاب على رأسه حتى فارق الموت.
كيف قتلت شجرة الدر؟
تختلف الأقاويل حول من وراء مقتل شجرة الدر فبعض المؤرخين يقولون أن التي قامت بقتلها هي أرملة عز الدين أيبك أم علي, ومنهم من يقول أن الذي قام بقتلها حلفاء عز الدين أيبك من المماليك انتقامًا لقتلها لعز الدين، حيث تم اعتقالها وسجنها في البرج الأحمر في قلعة الجبل, وبعدها أمر المنصور على وهو الذي تولي الحكم بعد مقتل أبيه بأن يتم تسليمها إلى والدته والتي أمرت بأن تضرب بالقبقاب على رأسها حتى الموت مثلما فعلت في أيبك, ولم تكتفي بذلك بل أمرت بأن تجرد من ملابسها وأن يرمي بها من أعلى أسوار القلعة وذلك في يوم السبت الموافق الثالث من مايو لعام 1258 وبذلك اسدل الستار على واحدة من ضمن أشهر النساء في تاريخ الدولة الإسلامية.
قتل شجرة الدر وشهرة حلوى أم علي
بعد أن تمكنت زوجة عز الدين أيبك أم الملك المنصور من الانتقام من غريمتها , قامت بتوزيع حلوي احتفالاً بتمكنها من الأخذ بثأر زوجها عز الدين أيبك, وكانت هذه الحلوى تتضمن الدقيق واللبن والسكر, وقد قام المصريون بإطلاق اسم أم علي على هذه الحلوى اعتبارًا بأنها من قامت بأمر توزيعها.
تعرفي أيضًا على
نبوية موسى رائدة التعليم في مصر
تعرفي علي المزيد من الشخصيات من خلال حواء في التاريخ