Site icon جريدة حواء

التوازن الصحي في حياة المرأة

مفهوم الصحة الجسدية، ما هي الصحة النفسية؟ العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية، كيف تحققي التوازن ما بين الصحة النفسية والجسدية في حياتك؟

التوازن الصحي, مفهوم الصحة الجسدية, ما هي الصحة النفسية؟, التوازن بين الصحة النفسية والجسدية, العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية

التوازن الصحي في حياة المرأة و العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية

التوازن الصحي مفهوم عميق وأسلوب حياة، ولذلك عزيزتي من المهم أن تدركي أن النفس والجسد بينهما صلة عميقة، فلا يكون مفهوم الصحة مقتصرًا على الجسد المعافى الذي لا يشكو من أي علل، بل يشمل كذلك الصحة النفسية، فالصحة هي السلامة الجسدية، والاجتماعية، والنفسية، وليس فقط انعدام العلة أو العجز.

ولذلك لا بد أن تتمكني من معرفة ماهية الصحة النفسية والجسدية، وأيضًا العلاقة بينهما؛ حتى تتمكني من تحقيق التوزان السليم المطلوب بينهما في حياتك، وبذلك تصلين إلى السلام النفسي ومزيد من النجاحات والسعادات العارمة، لذا تابعي معنا السطور الآتية حتى تتمكني من معرفة المزيد.

العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية

أكدت الكثير من الدراسات البحثية وجود صلة وثيقة ما بين الصحة النفسية والجسدية، بحيث تكون المعاناة من الأمراض العضوية سببها أمر نفسي في المقام الأول.

وبالتالي فإن للصحة النفسية تأثير قوي على الصحة الجسدية؛ بسبب تأثير المشاعر والأفكار داخل الدماغ بصورة سلبية على الجسد، بحيث تجعله في حالة من التوتر والقلق المستمرين، والعكس صحيح.

مفهوم الصحة الجسدية

يكون التمتع بالجسد القوي والسليم دون المعاناة من أي علل أو أمراض هو ما يُعرف بالصحة الجسدية، بحيث يكون هناك توافق تام ما بين الأعضاء والوظائف الحيوية، وبالتالي التمكن من محاربة العدوى والأسقام والإحساس بالنشاط والحيوية.

تأثير الصحة الجسدية على النفس

بالمقابل أكدت الكثير من الدراسات الطبية أن ضعف وسوء الصحة الجسدية، يؤثر أيضًا على الصحة النفسية بالسلب، على سبيل المثال: قصور الكلى، واضطرابات المناعة الذاتية، والاضطرابات الجلدية.

فمعظم من عانوا من تلك الأمراض، أصيبوا بالقلق المزمن، ومتلازمة الاكتئاب، والعزلة، وانعدام القدرة على التواصل مع المحيطين بهم.

ما هي الصحة النفسية؟

ما هي الصحة النفسية؟, العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية

إن التوافق النفسي للمرء مع ذاته والمحيطين به، والقدرة على مواجهة المواقف المشحونة بالتوتر والأزمات المختلفة، والتأقلم مع الضغوطات النفسية هو ما يُعرف بالصحة النفسية.

قد يكون من الصعب عليكِ الحفاظ على صحتك ومناعتك النفسية؛ لأسباب عديدة تتمثل في النقاط الآتية:

لكن عند فهم هذا الجانب جيدًا، والقدرة على مواجهة كافة الأزمات بصلابة وقوة؛ ستتمكنين من تحقيق التوزان الصحي في حياتك وعدم التأثر بكل المواقف والأحداث السلبية، وبالتالي القدرة على تخطيها وتجاوزها.

تأثير الصحة النفسية على الجسد

هناك العديد من الأبحاث التي أكدت أن معظم الأمراض الجسدية سببها الاضطرابات النفسية، على سبيل المثال: هناك صلة كبيرة ما بين متلازمة الاكتئاب والأمراض المزمنة كالاضطرابات القلبية والأوعية الدموية، والتهابات المفاصل، والربو، وداء السكري.

بالإضافة إلى أن سوء الحالة النفسية يتسبب في إضعاف الجهاز المناعي، مما يزيد من فرص الإصابة بالاضطرابات المناعية، مثل: الصدفية، ومرض الأكزيما، وفقر الدم، والقولون العصبي.

كيف تحققي التوازن الصحي بين الصحة النفسية والجسدية في حياتك؟

والآن بالطبع ستسألين عن كيفية تحقيق التناغم ما بين صحتك النفسية والجسدية؛ حتى تصلي إلى التوزان المثالي في حياتك، وكل ما عليكِ فعله هو الالتزام بعمل الخطوات الآتية:

ممارسة الرياضة

التوازن بين الصحة النفسية والجسدية

بالطبع لديكِ علم بمدى أهمية الرياضة في حياتك اليومية؛ لذا عليكِ الاهتمام بممارستها وجعلها شيء رئيس في أسلوب حياتك، وليس من الضروري البدء بممارسة التمارين القوية، بل يكفيكِ المشي يوميًّا لمدة نصف ساعة.

حيث تعمل تلك الخطوة على تعزيز الدورة الدموية، وزيادة قوة عضلة القلب، وانخفاض معدل الكوليسترول،  وتعزيز أداء الجهاز الهضمي، والتخلص من الطاقة والأفكار السلبية وتحسين المزاج.

بالإضافة إلى قدرة الرياضة الرائعة على الإحساس بالسعادة؛ لكون الجسم يفرز هرمون السيروتونين أثناء ممارستها، وهو المسؤول عن الإحساس بالبهجة.

النظام الغذائي المتوازن

من الخطوات الفعالة لتحقيق التوازن ما بين الصحة النفسية والجسدية، هي الاهتمام بما نقوم بإدخاله في أجسامنا من طعام؛ فالأغذية الصحية المليئة بالفيتامينات والعناصر الغذائية المهمة تساهم في تحسين الحالة المزاجية.

لذا أحرصي على تضمن الخضروات الورقية، والفواكه الطازجة والمأكولات البحرية الغنية بالأوميجا 3 في نظامك الصحي، ولا تنسى تناول ما لا يقل عن 8 كؤوس من الماء على مدار اليوم؛ فهي مفيدة للغاية لصحتك النفسية والجسدية.

النوم الصحي

هل لاحظتي أنه عند النوم لساعات قليلة تصبح أعصابك مشدودة وأكثر توترًا من الأيام الأخرى؟ في الواقع للنوم أهمية عظمى سواء من الناحية النفسية أم الجسدية، حيث تتسبب قلة النوم في إنهاك الجسم، وسوء الحالة النفسية، والإحساس بالإرهاق، وتشتت التركيز وفقدان الطاقة.

لذلك حاولي تحقيق المعادلة المتكاملة للنوم، من خلال الاهتمام بوقته بحيث لا يكون أقل من 8 ساعات بشكل يومي، وأيضًا الاهتمام بنوعه من خلال جعله في وقت الليل وليس في النهار، بالإضافة إلى الاهتمام بجودته عن طريق جعل الإضاءة خافتة والجو هادئ ومناسب للنوم.

تمارين الاسترخاء والتأمل

حتى تتمكني من استعادة طاقتك والتحرر من الأفكار والمشاعر السلبية، يفضل أن تمارسي تمارين اليوجا وأيضًا التنفس العميق والتأمل؛ لما لهم من تأثير فعال في الاسترخاء والتركيز وتنظيف العقل والجسم من الطاقة السلبية.

التخلص من العلاقات السامة

العلاقات السامة سواء في حياتك العملية أم العلمية وحش يلتهم سعادتك وراحة بالك، لذا أحرصي على بتر كل علاقة تستنزف من طاقتك وسعادتك وروحك؛ لتنعمي بالتوازن بين الصحة النفسية والجسدية.

البحث عن الإيجابيين والداعمين

لا شك أن الأفراد الداعمين لكل ما نقدمه لهم أهمية عظمى وتأثير إيجابي فعال على حياتنا؛ حيث تشكل العلاقة معهم ينبوع للأمان والراحة والسعادة، لذا لا تتنازلي عن وجود من يصفق لنجاحك ويدعمك عند الوقوع في الفشل.

تجنب البقاء وحيدًا

بالطبع جميعنا نشعر من حين لآخر بالرغبة في الجلوس منفردين بأنفسنا، والابتعاد عن جميع الأشياء وكل الأشخاص، لكن ننصحك بعدم جعل ذلك الوقت طويلًا؛ لأن قضاء الوقت برفقة من نحب سواء الأهل أم الشريك أم الأصدقاء، يعزز من حالتنا النفسية ويجعل أجسامنا أكثر قوة ضد الاضطرابات الصحية.

النظافة الشخصية

النظافة الشخصية هي مفتاح السعادة وتعزيز كل المشاعر الإيجابية داخلنا؛ لأننا عندما نرى أنفسنا بأبهى حلة نصبح أكثر سعادةً، فضلًا عن كون النظافة الشخصية الدرع الواقٍ ضد كل مسببات الاضطرابات الصحية والعدوى.

الأفكار الإيجابية

كل ما تشعرين به هو نتاج عقلك وأفكاره، فحاولي أن تجعلي جميع أفكارك إيجابية، بحيث تصب في مصلحتك وسعادتك، فعندما تقومين بتدريب نفسك على الشعور بالأمل والإيجابية والتفاؤل في جميع الظروف والأحداث؛ ستكونين أكثر قوة لتخطى كل ما يؤلمك والتغلب على جميع الأحداث السلبية في حياتك.

الامتنان

يعتبر الامتنان السر الأعظم لتوازن الحياة، فأحرصي على جعله عادة أبدية في حياتك اليومية، من خلال رؤية كل الأمور والأشياء والنعم في حياتك بنظرة إيجابية، وتذكير النفس بها دائمًا، مع الشعور بالامتنان لوجودها، وبالتالي الإحساس بالسلام النفسي والرضى.

زيارة الطبيب النفسي

لا تشعري أبدًا بالتردد عند الرغبة في طلب المساعدة والتوجه إلى الطبيب النفسي، فهو مثله مثل الأطباء الأخرين، وله دور مهم وفعال في حياتنا اليومية، فمتى شعرتي باحتياجك إلى تلك الخطوة أقدمي عليها.

 

من المهم أن تدركي أن عجلة الحياة تدور ما بين الأحداث الإيجابية والسلبية، فليس هناك أحداث إيجابية فقط ولا سلبية فقط، لذلك علينا أن نسعى إلى تعلم كيفية التعامل معها بصورة سليمة، دون أن نسمح لها بالتأثير علينا وعلى صحتنا النفسية والجسدية.

وذلك عن طريق خطوة واحدة وهي تقبل الأحداث السلبية والضغوطات المحتملة، والعمل على تخطيها سريعًا دون أن تنال منا؛ بواسطة اتباع الخطوات السابق ذكرها، ودمتن بخير وبصحة نفسية وجسدية أفضل عزيزاتي!

 

تابع الكاتبة: غادة النجدي

 

Exit mobile version