العنف الأسري وتأثيره على الأطفال
Domestic violence and children
العنف الأسري وتأثيره على الأطفال وطرق علاجه
العنف الأسري وتأثيره على الأطفال
انتشرت ظاهرة العنف الأسري بشكل كبير في الفترة الأخيرة، وللعنف الأسري آثار مدمرة على جميع أفراد الأسرة خاصة الأطفال، فالأسرة هي أساس المجتمع، وهي النواة الأولى التي يتكون المجتمع من خلالها، يولد الطفل ليجد نفسه ينشأ في أسرته بين والديه، وتعتبر الحياة في بيئة أسرية متوازنة يشملها العطف والحنان والهدوء أحد حقوق الطفل، ولكن عندما ينشأ الطفل في بيئة تتسم بالعنف والصراخ والتعرض للأذى سوف يؤثر هذا بشكل مباشر على الطفل.
ما هو تعريف العنف الأسري؟
يعرف العنف الأسري بانه نوع من السلوكيات المسيئة والمؤذية تجاه احد افراد الاسرة ويتضمن الاعتداء الجسدي واللفظي والنفسي والغرض منه فرض السيطرة والتحكم وإظهار القوة، وفي كلتا الحالتين يتعرض الطفل لآثار سلبية عديدة عندما يعيش في بيئة يتسم بالعنف.
العنف الأسري ضد الأطفال وأنواعه
أصبح العنف الأسري أحد المشكلات التي تهدد أمن الطفل وسلامته، ويهدد أيضا استقراره النفسي والاجتماعي، فهو يحرم الطفل من الحياة الطبيعية لفترة طفولته، ويجعله دائما ما يشعر بالخوف والقلق، ويؤثر العنف الأسري بشكل سلبي على نشأة الطفل واكتسابه بعض السلوكيات السيئة التي تمتد معه خلال مراحل حياته المختلفة.
العنف المباشر
هو الأذى أو الضرر الذي يتم توجيهه للطفل بشكل مباشر مثل الضرب والتعنيف وتوجيه الإساءة.
العنف غير المباشر
هو معايشة ومشاهدة الطفل لمظاهر العنف الأسري بين أفراد الأسرة.
أثر العنف الأسري على الأطفال
يؤثر العنف الأسري بشكل مباشر على الأطفال، حيث يتأثر الأطفال بما يشاهدونه من سلوكيات مختلفة، حتى لو لم يكن العنف موجه بشكل مباشر للطفل نفسه، فيكفي مشاهدته لمواقف العنف الأسري التي تؤثر بدورها على مشاعر الطفل وسلوكياته وقدراته العقلية والجسدية أيضا، ومن آثار العنف الأسري على الأطفال:
1-التأثير النفسي للعنف الأسري على الأطفال
يشمل التأثير النفسي للعنف الأسري على الأطفال العديد من الجوانب أهمها:
- القلق: حيث يشعر الطفل الذي يعيش في بيئة من العنف بالقلق المستمر، فهو يفقد إحساسه بالهدوء والاستقرار.
- الخوف: هو أحد الآثار السلبية للعنف الأسري بالنسبة للطفل، فالعنف يجعل الطفل فاقد للإحساس بالأمان، ودائم الشعور بالخوف من استمرار العنف داخل أسرته، والخوف أيضا من توجيه هذا العنف تجاه الطفل.
- الغضب: يشعر الطفل بالغضب تجاه ما يدور حوله من أحداث، فهو لا يستطيع التعبير عن نفسه خوفا من التعرض للعنف، فقد يحتاج للكلام أو حتى الصراخ ليعبر عما يشعر به من غضب واستياء واعتراض على واقعه.
- الشعور بالعجز: عندما يرى الطفل المشكلات التي تواجه أسرته، وكيفية استخدام العنف لمحاولة حل هذه المشكلات فهو يشعر بالعجز وعدم القدرة على حل ومواجهة المشكلات، وهذا أمر طبيعي فهو مازال طفلا عليه أن يفكر في اللعب بدلا من مواجهة العنف الأسري.
- الاكتئاب: هو حالة متقدمة من الحزن، وقد يتعرض الطفل لهذه الحالة مع استمرار مشاهدته أو تعرضه للعنف داخل أسرته.
- الشعور بالذنب: عدم قدرة الطفل على حماية الطرف الموجه له العنف داخل أسرته مثل الأم مثلا يجعله يشعر بالذنب والإحباط وقلة الحيلة، ويؤثر هذا الشعور بالضعف على تكوين شخصية الطفل فيما بعد.
- الانطوائية والخجل وعدم الثقة بالنفس: يعاني الطفل الذي يعيش في أسرة تستخدم العنف الأسري من الشعور بالانطوائية وحب العزلة وتجنب التفاعل مع الآخرين، بالإضافة للإحساس بالخجل الدائم وعدم الثقة في النفس.
2-التأثير الجسدي للعنف الأسري على الأطفال
لا تقتصر آثار العنف الأسري للطفل على الآثار النفسية فقط، بل تتضمن أيضا بعض الآثار الجسدية مثل:
- آلام المعدة: تعد آلام المعدة واضطرابات الجهاز الهضمي أحد الآثار الجسدية التي يتعرض لها الطفل بسبب العنف الأسري، حيث يشعر الطفل بالتقلصات ويصاب ببعض القرح في المعدة أيضا.
- الصداع: يعرف الصداع بأنه ألم في الرأس، وقد يصاب به الطفل نتيجة للخوف الزائد والتفكير المستمر فيما يتعرض له من مشكلات داخل الأسرة.
- تسارع دقات القلب: تسارع دقات القلب هو أحد الأعراض الطبيعية للخوف والقلق المستمر الذي يعيشه الطفل في جو أسري يتسم بالعنف.
- الأمراض المتكررة: نتيجة للبيئة الغير صحية التي يعيشها الطفل داخل الأسرة يصاب الطفل بنقص في المناعة، مما يؤدي لإصابته الدائمة بالأمراض.
3-الـتأثير السلوكي للعنف الأسري على الأطفال
للعنف الأسري تأثير كبير على سلوكيات الطفل، فالطفل يكتسب سلوكه من البيئة المحيطة به، تظهر بعض السلوكيات السلبية على تصرفات الطفل الذي تعرض للعنف المنزلي، وتشمل هذه السلوكيات:
- تزايد العدوانية واستخدام العنف: من أحد تأثيرات استخدام العنف داخل الأسرة أن يصاب الطفل بالعدوانية مع غيره من أصدقائه أو زملائه في المدرسة، فهو قد نشأ على استخدام العنف في حل المشكلات وفرض السيطرة، وقد تستمر هذه الصفات معه لباقي مراحل حياته.
- صعوبة التركيز وضعف التحصيل الدراسي: يعاني الأطفال من صعوبة التركيز وتشتت الانتباه عند التعرض للعنف الأسري، حيث يصبح الطفل مشتت الذهن والتفكير، وهذا شيء خارج عن إرادته، وبالتالي يتأثر التحصيل الدراسي للطفل، مما يزيده حزنا وإحباطا.
- الأرق واضطرابات النوم: يعاني بعض الأطفال من صعوبة في النوم، ويعانون من الكوابيس عند النوم، وقد يلجأ الطفل لعدم النوم خوفا وهربا من هذه الكوابيس التي تعد انعكاس طبيعي للواقع الذي يعيشه.
- الكذب : يلجأ الطفل لاستخدام الكذب وإخفاء الحقائق خوفا من التسبب أو التعرض للعنف، فهو يعتقد أن الكذب قد يحميه ويشعره بالأمان.
- اضطرابات الأكل وسوء التغذية: يعاني الطفل الذي يتعرض للعنف المنزلي من اضطرابات الأكل، ويختلف هذا من طفل لآخر فقد يلجأ الطفل لتناول الكثير من الطعام كأحد الأساليب لتفريغ غضبه، وقد يشعر طفل آخر بعدم الرغبة في تناول الطعام نتيجة لما يتعرض له من حزن وإحباط.
- استخدام الصوت العالي أثناء الكلام: يعتمد الطفل الذي ينشأ في بيئة من العنف على استخدام الصوت العالي في حل المشكلات، فهو قد اعتاد على استخدام هذا الأسلوب في منزله، وقد يلجأ الطفل للصوت العالي في محاولة فرض سيطرته على غيره من الأصدقاء والزملاء.
4-التأثير الاجتماعي للعنف الأسري على الأطفال
للعنف الأسري أيضا بعض الآثار الإجتماعية التي تؤثر على حياة الطفل الاجتماعية وعلى طريقة تفاعله واندماجه مع أفراد المجتمع، ومن بين هذه الآثار:
- عدم الثقة في الآخرين: عندما يجد الطفل أن العنف هو الأسلوب المستخدم في أسرته، فإنه ينشأ فاقدا للثقة في الجميع، سواء أفراد الأسرة أو أفراد المجتمع.
- صعوبة الاندماج في المجتمع: نتيجة لما ينعكس على شخصية الطفل من آثار سلبية فإنه يصبح لديه صعوبة في الاندماج مع أفراد المجتمع، سواء في المدرسة أو في العمل فيما بعد.
كيف نحد من ظاهرة العنف ضد الأطفال؟
- إقامة دورات تدريبية للمقبلين على الزواج للتعريف بأهمية النقاش والحوار وتجنب استخدام العنف.
- نشر الوعي والثقافة بمخاطر استخدام العنف الأسري.
- ضرورة اهتمام الوالدين بالصحة النفسية للأطفال.
- التوعية المدرسية للأطفال بتجنب العنف وعدم تقليد مستخدمي العنف، بالإضافة لمتابعة الأطفال الذين تعرضوا لأشكال العنف المنزلي.
- تشريع القوانين التي تضمن حقوق الطفل وتجرم تعرضه للعنف اللفظي والبدني.
أهمية حماية الطفل من العنف الأسري
تعتبر مرحلة الطفولة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان، فهي المرحلة التي تبدأ بولادة الطفل حتى وصوله لسن الرشد، وتتشكل شخصية الإنسان طبقا لما اكتسبه من سلوكيات وسمات في هذه المرحلة، ويجب على كل أسرة إعطاء الطفل الاهتمام اللازم في هذه المرحلة سواء نفسيا أو جسديا أو اجتماعيا، وتوفير بيئة تتسم بالأمان والاستقرار من أجل الحصول على إنسان سوي في المستقبل يفيد نفسه ويفيد المجتمع.
لذلك يجب على الوالدين تجنب استخدام العنف في حل المشاكل الأسرية، واللجوء للنقاش والحوار المتبادل الذي يتميز بالحب والاحترام، وتوفير بيئة مناسبة للأطفال.
وحيث إنه يمكنك عزيزتي حواء التعرف على العديد من الطرق المختلفة والتجارب الجديدة في التربية الصحيحة والسليمة للأطفال بمختلف الأعمار وذلك فقط من خلال جريدة حواء عبر اصنعي أبطال.
Your article helped me a lot, is there any more related content? Thanks!