نساء مؤثرات في تاريخ مصر
عُرفت مصر على مر العصور بتميز نساءها، وقوتهن الجبارة في مختلف المجالات، فمنهن من حكمت مصر (حتشبسوت)، ومنهن من تميزت في الأدب العربي (سهير القلماوي)، ومنهم من تمكنت أن تصبح أول كابتن طيار مصري (لطيفة النادي).
واليوم دعونا نسلط الضوء على نساء مؤثرات لن ينساها التاريخ، فطالما أثرن في حياة الكثير من الفتيات من بعد ما قامن به من نهضة في تعليم النساء في مصر، وكسبهن الحرية والثقة بالنفس وأنارن ظلمة الجهل.
كيف نعد نساء مؤثرات في المجتمع؟
هناك العديد من نساء مؤثرات في تاريخ مصر من جميع مناحي الحياة، السياسة والأعمال والرياضة والفنون الخ…. سوف تعترف بعض هؤلاء النساء بسهولة أن الحظ لعب دورًا رئيسيًا بالنسبة لهن، ولكن بالتأكيد لا يمكن أن يكون هذا هو الجواب الوحيد.
نحن نؤمن أن هناك العديد من الأشياء التي يمكن للنساء القيام بها لمساعدة نفسها على أن تصبح من فئة ” نساء مؤثرات” في المجتمع، ولكي تصبحين من النساء المؤثرات في المجتمع يجب أن تأخذين وقتًا للتفكير في قيمك وأهدافك، وأن تبحث عن فرص للنمو والتطور، وأن تحيطين نفسك بالمؤثرات الإيجابية التي تعطيك الثقة الكافية بالنفس ومن خلال القيام بذلك، يمكنك أن تصبحي من النساء المؤثرات في المجتمع، ولها تأثير إيجابي على العالم أجمع، وتلهم الآخرين لتحقيق إمكاناتهم الكامنة.
الأميرة فاطمة إسماعيل (راعية التعليم)
تعد الملكة فاطمة إسماعيل من أهم النساء المؤثرات في المجتمع، وعلي التعليم بشكل خاص، حيث كان تأسيس جامعة مصرية مسؤولاً إلى حد كبير عن نهضة مصر في القرن العشرين، وتمكنت المؤسسة من استئجار أول مبناها بمساعدة الخديوي عباس حلمي الثاني، لكنها سرعان ما اضطرت إلى الانتقال إلى مكان آخر، وظلت في حالة من عدم اليقين الاقتصادي لما يقرب من عشر سنوات عند الاحتفال بالمرأة في التعليم لا بد من تكريم الأميرة فاطمة إسماعيل، تبرعت ابنة الخديوي إسماعيل بقطعة أرض كبيرة في الجيزة، حيث تم بناء الجامعة في نهاية المطاف جامعة القاهرة هي أكبر مؤسسة تعليمية في مصر، حيث تضم 23 كلية وأكثر من 200000 خريج كل عام.
سميرة موسى (عالمة فيزياء مصرية)
ربما تكون المعركة الطويلة التي خاضتها والدة سميرة موسى مع مرض السرطان هي التي دفعتها إلى متابعة العلوم، وفي نهاية المطاف، إلى البحث في التطبيقات الطبية للطاقة النووية، التحقت بالكلية مع مرتبة الشرف من كلية العلوم بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، لتصبح أول عضوة هيئة تدريس مصرية في الكلية بمساعدة الدكتور مصطفى مشرفة العميد، وكانت سميرة موسى تؤمن بمبدأ “الذرة من أجل السلام”، ونقل عنها قولها، إن رغبتها هي أن يكون علاج السرطان في متناول الجماهير من خلال استخدام الطاقة الذرية.
في 5 أغسطس 1952، بينما كانت سميرة موسى تقود سيارتها على طريق جبلي مؤدي إلى جامعة كاليفورنيا، ظهرت شاحنة معارضة فجأة على الطريق المنحدر المرتفع، ودفعت سيارة سميرة موسى بعيدًا عن حافة السيارة، لقد قُتلت على الفور وانتهت مسيرة واحدة من أعظم النساء المؤثرات التي لن تنسي ولكن يبدو أن السائق قفز من السيارة قبل سقوطها من الجرف ولم يتم العثور عليه مطلقًا.
نبوية موسى (تربوية)
كانت نبوية موسى أول أنثى تحصل على الشهادة الثانوية من المدرسة السنية المرموقة، وكرست حياتها لتعليم المرأة وتطوير المعلمات المصريات في النظام التعليمي، كانت أول مديرة مدرسة في مصر، وأول رئيسة مفتشين بوزارة التربية والتعليم، وعضو نقابة الصحفيين.
يعد كتاب “المرأة والعمل” أحد كتبها العديدة، وكذلك كتاب “ثمار الحياة في تعليم البنات” الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم كمادة في المناهج الدراسية عام 1908 كما نشرت نبوية موسى سيرة ذاتية روت فيها حياتها النضالية الدعوة إلى تمكين المرأة في مجتمع يهيمن عليه الذكور وكان يحكمه الاستعمار أيضًا.
أول خمس نساء يتخرجن من الجامعة
وفي عام 1929، أصبحت خمس شابات مصريات أول إناث يتخرجن من الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليا). والنساء الخمس هن الدكتورة نعيمة الأيوبي، والسيدة فاطمة سالم، والسيدة زهيرة عبد العزيز، والدكتورة سهير القلماوي، والسيدة فاطمة فهمي.
وأصبحت سهير القلماوي فيما بعد أحد الشخصيات البارزة في الأدب والسياسة المصرية، وكانت أيضًا رئيسة لاتحاد EFU وكذلك رئيسة قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة.
هيلانا سيداروس
هيلانا سيداروس هي أول طبيبة مصرية عام 1930، وكانت هيلانا سيداروس من بين أول خمس طالبات مصريات يدرسن في إنجلترا بعد حصولهن على منحة دراسية عام 1922.
عملت في مستشفى كيتشنر (مستشفى شبرا العام حاليًا)، وكانت تجري عملياتها الجراحية هناك، ثم افتتحت عيادتها الخاصة بتخصص أمراض النساء والتوليد، وبعد تقاعدها عملت في ترجمة كتب الأطفال وتبرعت بمعظم ثروتها الهائلة للأعمال الخيرية.
لطفية النادي
كانت لطفية النادي قدوة للمرأة المصرية القوية، وأصبحت أول امرأة مصرية، وأول امرأة عربية وأفريقية تحصل على رخصة طيار، ولدت عام 1907 في عائلة من الطبقة العليا، ولم يرى والدها أي سبب يدفعها إلى متابعة التعليم الثانوي، تابعت لطفية النادي تعليمها في مدرسة الطيران دون موافقة والدها، واضطرت للعمل كسكرتيرة ومشغلة هاتف في مدرسة الطيران مقابل رسومها الدراسية.
وفي عام 1933، طارت النادي في السباق الدولي بين القاهرة والإسكندرية، كانت صديقة مقربة للطيارين مثل رائدة الطيران والكاتبة الأمريكية أميليا إيرهارت، التي كانت أول طيارة تطير بمفردها عبر المحيط الأطلسي.
راوية عطية
وفي عام 1956، أصبحت راوية عطية أول امرأة مصرية ضابطة في القوات المسلحة، وفي عام 1957، أصبحت أول عضوة في البرلمان في مصر والعالم العربي.
ولدت عام 1926، ونشأت في أسرة ناشطة سياسيا، وكان والدها الأمين العام لحزب الوفد الليبرالي، حصلت على درجة الماجستير في الصحافة ودبلوم في الدراسات الإسلامية، لعبت دورًا نشطًا في حرب السويس عندما غزت المملكة المتحدة وفرنسا وإسرائيل مصر.
وفي عام 1957، رفض 70% من أعضاء البرلمان السماح للنساء بالانضمام إلى البرلمان كأعضاء، ومع ذلك تغلبت راوية عطية على الصعاب وحصلت على 110807 أصوات.
قالت راوية”لقد قوبلت بالاستياء لكوني امرأة، ولكني ذكرتهم بزوجات النبي وأهل بيته حتى غيروا رأيهم».
وفي عام 1973 ترأست جمعية أسر الشهداء والجنود، مما أكسبها لقب “أم الشهداء المقاتلين”.
توفيت عام 1997، بعد أن ألهمت ملايين النساء لتحقيق أحلامهن، وبعد ما أصبحت من أبرز النساء المؤثرات في المجتمع المصري.
تهاني الجبالي
تصدرت تهاني الجبالي عناوين الأخبار عام 2003 عندما أصبحت أول قاضية في مصر كما شغلت منصب نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا في مصر، وظلت القاضية الوحيدة حتى عام 2007، عندما تم تعيين 32 امرأة في مناصب قضائية مختلفة، ولدت عام 1950 وتخرجت من جامعة القاهرة.
قالت تهاني”كل شيء جديد يكون مستاءً في البداية، عندما خرجت النساء للتعلم لأول مرة، قال الناس إنها نهاية الزمن، وعندما خرجت النساء للعمل قالوا إنها نهاية العالم لكنه لم يكن وقد أثبتت المرأة نفسها في كافة المجالات”
توفيت في يناير 2022 عن عمر يناهز 71 عامًا بعد إصابتها بڤيروس كورونا.
أنيسة حسونة
أنيسة حسونة، سياسية مصرية وعضو في البرلمان المصري، أصبحت أول امرأة يتم انتخابها لعضوية مجلس إدارة المجلس المصري للشئون الخارجية عام 1976.
ولدت عام 1953، وتخرجت من جامعة القاهرة، وبدأت حياتها المهنية بعد تخرجها مباشرة في منتصف السبعينيات.
وفي عام 2009، انضمت إلى مؤسسة مجدي يعقوب، التي تأسست عام 2008 لتوفير رعاية مجانية للقلب للأطفال في مصر، وأصبحت المدير التنفيذي.
غادرت المؤسسة في عام 2016 لتعمل كعضو في مجلس النواب المصري، دافعت عن حقوق الإنسان وحرية التعبير الديني والإصلاحات في التعليم والثقافة.
وفي عام 2018، طلبت من البرلمان إنشاء ملاعب مجانية للأطفال في كل منطقة وفي عام 2019، اقترحت أن يقوم رئيس الوزراء بوضع قانون لحظر استخدام البلاستيك للمساعدة في إنقاذ البيئة والحياة البرية المصرية.
وفي عام 2017، تم تشخيص إصابتها بالسرطان، وتلقت العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، إلا أنها لم تشفى بشكل كامل. توفيت في مارس 2022 عن عمر يناهز 69 عامًا.
حكمت أبو زيد
كانت حكمت أبو زيد أول وزيرة في مصر عام 1962، حيث أصبحت وزيرة الشئون الاجتماعية.
ولدت عام 1992 بمحافظة أسيوط، وتخرجت من جامعة القاهرة عام 1940 بدرجة البكالوريوس، ثم تقدمت أكثر في دراستها حتى حصلت على الماجستير في الآداب من جامعة سانت أندروز عام 1950، والدكتوراه في علم النفس التربوي من جامعة لندن عام 1957، وفي عام 1962 تم تعيينها وزيرة للشئون الاجتماعية، وظلت حتى عام 1965، مما أدى إلى تغيير العديد من جوانب قانون الشؤون الاجتماعية في مصر على سبيل المثال، جعلت من واجب الرجال الحضور إلى المحكمة للحصول على الطلاق.
توفيت عام 2011 عن عمر يناهز 89 عامًا، تاركة وراءها إرثًا ملهمًا للمرأة المصرية.
إيڤا هابيل
وفي عام 2008، أصبحت إيفا هابيل أول امرأة تشغل منصب عمدة مصر، متغلبة على خمسة مرشحين لهذا المنصب كانت عمدة قرية كومبوها، إحدى قرى صعيد مصر القريبة من محافظة أسيوط، وكانت عضوا في الحزب الوطني الديمقراطي. وكان والدها عمدة لنفس القرية.
داليا مجاهد
داليا مجاهد هي مصرية أمريكية، أصبحت في عام 2009 أول امرأة مسلمة محجبة تتولى منصبًا في البيت الأبيض.
ولدت في القاهرة عام 1975 وهاجرت إلى الولايات المتحدة في سن الرابعة تخرجت بدرجة البكالوريوس في الهندسة الكيميائية وتخصص فرعي في اللغة العربية من جامعة ويسكونسن ماديسون حصلت أيضًا على ماجستير إدارة الأعمال من جامعة بيتسبرغ، وهي مديرة الأبحاث في معهد السياسة الاجتماعية والتفاهم (ISPU) في واشنطن العاصمة.
حتى هذه اللحظة، تناضل من أجل حقوق المرأة المسلمة في العالم الغربي. وفي عام 2020 تحدثت عن الحادثة الفرنسية مع مواطنين فرنسيين مسلمين قائلة: “كل شيء مفتوح ويمكن لأي شخص أن يقول ما يريد” منددة بتجريم إنكار المحرقة ومنع ارتداء الحجاب في المدارس الفرنسية.
وفي النهاية تنتصر المرأة المصرية وتتصدر عناوين الأخبار في كل مجال وتثبت جدارتها منذ أكثر من 1000 عام، ولا تزال أعدادها في ازدياد. ومن السهل أن تصبحين وأحدة منهن فقط بأكتساب العلم والثقة الكافية بالنفس.
لمزيد من المقالات تصفحي جريدة حواء
لأي استفسارات اسالينا من خلال صفحة جريدة حواء علي الفيس بوك