الإفرازات المهبلية أثناء الحمل شكلها وأنواعها وألوانها وأسبابها وطرق التعامل الصحيح معها.

تعد الإفرازات المهبلية أثناء الحمل أحد التغيرات الطبيعية التي يمكنك عزيزتي ملاحظتها منذ بداية فترة الحمل، ولكن لا تقلقي  فهذه التغيرات تحدث كنتيجة طبيعية لتغير الهرمونات في هذه الفترة من حياتك سيدتي، وستلاحظين أيضا أن هذه الإفرازات مصحوبة بأعراض أخرى تدل على الحمل مثل الشعور بالغثيان، والقيء، وتقلصات الرحم وغيرها من الأعراض، لذلك سنتعرف على أسباب الإفرازات المهبلية أثناء الحمل، والفرق بين الإفرازات الطبيعية وغير الطبيعية أثناء الحمل، وألوانها، والطرق الصحيحة للتعامل معها حتى لا تسبب لك إزعاج خلال تلك المرحلة الهامة من حياتك.

تعريف الإفرازات المهبلية

في البداية يجب أن تعلمي عزيزتي أن الإفرازات المهبلية عبارة عن سوائل تخرج من المهبل بشكل طبيعي وتكون مختلفة في اللون والشكل وتعمل على الحفاظ على نظافة ورطوبة المهبل وحمايته، وهي أمر شائع بين جميع النساء، ويعتبر هرمون الاستروجين هو العامل الأساسي المتحكم في كمية الإفرازات فعند زيادته تزداد كمية الإفرازات المهبلية، وعند نقصانه في الجسم تقل كمية الإفرازات المهبلية، لذلك فهو يلعب دور هام في ترطيب المهبل وتجدد خلاياه، وحمايته من العدوى بوجود تلك الإفرازات.

الفرق بين الإفرازات الطبيعية والإفرازات غير الطبيعية للحامل

الإفرازات المهبلية أثناء الحمل عبارة عن سائل مخاطي يتكون من بكتيريا وخلايا ميتة يقوم المهبل بالتخلص منها، ولكن يوجد فرق بين الإفرازات الطبيعية والإفرازات غير الطبيعية أثناء الحمل، سوف تشعرين عزيزتي بنزول الكثير من الإفرازات المهبلية في فترة الحمل وأعلم أنك تتساءلين إذا كانت هذه  الإفرازات طبيعية أم لا، و لكن لا داعي للحيرة أبدا، حيث توجد بعض العلامات التي تجعلك سيدتي تعرفين الفرق بين  الإفرازات الطبيعية الإفرازات غير الطبيعية أثناء الحمل لذلك سنتعرف عليها معا.

• مواصفات الإفرازات الطبيعية للحامل
  • تكون الإفرازات خفيفة في الأسبوع الأول من الحمل حيث تكون بيضاء أو شفافة
  • تبدأ في الزيادة بشكل تدريجي مع تقدم الحمل
  • تعتبر أحد علامات الحمل المبكرة
  • هي طريقة يستخدمها المهبل لمنع انتقال أي عدوى من المهبل داخل الرحم.
• مواصفات الإفرازات غير الطبيعية للحامل
  • تغير لون الإفرازات فهي ليست بيضاء أو شفافة فقد تكون صفراء أو خضراء
  • وجود رائحة كريهة للإفرازات
  • ظهور دم مخالط للإفرازات في بعض الحالات
  • قد يصاحبها الشعور بالحكة والألم وظهور بعض القرح

ما هو الفرق بين إفرازات الحمل وإفرازات الدوره الشهرية؟

ليس من السهل عليك سيدتي معرفة الفرق بين إفرازات الحمل والإفرازات التي تظهر قبل البريود، حيث تتميز الإفرازات المهبلية أثناء الحمل باللون الأبيض وكذلك الإفرازات قبل البريود تكون باللون الأبيض أيضا، ولكن يمكن التفريق بين إفرازات الحمل و إفرازات ماقبل الدورة الشهرية من خلال ملاحظة نزول بقع ذات لون بني أو زهري، فهذه البقع تدل على وجود حمل.

متى تبدأ الإفرازات المهبلية أثناء الحمل؟

تستطيعي عزيزتي ملاحظة ظهور الإفرازات المهبلية أثناء الحمل منذ الأسبوع الأول أو الثاني للحمل، فهذا يختلف من سيدة لأخرى حيث يبدأ ظهور بعض الإفرازات اللزجة الشفافة أو البيضاء التي تشبه لون الحليب ولها قوام هلامي وليس لها أي روائح كريهة على الملابس الداخلية.

إفرازات الحمل خلال الأشهر الثلاثة الأولى

يعد من الطبيعي سيدتي شعورك بزيادة ملحوظة في كمية الإفرازات المهبلية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ويحدث ذلك لحماية المهبل والرحم من أي عدوى أو مشكلة صحية، ويتم هذا عن طريق التخلص من أي بكتيريا موجودة بهذه المنطقة، لذلك لا داعي للقلق ولابد أن تعلمي سيدتي أن هذه الإفرازات ستظل موجودة وستزيد مع تطور مراحل الحمل.

أسباب الإفرازات المهبلية أثناء الحمل

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي لظهور إفرازات مهبلية منذ الأسبوع الأول من الحمل، وتعتبر التغيرات الهرمونية هي السبب الأساسي لظهور الإفرازات المهبلية أثناء الحمل، حيث يرتفع معدل هرمون الإستروجين، و يكون المهبل وعنق الرحم أكثر ليونة، بالإضافة لزيادة تدفق الدم في منطقة الحوض، وتلعب الحالة النفسية للمرأة دور هام في زيادة كمية الإفرازات المهبلية، فعلى سبيل المثال يعد العنف الأسري ضد المرأة وشعورها بالقلق والخوف أحد أسباب سوء حالتها النفسية وبالتالي زيادة الإفرازات.

ألوان الإفرازات المهبلية أثناء الحمل

يجب أن تعرفي سيدتي أن ألوان الإفرازات المهبلية تعبر دائما عن حالتك الصحية، حيث يعتبر أي تغير غير طبيعي بلون الإفرازات أو كميتها دليل على وجود مشكلة صحية، وقد تتغير ألوان إفرازات الحمل طبقا للحالة الصحية لك ويجب ملاحظة هذه الألوان والتعرف على دلالتها، ومن بين هذه الألوان:

• إفرازات باللون الرمادي

قد لا تكون الإفرازات المهبلية الرمادية أثناء الحمل خطيرة أو دليل على عدوى معينة، ولكن إذا لاحظتي أنها استمرت لأيام عديدة فعليك إخبار طبيبك الخاص.

• إفرازات باللون البني الفاتح أو الوردي أثناء الحمل

قد تظهر بعض الإفرازات المهبلية أثناء الحمل باللون الوردي أو البني الفاتح بعد ممارسة العلاقة الحميمة أو بعد الفحص الطبي المهبلي، ويحدث ذلك بسبب  اختلاط الإفرازات ببعض نقاط الدماء التي ينتج عنها هذا اللون ولكن لا داعي للقلق طالما لا يوجد نزيف حاد.

• إفرازات الحمل الصفراء
  • تدل الإفرازات الصفراء أثناء الحمل على الإصابة بالتهابات فطرية أو وجود مرض جنسي خاصة اذا كانت لها رائحة مزعجة.
  • ومن الأمراض التي تعد الإفرازات الصفراء دليل على الإصابة بها أثناء الحمل هو مرض السيلان أو الكلاميديا
  • أو تدل على الإصابة ببعض الأمراض الأخرى مثل عدوى داء المشعرات
  • عند اكتشاف نزول إفرازات صفراء من المهبل خلال فترة الحمل يجب استشارة الطبيب على الفور
• الإفرازات البيضاء أثناء الحمل

قد تكون الإفرازات المهبلية البيضاء أثناء الحمل طبيعية طالما كانت سائلة في البداية أو مخاطية، ولكنها إذا كانت متكتلة ويصاحبها نزيف دموي أو ألم فيجب عليك استشارة الطبيب على الفور للاطمئنان.

• العلاقة بين الإفرازات البيضاء أثناء الحمل وجنس الجنين

ذكرنا من قبل أنه من الطبيعي أن تلاحظي سيدتي نزول إفرازات باللون الأبيض أثناء الحمل، حيث تتكون هذه الإفرازات البيضاء والتي تظهر منذ بدايات الحمل من المادة التي يقوم المهبل بالتخلص منها أثناء تجديد خلاياه، وتعتقد بعض النساء أن هناك علاقة بين لون إفرازات الحمل وجنس الجنين، ولكن أطباء النساء والولادة أكدوا أن إفرازات الحمل ليس لها علاقة بجنس الجنين ولا تدل ألوان الإفرازات المختلفة خلال هذه الفترة على الحمل بأنثى أو بذكر لذلك لا تستمعي سيدتي لهذه الخرافات ولا تهتمي بها.

الإفرازات المهبلية في نهاية فترة الحمل

ستلاجظي عزيزتي في نهاية فترة حملك أن إفرازات الحمل قد أصبحت في زيادة وأكثر كثافة أيضا، ويمكن أن تكون مختلطة ببعض الدماء، وتكون هذه أحد الأعراض التي تشير لاستعداد الجسم لإقتراب موعد الولادة، ومع إقتراب موعد الولادة قد تلاحظين نزول إفرازات من المهبل بشكل متدفق ومستمر، ويكون ذلك بسبب كبر حجم الجنين وزيادة وزنه مما يجعله يضغط على عنق الرحم، وتتميز الإفرازات باللون الأبيض أو الوردي أيضا، أو تظهر بشكل كتل صغيرة في تلك الفترة، وتعتبر هذه الإفرازات هي الطبقة المخاطية اللزجة التي تسد عنق الرحم لحماية الجنين من البكتيريا، وهي إشارة من الرحم للإستعداد للولادة، وعادة ما تحدث بعد الأسبوع 37 من الحمل.

أهم النصائح للتعامل مع الإفرازات المهبلية أثناء الحمل؟

حاولي عزيزتي تجنب الشعور بالقلق والتوتر بسبب الإفرازات المهبلية أثناء الحمل، أعلم أنه أمر مزعج وغير مريح  نزول الإفرازات بشكل كثيف أو مستمر ولكن من الأفضل أن تحاولي التكيف مع هذا الأمر، وتبحثي عن الطرق المناسبة للتعامل مع هذه التغيرات الطبيعية في تلك الفترة لتشعري بالراحة والهدوء، ومن أهم هذه الطرق:

• استخدام الفوط الصحية
• ارتداء ملابس داخلية قطنية وتجنب ارتداء الملابس الضيقة
• استخدام منتجات للعناية بالمنطقة الحساسة من مصادر مضمونة وماركات معروفة
• استخدام صابون للاستحمام خالي من العطور ومن المواد الكيماوية الضارة
• الاهتمام بتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي
• الاهتمام باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن قليل السكريات
• الحفاظ على جفاف منطقة المهبل
• تجنب استخدام الغسول المهبلي حتى لا يحدث خلل في في درجة حموضة المهبل وبالتالي حدوث بعض الالتهابات المهبلية المؤلمة
• الاهتمام بتنظيف المنطقة الحساسة من الأمام إلى الخلف وليس العكس.

هل قلة الإفرازات تدل على عدم وجود حمل؟

يعد من الطبيعي اختلاف الإفرازات المهبلية من سيدة لأخرى سواء أثناء الحمل أو في الأحوال الطبيعية، حيث تختلف الإفرازات المهبلية من حيث الكمية والكثافة، وهذا يحدث أيضا خلال فترة الحمل لذلك لا تقلقي أبدا، حيث لا تعتبر قلة الإفرازات دليل على عدم وجود حمل لأن هذا يختلف من سيدة لأخرى، لهذا لا يمكن أن تكون قلة الإفرازات وحدها علامة على عدم حدوث الحمل حيث توجد دلائل أخرى على ذلك مثل انتظام الدورة الشهرية.

لذلك عليك عزيزتي تقبل التغيرات الطبيعية التي ستحدث لجسمك خلال فترة الحمل، والاستمتاع بهذه الفترة وعدم الانزعاج من الإفرازات المهبلية أثناء الحمل لأنها ظاهرة طبيعية، عليك فقط التعرف على أهم الطرق للتعامل معها بأسلوب صحي، بالإضافة لضرورة الاهتمام بنظافتك الشخصية وكذلك الاهتمام بالغذاء الصحي المتوازن من أجل حماية صحتك وصحة الجنين.

للتواصل مع الكاتبة: مريان سليم