العرقسوس مكوناته و فوائده وأضراره

يعتبر العرقسوس أو الجذر الحلو من أشهر المشروبات المنعشة التي يحبها الجميع، وخاصة في شهر رمضان الكريم، ويحتوي على مركبات مفيدة مثل الجليسرهيزين، الذي له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للميكروبات ومضادة للالتهابات أيضاً، وقد يكون له بعض الفوائد الصحية، بما في ذلك الحد من ارتجاع الحمض.

وعلى الرغم من هذا التاريخ، فإن بعض استخداماته فقط مدعومة بالبحث العلمي، علاوة على ذلك، قد يكون لعرق السوس العديد من المخاطر الصحية، وتتناول هذه المقالة الاستخدامات والأشكال والفوائد والآثار الجانبية والجرعة الموصى بها .

كيف يتم استخدام جذر العرقسوس؟

يعود الاستخدام الطبي لعرق السوس إلى مصر القديمة، حيث تم تحويل الجذر إلى مشروب حلو للفراعنة، كما تم استخدامه في الأدوية الصينية واليونانية التقليدية لتهدئة اضطراب المعدة وتقليل الالتهاب وعلاج مشاكل الجهاز التنفسي العلوي

يعتبر الجذر الحلو أحد أقدم العلاجات العشبية في العالم، وتتراوح مدة صلاحية عرق السوس من 3 إلى 5 سنوات، ويأتي من جذر نبات عرق السوس (Glycyrrhiza glabra)، وموطنه الأصلي غرب آسيا وجنوب أوروبا، وقد استخدم عرق السوس منذ فترة طويلة لعدة أغراض كعلاج الأمراض المختلفة، وكنكهة، وفي المشروبات والأدوية.

على الرغم من هذا التاريخ، فإن بعض استخداماته فقط مدعومة بالبحث العلمي، علاوة على ذلك، ومن أهم إستخدامات العرقسوس اليوم:

• استخدام جذر عرق السوس لعلاج أمراض مثل عديدة مثل:-
  • حرقة المعدة.
  • والارتجاع الحمضي.
  • والهبات الساخنة.
  • والسعال.
  • والالتهابات البكتيرية والفيروسية
•  يساعد شاي عرق السوس على تهدئة التهاب الحلق
• يدخل في صناعة الكريمات الموضعية تعالج الأمراض الجلدية مثل حب الشباب أو الأكزيما.
• يستخدم عرق السوس لإضفاء نكهة على بعض الأطعمة والمشروبات.

التركيب النباتي لعرق السوس

على الرغم من أنه يحتوي على مئات المركبات النباتية، فإن المركب النشط الأساسي لجذر عرق السوس هو الجليسيرهيزين

Glycyrrhizin) وهو المسؤول عن الطعم الحلو للجذور، بالإضافة إلى خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات.

ومع ذلك، يرتبط الجليسيرهيزين أيضًا بالعديد من الآثار الضارة لجذر عرق السوس ونتيجة لذلك، تستخدم بعض منتجات عرق السوس منزوع الجليسيرهيزين (DGL) أي الذي تمت إزالة الجليسرهيزين منه.

ما هي فوائد شرب العرقسوس؟

تظهر الأبحاث الحالية نتائج واعدة للعديد من الاستخدامات الطبية لجذر عرق السوس:

• يساعد في علاج الأمراض الجلدية

يحتوي جذر عرق السوس على أكثر من 300 مركب، بعضها يظهر تأثيرات قوية مضادة للالتهابات، ومضادة للبكتيريا، ومضادة للفيروسات، حيث أظهرت الدراسات التي أجريت على الحيوانات وأنابيب الاختبار أن الجليسيرهيزين يوفر فوائد مضادة للالتهابات ومضادات الميكروبات

ونتيجة لذلك، يتم استخدام مستخلص جذر عرق السوس لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض الجلدية، بما في ذلك حب الشباب والأكزيما.

في دراسة استمرت أسبوعين على 60 شخصًا بالغًا، أدى تطبيق جل موضعي يحتوي على مستخلص جذر عرق السوس إلى تحسين الأكزيما بشكل ملحوظ.

على الرغم من استخدام جل عرق السوس الموضعي أيضًا لعلاج حب الشباب، إلا أن الأبحاث حول فعاليته مختلطة ومحدودة للغاية.

• يقلل من الارتجاع الحمضي وعسر الهضم

غالبًا ما يستخدم مستخلص جذر عرق السوس لتخفيف أعراض عسر الهضم، مثل ارتجاع الحمض، واضطراب المعدة، وحرقة المعدة، وهذا ما أظهرته دراسة استمرت 30 يومًا على 50 شخصًا بالغًا يعانون من عسر الهضم، أدى تناول كبسولة عرقسوس 75 مجم مرتين يوميًا إلى تحسينات كبيرة في الأعراض.

قد يخفف مستخلص الجذر الحلو أيضًا من أعراض مرض الجزر المعدي المريئي (GERD)، بما في ذلك الارتجاع الحمضي وحرقة المعدة، حيث أشارت دراسة استمرت 8 أسابيع أجريت على 58 شخصًا بالغًا مصابًا بالارتجاع المعدي المريئي، أدت جرعة منخفضة من حمض الجليسرهيتينيك مع العلاج القياسي إلى تحسينات كبيرة في الأعراض.

أظهرت دراسة أخرى أجريت على 58 شخصًا بالغًا مصابًا بالارتجاع المعدي المريئي إلى أن الاستخدام اليومي لجذر العرقسوس كان أكثر فعالية في تقليل الأعراض على مدى عامين من مضادات الحموضة شائعة الاستخدام، وفي حين أن هذه النتائج واعدة، إلا أنه من الضروري إجراء دراسات بشرية أكبر.

• يساعد في علاج القرحة الهضمية

القرحة الهضمية هي تقرحات مؤلمة تتطور في المعدة أو الجزء السفلي من المريء أو الأمعاء الدقيقة، وعادة ما تكون ناجمة عن الالتهاب الناتج عن بكتيريا الملوية البوابية(جرثومة المعدة).

قد يساعد مستخلص جذر عرق السوس والجليسيرهيزين في علاج القرحة الهضمية، حيث وجدت إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران أن جرعات مستخلص عرق السوس تبلغ 91 مجم لكل رطل (200 مجم لكل كجم) من وزن الجسم تحمي ضد هذه القرح بشكل أفضل من أوميبرازول، وهو دواء شائع للقرحة الهضمية.

في حين أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث على البشر، فقد أظهرت دراسة استمرت أسبوعين على 120 شخصًا بالغًا أن تناول مستخلص عرق السوس بالإضافة إلى العلاج القياسي قلل بشكل كبير من وجود بكتيريا الملوية البوابية.

• يحتوي على خصائص مضادة للسرطان

نظرًا لمحتواه من العديد من المركبات النباتية ذات التأثيرات المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات، تمت دراسة مستخلص جذر عرق السوس لمعرفة آثاره الوقائية ضد أنواع معينة من السرطان، على وجه الخصوص تم ربط مستخلص عرق السوس ومركباته بإبطاء أو منع نمو الخلايا في سرطانات الجلد والثدي والقولون والمستقيم والبروستاتا.

وبما أن الأبحاث تقتصر على أنابيب الاختبار والحيوانات، فإن آثاره على السرطانات البشرية غير معروفة، ومع ذلك قد يساعد مستخلص جذر عرق السوس في علاج التهاب الغشاء المخاطي للفم أو ما يعرف بتقرحات الفم المؤلمة للغاية التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالسرطان أحيانًا كأثر جانبي للعلاج الكيميائي والإشعاع.

كشفت دراسة استمرت أسبوعين على 60 شخصًا بالغًا مصابًا بسرطان الرأس والرقبة أن طبقة عرق السوس الموضعية كانت فعالة تمامًا مثل العلاج القياسي لالتهاب الغشاء المخاطي للفم.

• يخفف من أمراض الجهاز التنفسي العلوي

بسبب آثارها المضادة للالتهابات والمضادة للميكروبات، قد يساعد كل من مستخلص جذر عرق السوس والشاي في علاج أمراض الجهاز التنفسي العلوي، وعلى وجه الخصوص، خلصت الدراسات التي أجريت على الحيوانات إلى أن مستخلص الجليسيرهيزين من جذر عرق السوس يساعد في تخفيف الربو، خاصة عند إضافته إلى علاجات الربو الحديثة.

في حين أن الأبحاث البشرية المحدودة تظهر نتائج مماثلة، إلا أن هناك حاجة إلى دراسات أكثر صرامة وطويلة المدى.

بالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسات التي أجريت على أنابيب الاختبار والدراسات البشرية المحدودة إلى أن شاي جذر عرق السوس ومستخلصه قد يقي من التهاب الحلق العقدي ويمنع التهاب الحلق بعد الجراحة.

• يحمي من تسوس الأسنان

قد يساعد جذر عرق السوس في الحماية من البكتيريا التي يمكن أن تؤدي إلى تسوس الأسنان، أعطت دراسة استمرت 3 أسابيع 66 طفلاً في سن ما قبل المدرسة مصاصات خالية من السكر تحتوي على 15 ملغ من جذر عرق السوس مرتين يوميًا خلال الأسبوع الدراسي أدى استهلاك المصاصات إلى تقليل عدد بكتيريا العقيدة الطافرة (Streptococcus mutans) بشكل كبيروالتي تعد السبب الرئيسي للتسوس.

• مساعدة مرض السكري

في دراسة استمرت 60 يومًا على الفئران أدى تناول مستخلص جذر عرق السوس يوميًا إلى تحسينات كبيرة في مستويات السكر في الدم وصحة الكلى، ولكن لم يتم تأكيد هذا التأثير لدى البشر.

• تعزيز فقدان الوزن

تشير بعض الدراسات إلى أن مستخلص جذر عرق السوس يخفض مؤشر كتلة الجسم، ويدعم فقدان الوزن ومع ذلك، لم تجد دراسات أخرى أي آثار على الوزن.

فوائد العرقسوس للقولون

يقدم جذر عرق السوس العديد من الفوائد التي تدعم صحة القولون حيث يعتبر مشروب مفيد لدى مرضى القولون العصبي، ويعمل على التخفيف من حدة أعراضه مثل ألم وانتفاخ البطن، وتنشيط حركة الأمعاء مما يساعد على التخلص من الإمساك، كما يساعد على تخفيف التهاب جدار الأمعاء، ويعمل على الحماية من الإصابة بسرطان القولون، لذلك ينصح دائما بتناول مشروب العرقسوس لمرضى القولون

فوائد عرقسوس للبشرة

يعتبر العرقسوس من العناصر المفيدة للبشرة حيث يعمل على تفتيحها والتخلص من الإسمرار والتصبغات، بسبب قدرته الفعالة على تقليل إنتاج الميلانين الذي يؤدي لتصبغ البشرة عند إنتاجه بكمية زائدة في الجسم، كما يحتوي عرق السوس أيضا على مركب الجلابريدين الذي يعتبر مادة مضادة للالتهاب.

يحتوي الجذر الحلو أيضا على العديد من مضادات الأكسدة، والتي تعمل بدورها على حماية البشرة وتأخير ظهور علامات التقدم في السن، كما أنه ينظم عملية إفراز الزيوت في البشرة مما يقلل من ظهور حب الشباب والبثور.

ما هي مخاطر عرق السوس؟

اعتبرت إدارة الغذاء والدواء (FDA) أن جذر العرقسوس معروف عمومًا بأنه آمن للاستخدام في الأطعمة، ومع ذلك لا تقوم إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) حاليًا بتقييم المكملات الغذائية، أو التحقق منها للتأكد من نقائها أو فعاليتها أو دقة تصنيف المكونات.

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر الاستخدام قصير المدى لمكملات جذر عرق السوس والشاي آمنًا على نطاق واسع، ولكن الجرعات الكبيرة قد تنتج آثارًا ضارة، وقد يرغب الأفراد الذين يعانون من ظروف صحية معينة في تجنبها، فقد يؤدي الاستخدام المزمن والجرعات الكبيرة من منتجات الجذر الحلو إلى تراكم الجليسيرهيزين في الجسم.

ثبت أن المستويات المرتفعة من الجليسيرهيزين تسبب زيادة غير طبيعية في هرمون التوتر الكورتيزول، مما قد يسبب اختلالات في مستويات السوائل ونتيجة لذلك، قد تؤدي الجرعات المزمنة والكبيرة من منتجات جذر عرق السوس إلى ظهور العديد من الأعراض الخطيرة:

• الجرعة الزائدة من جذر عرق السوس تؤدي إلى:
  • انخفاض مستويات البوتاسيوم.
  • ضغط دم مرتفع.
  • ضعف العضلات.
  • إيقاعات القلب غير طبيعية.
•  التسمم بعرق السوس قد يكون نادرا ولكن من الممكن أن يؤدي إلى فشل كلوي، أو قصور القلب الاحتقاني، أو تراكم السوائل الزائدة في الرئتين (الوذمة الرئوية)وبالتالي، يتم تشجيع الأفراد الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو قصور القلب الاحتقاني، أو أمراض الكلى، أو انخفاض مستويات البوتاسيوم على تجنب منتجات العرقسوس المحتوية على الجليسيرهيزين تمامًا.

أضرار العرقسوس للنساء

قد يؤثر تناول الجذر الحلو بكثرة بشكل سلبي على نمو دماغ طفلك أثناء الحمل،في إحدى الدراسات، كان الأطفال المولودون لأمهات تناولن كميات كبيرة من منتجات عرق السوس المحتوية على الجليسيرهيزين أثناء الحمل أكثر عرضة للإصابة بضعف الدماغ في وقت لاحق من الحياة، لذلك يجب على النساء الحوامل تجنب مكملات عرق السوس والحد من تناوله ونظرًا لنقص الأبحاث، كما أنه أيضا يتداخل مع أدوية منع الحمل وقد يؤثر على فاعليتها، لذلك يجب على الأطفال والنساء المرضعات أيضًا تجنب منتجات عرق السوس.

جرعة وأشكال جذر العرقسوس

كمكمل، يأتي مستخلص جذر العرقسوس في عدة أشكال، بما في ذلك الكبسولات والمساحيق والصبغات والمواد الموضعية والشاي يمكن أيضًا شراء الجذر نفسه طازجًا أو مجففًا.

لا يوجد حاليا أي توصية بالجرعة القياسية ومع ذلك، توصي كل من منظمة الصحة العالمية (WHO) واللجنة العلمية الأوروبية للأغذية (SCF) بالحد من تناول الجليسيرهيزين بما لا يزيد عن 100 ملغ يوميًا.

ونظرًا لأن المنتجات لا تشير دائمًا إلى كمية الجليسيرهيزين، فقد يكون من الصعب تحديد كمية آمنة، ونتيجة لذلك، من المهم مناقشة الجرعة الآمنة والفعالة مع الطبيب الخاص بك، هناك خيار آخر وهو البحث عن مساحيق أو كبسولات العرقسوس منزوعة الجليسيرهيزين (DGL).

هذه المكملات خالية من الجليسيرهيزين، المسؤول عن معظم الآثار الجانبية لعرق السوس ومع ذلك، بما أن هذا المركب يساهم أيضًا في العديد من الفوائد، فمن غير الواضح ما إذا كانت منتجات DGL لها نفس التأثيرات الصحية الإيجابية.

أفضل وقت لشرب العرقسوس

يتسائل العديد من محبي مشروب عرق السوس عن أفضل وقت لتناول هذا المشروب اللذيذ، وفي الواقع يفضل تناول الجذر الحلو بأحدأقصى ملعقة صغيرة على نصف كوب من الماء ثلاث مرات في اليوم، في الصباح وخلال فترة النهاردة، والأخيرة في الصباح، ويحذر الأطباء من تناوله في رمضان بعد الإفطار بشكل مباشر حتى  لا يتسبب في مخاطر صحية مثل ارتفاع الضغط نتيجة لاتساع الشرايين بطريقة مفاجئة.

هكذا بعد أن تعرفنا على فوائد وأضرار العرقسوس، يمكنك الآن تناوله بشكل معتدل دون إسراف والحصول على فوائده المتعددة، قدميه باردا لأسرتك واستمتعي بتأثيره المنعش.

لمزيد من المقالات تصفحي جريدة حواء

لأي استفسارات اسالينا من خلال صفحة جريدة حواء علي الفيس بوك