علاج اكتئاب ما بعد الولادة وأهم أعراضه وطرق تشخيصه وكيفية الوقاية منه
كتبت/ آية نصر الدين
اكتئاب ما بعد الولادة يُعد رد فعل معقد لعوامل اجتماعية ونفسية وبيولوجية. فعلى الرغم من أن الولادة تجربةً حياتية إيجابية تحلم بها الفتيات منذ نعومة أظافرهن، إلا أن ما يتبعها من تغير هرموني وآلام جسدية و مسئوليات مستجدة يصاحبها قلة النوم وتقييد الحرية والحركة، فضلًا عن المشاعر المفرطة التي قد تكون غير مفهومة للبعض، يؤدى كل ذلك إلى تغير في الحالة المزاجية، ينتج عنه أحيانًا بكاء و قلق، وانفعال غير مبرر وغيرها من التداعيات السلبية التي قد تصل إلي الانتحار.
اكتئاب ما بعد الولادة لا يعني بالضرورة ضعف في شخصية الأم أو عدم قدرتها على تحمل المسؤولية الجديدة وإنما هو مجرد واحدة من مضاعفات الولادة التي قد تُصاب بها أي امرأة بعد الإنجاب.
النساء الاتي عشن تجارب حياتية سلبية و أحداث صادمة هن الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة. والذى يمكن أن يؤدي بدوره إلى مزيد من التوتر واختلال الأداء، خاصة مع اضطراب الحالة الصحية والتغيرات الهرمونية التي تصيب المرأة بالوهن في فترات الحمل وما بعد الولادة.
وعلى المجتمع أن ينتبه إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة يعتبر اضطرابًا نفسيًا خطيرًا قد ينجم عنه تداعيات سلوكية وخيمة الأثر على المرأة وعائلتها بل يمتد أثرها إلى المجتمع ككل، خاصة مع إهمال وتجاهل العلاج والتسفيه من مشاعر المرأة وعدم الانتباه لمعاناتها.
لذلك حرصت جريدة حواء على إلقاء الضوء على علاج اكتئاب ما بعد الولادة وأهم أعراضه وطرق تشخيصه وكيفية الوقاية منه للمساهمة فى نشر الوعى المجتمعي بهذا القاتل الصامت.
مقدمة عن الاكتئاب ومدى خطورته
الاكتئاب هو اضطراب مزاجي يعاني فيه الشخص من الشعور الدائم بالحزن والمشاعر السلبية وفقدان الاهتمام بالأنشطة التي يستمتع بها عادةً. كما يسمى أيضًا اضطراب اكتئابي رئيسي أو اكتئاب سريري، وتكمن خطورته في تأثيره سلبًا على أفكار الشخص وسلوكه ودوافعه. كذلك يتأثر بالعوامل البيولوجية والجينية والنفسية الاجتماعية. فالتاريخ المرضي العائلي للإصابة بالمرض يزيد من احتمالات الخطر في بعض الحالات. وفيما يلى سنعرض بعض المعلومات التي تفسر مدى خطورته:
- الاكتئاب مرض شائع على مستوى العالم، يصيب 3.8% من الأشخاص، 5.0% منهم من البالغين.
- يعاني من الاكتئاب نحو 280 مليون شخص في العالم .
- الاكتئاب واحد من الأسباب المؤدية إلى الإعاقة في العالم، وهو مساهم رئيسي في العبء العالمي العام للمرض.
- يختلف الاكتئاب عن تقلبات المزاج المعتادة والانفعالات العابرة إزاء تحديات الحياة اليومية.
- قد يتحول الاكتئاب إلى حالة صحية خطيرة، لا سيما إذا تكرر حدوثه بحدة متوسطة أو شديدة.
- يمكن أن يؤدي إلى المعاناة الشديدة وتأثر الأداء في العمل والمدرسة والأسرة.
- في أسوأ حالاته يقود المصاب به إلى الانتحار.
- تصاب النساء بالاكتئاب أكثر من الرجال، إلا أن هناك بعض الاحصائيات ترجع ذلك إلى أن النساء هن الأكثر بحثا عن سبل العلاج، لذا يتم تشخيصهن بالاكتئاب أكثر من الرجال.
ما هو اكتئاب ما بعد الولادة ؟
اكتئاب ما بعد الولادة بالإنجليزية Postpartum depression وقد يطلق عليه البعض الكآبة النفاسية Baby Blues و هو اضطراب مزاجي يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام. ويسمى أيضًا اضطراب اكتئابي رئيسي أو اكتئاب سريري، وهو يؤثر على شعورك وتفكيرك وسلوكك ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. أبسطها مواجهتك لصعوبة في القيام بأنشطتك اليومية العادية، وأحيانًا قد يشعرك كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
يعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف ولا يمكنك “الخروج” منه ببساطة. قد يتطلب الاكتئاب العلاج على المدى الطويل، بالأدوية أو العلاج النفسي أو كلاهما.
فيما تشير الدراسات إلى ارتفاع معدل المعاناة من اكتئاب ما بعد الولادة القيصرية بشكل خاص بسبب العديد من المتغيرات الجسدية والألم الشديد الغير متوقع فى الأيام الأولى للولادة.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة
يوجد مجموعة من الفئات الأكثر عرضة للإصابة باكتئاب ما بعد الولادة كما يأتي:
- النساء أقل من 20 عامًا اللواتي لا يتلقين علاجًا طبيًا بشكل منتظم.
- الأم التي لديها أكثر من 6 أولاد، فهناك علاقة وثيقة بين زيادة عدد الأبناء و ارتفاع نسبة الشعور بالمشاعر السلبية والإكتئاب.
- المرأة التي لم تتلقى الدعم الكافي من الأهل في فترة المراهقة، وما بعدها.
- من تتعرض للتسفيه والتقليل من حجم آلامها ومعاناتها بفترة الحمل أو ما بعد الولادة.
مدة اكتئاب ما بعد الولادة
ما هي أسباب اكتئاب ما بعد الولادة ؟
كما هو الحال مع العديد من الاضطرابات النفسية، يمكن أن تشترك العديد من العوامل لتشكل أسبابًا جوهرية لاكتئاب ما بعد الولادة.
حيث يرتبط اكتئاب ما بعد الولادة بالتغيرات الكيميائية والاجتماعية والنفسية المرتبطة بإنجاب طفل، حيث تمر الأمهات الجدد بمجموعة من التغيرات الجسدية والنفسية التي قد لا تعي أنها السبب في شعورها بالاكتئاب والحزن ومن هذه العوامل والأسباب:
العوامل البيولوجية:
1- كيمياء المخ: حيث الناقلات العصبية و المواد الكيميائية المتواجدة بشكل طبيعي في المخ و يعمل الاختلال في نسبها دورًا في الإصابة بالاكتئاب. إذ تشير الدراسات الأخيرة إلى أن التغيُّرات في وظيفة هذه الناقلات العصبية وتأثيرها وكيفية تفاعلها مع الدوائر العصبية المشاركة في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية قد تلعب دورًا مهمًا في الإصابة بالاكتئاب.
2- الانخفاض السريع في مستوى الهرمونات بعد الولادة: قد تكون التغييرات في توازن الهرمونات في الجسم لها علاقة بالتسبب في الإصابة بالاكتئاب أو تحفيزه. يمكن أن تحدث التغيّرات الهرمونية نتيجة الحمل، وخلال الأسابيع أو الأشهر التالية للولادة (المدة التالية للوضع).
و يُعد تغير مستوى الهرمونات الأنثوية هو المسبب الرئيسي لاكتئاب ما بعد الولادة، فمن الطبيعي أن يتضاعف مستوى الاستروجين والبروجيستيرون عشرة أضعاف المستوى الطبيعي أثناء الحمل، ولكنها تنخفض بشكل حاد بعد الولادة مباشرةً، وهو ما يسبب أعراض اكتئاب ما بعد الولادة Baby Blues، ومن الطبيعي أن تعود مستوى الهرمونات لطبيعتها قبل الحمل بعد ثلاثة أيام من الولادة، إلا أنه في العديد من الحالات يحدث اضطراب في مستوى الهرمونات وهو ما يتطلب علاج لتجنب الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
3- مشكلات في الغدة الدرقية: كالقصور في نشاط الغدة الدرقية وهو ما يعرف ب(Hypothyroidism)، أو فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroidism).
4- الإصابة بأمراض مزمنة وخطيرة: كالسرطان، والسكتة الدماغية، والألم المزمن، وأمراض القلب، وأى أمراض أخرى قد تكون سببًا فى شعور الإنسان بالاكتئاب.
العوامل النفسية:
وتعد من أهم الأسباب التي قد تزيد خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة وهى كالتالى:
1- السمات الشخصية: مثل تراجع الثقة بالنفس والاعتماد على الآخرين بشكلٍ كبير والنقد الذاتي و التشاؤم.
2- التجارب النفسية المؤلمة: الأحداث الصادمة أو المسببة للإجهاد النفسي كالانتهاك الجسدي أو الجنسي، فراق شخص عزيز، المشكلات المادية.
3- تاريخ عائلي مرضى بالاكتئاب: حيث يشيع اكتئاب ما بعد الولادة أكثر بين النساء اللاتي لديهن تاريخ مرضي عائلي في الإصابة بالاكتئاب، أو الاضطراب ثنائي القطب، إدمان الكحوليات، أو الإقبال على الانتحار، و الاضطرابات العقلية الأخرى، مثل اضطراب القلق، واضطراب الشهية، أو اضطراب الكرب التالي للصدمة.
4- تغيرات مستمرة في الحالة المزاجية: كالاعتياد على مشاعر القلق والتوتر وإهمال علاجها، والتعرض لتجربة اكتئاب سابق وعدم التعامل معها بشكل منضبط.
عوامل أخرى:
1- الآثار الجانبية لتناول بعض الأدوية، مثل أدوية ارتفاع ضغط الدم أو الأقراص المنومة. (استشيري طبيبك قبل التوقف عن تناول أي دواء)
2- تعاطي الكحول أو المخدرات.
وتذكري عزيزتي حواء أنه لا علاقة بين اكتئاب ما بعد الولادة وبين المستوى التعليمي أو الثقافي، وجنس المولود، والإرضاع، وطريقة الولادة، وكون الحمل مخطط له أم لا.
أعراض اكتئاب ما بعد الولادة
تظهر أعراض اكتئاب ما بعد الولادة Postpartum depression خلال الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، ويشبه هذا الاكتئاب في أعراضه حالات الاكتئاب الأخرى التي لا علاقة لها بالحمل والولادة، وتشمل الأعراض ما يلي:
- عدم القدرة على إكمال المهام اليومية.
- صعوبات في التركيز بصورة كبيرة وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- فقدان الشعور بالاهتمام بالمولود، أو على النقيض الاهتمام الزائد والمبالغ فيه بصحة الطفل.
- الشعور الدائم بالإرهاق والإجهاد.
- التعب والخمول.
- الإحساس بالذنب والتقصير تجاه الطفل.
- عدم الشعور بالفرح والمتعة حتى مع الأنشطة والأشياء التي اعتدتِ على الاستمتاع بها.
- فقدان الشهية في تناول الطعام أو الشهية المفرطة.
- تردي الحالة المزاجية.
- الرغبة في البقاء في المنزل بدلاً من الاندماج الاجتماعي مع الآخرين أو القيام بأمور جديدة .
- اللامبالاة.
- اضطرابات في النوم.
- انعدام التقدير الذاتي.
- هبوط الحالة المزاجية.
- اضطرابات في الانفعالات، و الانفعالات زائدة.
- التململ.
- الصداع.
- أفكار سلبية تجاه المولود الجديد.
- قد يتطور الأمر بصورة حادة في الحالات الشديدة ليصل إلى رغبة الأم في الموت أو الانتحار أو إيذاء الطفل.
يجب عليكِ طلب الدعم النفسي في حال شعورك بأنكِ تتعرضين لبعض أو كل أعراض اكتئاب ما بعد الولادة السابق ذكرها.
مضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة
قد يتسبب اكتئاب ما بعد الولادة في العديد من المضاعفات تظهر في أمراض نفسية وسلوكية أو بعض الأمراض العقلية مثل:
- الذهان (Postpartum psychosis).
- الانفصام العقلي (Schizophrenia).
- الهوس الاكتئابي (Manic Depressive Psychosis).
- القلق واضطراب الهلع أو رهاب العلاقات الاجتماعية.
- العزلة الاجتماعية.
- الشعور بالرغبة في الانتحار أو محاولات اقترافه أو فعله.
- تشويه الذات مثل جرح النفس.
- الصراعات الأسرية أو صعوبات في التفاعل الإجتماعي وافتعال المشكلات.
- زيادة الوزن أو السمنة والتي يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب أو داء السكري.
- الألم أو المرض البدني.
- إدمان المواد الكحولية أو المخدرة.
متى تزوري الطبيب للتخلص من اكتئاب ما بعد الولادة؟
- إذا شعرت بالاكتئاب أو الأعراض السابق ذكرها، حددي موعدًا لزيارة طبيبك أو أخصائي الصحة النفسية في أقرب وقت. وإذا كنتِ غير مستعدة لذلك، استشيري أحد الأصدقاء أو احكى مشاعرك ومخاوفك لشخص ثقة يحبك، كذلك يمكنك التحدث إلى رجال الدين ذوى العلم والثقافة المستنيرة.
- إذا راودتك أفكار حول تسبب الضرر لنفسك أو محاولة الانتحار، تجنبي تماما الجلوس بمفردك وشارك مخاوفك مع الأحباء أو الأصدقاء.
تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة
يعتمد تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة على إعداد كوادر طبية مدربة تمتلك وعى كاف لاكتشاف اكتئاب ما بعد الولادة والقدرة على التعامل معه باهتمام، وبطرق علمية مدروسة من خلال الملاحظة، والحوار مع الأم والتعرف على مشاعرها تجاه نفسها وتجاه مولودها، كما يمكن للفريق الطبي المتابع لحالة الأم إعداد استبيان وتوزيعه بشكل دوري عند المتابعة الطبية للمولود أو الأم وذلك للقدرة على تشخيص المرض مبكرا وعلاجه سريعًا، ويفضل أن يشتمل الاستبيان على بعد النقاط الأساسية التي تقدم مؤشرات واضحة لحالة الاكتئاب مثل:
- هل يوجد لدى الأم أي أفكار تتعلق بإيذاء الذات؟
- وجود أسئلة تختبر حالة اللامبالاة.
- اختبار انعدام القدرة على الاستمتاع بالأنشطة اليومية.
- الشعور بالضيق.
- اضطراب الأداء اليومي في البيت.
- صعوبة التواصل مع أفراد الأسرة والبيئة المحيطة.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
على الرغم من وجود علاجات فعالة معروفة للاضطرابات النفسية، إلا أن أكثر من 75% من الأشخاص في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يتلقون أيا من هذه العلاجات. وذلك بسبب نقص الموارد، انخفاض أعداد مقدمي الرعاية الصحية النفسية المدربين، هذا إلى جانب والوصم الاجتماعي المرتبط بالاضطرابات النفسية.
إلا أننا نجد أن للاكتئاب العديد من طرق العلاج التي تتراوح بين العلاج النفسي، ومضادات الاكتئاب، وفي الحالات الشديدة يُستخدم العلاج التحفيزي للدماغ، وكذلك العلاج بالصدمات الكهربائية الذي يعتبر علاجا فعالًا وسريعًا للاكتئاب، فحسب حدة نوبات الاكتئاب ونمطها تقدم علاجات طبية و نفسية عديدة مثل:
- التنشيط السلوكي.
- العلاج السلوكي المعرفي.
- العلاج النفسي التفاعلي.
- أدوية علاج الاضطراب الثنائي القطب.
- الأدوية المضادة للاكتئاب مثل المثبِّطات الانتقائية لإعادة التقاط السّيروتونين (SSRIs) و مضادات الاكتئاب الثلاثية الحلقات (TCAs)، لكنها ليست خيار العلاج الأول لحالات الاكتئاب الخفيفة. كذلك من المهم معرفة أن جميع الأدوية المضادة للاكتئاب تنتقل إلى حليب الأم، لذا يجب أخذ هذه النقطة بعين الاعتبار.
- ينصح بالبدء بنصف الجرعة المعتادة ثم زيادتها تدرجيًا، وينبغي الاستمرار في تناول الدواء لمدة 6 أشهر لمنع حصول الاكتئاب من جديد.
- دواء سيرترالين (Sertraline)، هو الدواء الموصى به أثناء فترة الرضاعة، إضافة إلى مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية (Selective serotonin reuptake inhibitors – SSRI). (ملحوظة: تحذر جريدة حواء من تناول أى عقار طبى دون الرجوع للطبيب المختص)
- المعالجة بالصدمة الكهربائية (Electroconvulsive treatment): إذ تكون احتمالات الشفاء فيه مرتفعة. و تتحسن حالة المريضة في غضون 2 – 3 أشهر.
و فى هذا السياق ينبغي على مقدمي الخدمات الطبية النفسية أن يضعوا في اعتبارهم الآثار السلبية المحتملة ذات الصلة بالأدوية المضادة للاكتئاب، وأن تتوافر لديهم الخبرة والأمانة اللازمة لتوفير العلاج الأنسب و الأنجح، فلكل حالة ظروفها الخاصة بها.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة ذاتيًا
إذا كنتِ من غير المتحمسات للعلاج النفسى الطبى، فعليكِ مساعدة ذاتك للتخلص من مشاعر الاكتئاب السلبية عن طريق اتباع الاستراتيجيات التالية و التى قد تفيدك بلا شك فى العبور من هذه الأزمة بسلام وهي:
- اتخذِ الخطوات اللازمة للتحكم في الضغط النفسي والتعامل بمرونة مع المستجدات
- عززي تقديرك لذاتك، ودعمى ثقتك بنفسك بكل الطرق الممكنة لك .
- تحدثي إلى نفسك بشكل ايجابي و ادعميها في تحمل مسؤولياتها الجديدة عن طريق التأكيد الدائم على أنك تستطيعين.
- تواصلي مع العائلة والأصدقاء، وتجنبى الوحدة.
- ممارسة الرياضة والهوايات.
- عمل جدول يومي مكتوب.
- كتابة تقرير إنجاز سريع فى نهاية كل يوم، أى إضافة حتى لو بسيطة فى يومك ستساعدك على تحسين مزاجك.
- عدم الاستسلام للمشاعر السلبية والتشويش عليها بالأنشطة المبهجة.
- ممارسة العبادات والطقوس الروحانية.
- الإهتمام بالنظافة الشخصية.
- الحرص على نظافة المنزل وتعطيره.
كيفية التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة؟
1- اتبعي نظام غذائي متكامل لفترة النفاس يعتمد على المياه والأطعمة الصحية التي تمنحكِ الطاقة وتخلصكِ من الشعور بالإجهاد.
2- تجنبي تمامًا المشروبات المنبهة التي تزيد من انفعالاتك وتصيبك بالأرق.
3- لا تنعزلي عن المحيطين وابقي على اتصال مع أصدقائك وأفراد عائلتك.
4- اطلبي الدعم من المقربين واخبريهم بمشاعرك.
5- خصصي وقت للتحدث مع زوجك.
6- لا تستسلمي للبقاء بالمنزل تغيير الأماكن مهم جدا لصحتك النفسية.
7- مارسي بعض التمارين الرياضية التي تساعد على إبقائك نشطة و تستعيدين بها وزنك من جديد.
8-احصلي على قدر كافٍ من النوم.
9-اجعلي المحيطين يشاركونك مسؤولية الطفل، حتى يمكنكِ استعادة نشاطك.
10-اطلبي الدعم من استشاري، ليصف لكِ الأدوية المناسبة بحسب شدة حالتك.
كيفية تجنب اكتئاب ما بعد الولادة؟
مع 10 طرق للوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة تعرفي عليها
الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة Postpartum depression خير من الإصابة به وعلاجه لذلك علي المرأة الحامل مراعاة بعض العوامل التى تساهم فى تجنب التعرض لهذه التجربة المؤلمة والخطيرة، فقد تكون الكآبة التى تعانين منها رد فعل طبيعي لأحداث حياتية وبيئية حاولى قدر استطاعتك تجنبها.
1- ابتعدى عن الإجهاد النفسي والاجتماعي، فسلامتك النفسية والجسدية هي هدفك الأسمى في الحياة فى هذه الفترة الحرجة.
2- اعتمدي نظامًا غذائيًا صحيًا غنى بالفيتامينات والعناصر المفيدة لجسمك.
3- تقليل السكر و الطحين(الدقيق الأبيض) والمعجنات يجنبك الشعور بالخمول البدني الذي يؤثر بالسلب على نفسيتك.
4- راقبى وزنك حتى لا تصابي بالسمنة و هي من الأسباب التى تسبب كآبتك.
5- إياك و التدخين أو التواجد بأماكن بها مدخنين.
6- حافظى على نظافة أسنانك وصحتها حتى تتجنبى ألم الأسنان وأمراض اللثة التى تعكر مزاجك.
7- تعرضي للشمس حتى لا تصابي بنقص فيتامين (د)، و يفضل عمل التحليل الخاص به وتعويض نقصه بالمكملات الغذائية.
8- كوني قوية واستعيني بالله في التعامل مع التجارب القدرية المؤلمة.
9- لا تنتظري الاهتمام من الآخرين، احتوى نفسك و مارسي هواياتك التى تشعرك بالسعادة و الإكتفاء.
10- راجعي مع طبيبك الآثار الجانبية للأدوية التي تتناولينها لأن بعض الأدوية تسبب الإكتئاب والتوتر.
خطة منظمة الصحة العالمية للتعامل مع اكتئاب ما بعد الولادة
- تسلط خطة عمل منظمة الصحة العالمية بشأن الصحة النفسية للفترة 2013-2030 الضوء على الخطوات اللازمة لتقديم التدخلات المناسبة لفائدة الأشخاص المصابين باضطرابات نفسية، ومنها الاكتئاب، حيث يحظى بالأولوية في برنامج منظمة الصحة العالمية الخاص بسد الفجوات في مجال الصحة النفسية. ويهدف البرنامج إلى مساعدة البلدان على زيادة الخدمات المقدمة إلى الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية.
- كما أصدرت منظمة الصحة العالمية مبادئ توجيهية عالمية بشأن دعم النساء والمواليد في فترة ما بعد الولادة، خاصة في الأسابيع الستة الأولى بعد الولادة. لطبيعة هذه الفترة الحرجة وذلك لضمان بقاء المولود والأم على قيد الحياة ودعم النمو الصحي للطفل، فضلا عن سلامة الأم وتعافيها إجمالاً من الناحيتين البدنية والنفسية.
- وقد أشارت الدراسات والاستبيانات التي أُجريت عالميا أن 3 من كل 10 نساء وأطفال لا يحصلون على رعاية ما بعد الولادة في الأيام التالية للولادة، وهي الفترة التي تحدث فيها معظم وفيات الأمهات والرضع. وفي الوقت نفسه، قد تصبح عواقب الولادة على الصحة البدنية و النفسية والعقلية وخيمة إذا تُركت دون تدبير علاجي فى الوقت المناسب.
- وأفاد الدكتور أنشو بانيرجي، مدير شؤون صحة الأم والمواليد في المنظمة: “إن الحاجة إلى توفير رعاية عالية الجودة للأم والمولود لا تزول بمجرد ولادة الطفل. بل أكد بانيرجى على أن ولادة الطفل لحظة تغيّر وجه الحياة، وهي لحظة مرتبطة بالحب والأمل والإثارة، ولكنها قد تسبب أيضا توترا وقلقا غير مسبوقين للأم. وهو الأمر الذى يحتم توفير نظم متينة للرعاية الصحية والدعم”.
- ومن جانبها نبهت الدكتورة مرسيدس بونيت، وهي طبيبة في إدارة الصحة الإنجابية والبحوث ذات الصلة التابعة لمنظمة الصحة العالمية والبرنامج الخاص للبحوث والتطوير والتدريب على البحوث في مجال الإنجاب البشري التابع للأمم المتحدة: ” على أن النساء وأسرهن يحتجن إلى تجربة إيجابية بعد الولادة تساعدهن على التغلب على الضغوط البدنية والعاطفية الهائلة التي تطرأ عليهن بعد الولادة، مع ضرورة توفير خدمات الإرشاد النفسى والسلوكى لدعم ثقتهن بأنفسهن كمسئولات عن حياة أطفالهن”.
- قدمت منظمة الصحة العالمية ما يزيد على 60 توصية تساعد على تشكيل تجربة إيجابية للنساء والأطفال والأُسر في مرحلة ما بعد الولادة، أهمها:
1- توفير رعاية عالية الجودة في المرافق الصحية لجميع النساء والأطفال لمدة لا تقل عن 24 ساعة بعد الولادة.
2- إجراء ما لا يقل عن ثلاثة فحوصات طبية إضافية في الأسابيع الستة الأولى التالية للولادة.
3- ينبغي أن تشمل هذه الاتصالات الإضافية زيارات منزلية إن أمكن، حتى يتسنى للعامل الصحي دعم الانتقال إلى الرعاية في المنزل.
4- في حالة الولادة في المنزل، ينبغي أن يتم أول اتصال بعد الولادة في أقرب وقت ممكن، ولكن في موعد أقصاه 24 ساعة بعد الولادة.
5-اتخاذ خطوات لتحديد علامات الخطر التي تتطلب عناية طبية عاجلة لدى المرأة أو الطفل والاستجابة لها.
6- توفير العلاج والدعم والمشورة للمساعدة على التعافي. والتدبير العلاجي للمشاكل الصحية الشائعة التي قد تواجه النساء بعد الولادة، مثل ألم الولادة واحتقان الثدي وغيرها.
7-تقديم الدعم للأسر لمساعدتها على التفاعل مع الإشارات التي يُصدرها الأطفال والاستجابة لها.
8- تقديم المشورة بشأن الرضاعة الطبيعية الخالصة، وإتاحة وسائل منع الحمل بعد الولادة، وتعزيز الصحة.
9-تحرّي الاكتئاب والقلق اللذين يصيبان الأمهات بعد الولادة، مع توفير خدمات الإحالة الطبية والتدبير العلاجي عند الحاجة.
10-تبيّن التوصيات بالتفصيل الحد الأدنى لمدة الإقامة في المستشفى بعد الولادة، وتقدم إرشادات بشأن معايير مغادرة المستشفى، ولكنها تشير إلى أن المدة الزمنية اللازمة مرهونة بكل امرأة وكل طفل و بالسياق الاجتماعي وتجربة الولادة والشواغل الصحية بمختلف أنواعها.
11- كما توصى بمزيد من الاتصالات بعد الولادة بالنسبة للنساء والمواليد الأصحاء، على أن يكون ذلك بين 48 و72 ساعة وبين 7 أيام و14 يوما، وخلال الأسبوع السادس بعد الولادة. وفي حال ما إذا تم تحديد مخاطر صحية، قد يكون من الضروري إجراء المزيد من الاتصالات، مع احتمال أن يتعيّن توفير العلاج لفترة تتجاوز الأسابيع الستة الأولى بكثير.
12- كما تدعم هذه التوصيات حقوق الأم ووليدها في الحصول على تجربة صحية إيجابية، تكفل لهم الكرامة الإنسانية وتمكنهم من المشاركة في القرارات المتعلقة بالرعاية الصحية.
أقرئي أيضا: الشخصية السيكوباتية ما هي الصفات؟ كيفية التعامل مع 6 نصائح
دعاء اكتئاب ما بعد الولادة
أظهرت محركات البحث ارتفاعا ملحوظا فيما يتعلق بالأدعية المساعدة فى التغلب على اكتئاب ما بعد الولادة، فبذكر الله تطمئن القلوب وتهدأ النفوس ولهذا انتقينا لكِ بعض ما أوصى به أهل الذكر من الآيات والأدعية ذات النفع بأذن الله فى تفريج الضيق و شفاء الاكتئاب.
- فبالإكثار من قراءة القرآن الكريم، تنصلح الأحوال وتزال الهموم والكروب، لقوله تعالى («الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد:28).
- وكذلك قوله تعالى «يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَآءَتْكُمْ مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَآءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ» (يونس:57).
- ويقول تعالى: «وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا» (الإسراء:82).
- و في سورة الحجر { وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ(97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ(98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ(99) }.
- وكذلك قوله تعالى: ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا. يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا. وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ”
فذكر الله كله خير والدعاء بركة ومن أجمل الأدعية الموصى بها:
- (اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا).
- «اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك، ومن اليقين ما تهون به على مصائب الدنيا». «اللهم إني أستغفرك من جميع الذنوب والخطايا، ما علمت منها وما لم أعلم، اللهم اجمعنا في جناتك جنات النعيم، ولا تفرقنا وأهلنا وأحبائنا بعد الممات يا رب العالمين».
- «اللهم اجعلني من الصابرين، اللهم اجعلني من الشاكرين، اللهم قوي إيماني وارحمني يا أرحم الراحمين، اللهم أرني الحق حقًا وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلًا وارزقني اجتنابه».
- «رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي. اللهم أبعد عني رفقاء السوء، اللهم جنبني الفواحش والمعاصي، اللهم اغفر لي ذنبي، وطهّر قلبي، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين».
عزيزتى حواء الحياة مليئة بالتحديات فكوني قوية و تسلحي بالإيمان القوي والثقافة المستنيرة ولذلك يمكنك الإطلاع على هذه الكتب لمزيد من المعلومات عن اكتئاب ما بعد الولادة.
وكذلك هناك العديد من الأبحاث المنشورة حول اكتئاب ما بعد الولادة pdf يمكنك أيضا الاطلاع عليها لمزيد من المعرفة والحماية لنفسك ومحيطك، كما ننصحك بالتجول فى جوجل سكولر للإستفادة من الدراسات التي تناولت اكتئاب ما بعد الولادة، وفى النهاية نرجو أن نكون قدمنا لكِ عزيزتى حواء كبسولة صحية مفيدة ونوصيك بالحفاظ على سلامتك النفسية والجسدية التي تعد أهم الدعائم لكِ ولطفلك، فلا تترددي في طلب التدخل الطبي أو السلوكي المناسب حول الأعراض المنذرة بإصابتك باكتئاب ما بعد الولادة. ولا داعي للقلق فهي حالة عابرة ويمكن التغلب عليها إذا تم الكشف عنها مبكرا وتلقى الرعاية اللازمة.
اقرأ أيضا: تأثير الألوان علي الدماغ ودلالة كل لون وتأثيرها علي الحالة النفسية للإنسان