العنف الأسرى ضد المرأة وأنواعه وتأثيره عليها فى المجتمع

أصبحت ظاهرة العنف الأسري ضد المرأة من الظواهر الأكثر إنتشاًرا في المجتمع، وتكون المرأة هي الطرف الموجه إليه العنف، ويحدث هذا العنف نتيجة لاختلال التوازن في القوة والسيطرة بين الزوجين، بالإضافة لعدم وجود توافق بينهما، لذلك لابد من التأني والتدقيق أثناء اختيار شريك الحياة من أجل تكوين أسرة سعيدة متماسكة.

العنف الأسري ضد المرأة

العنف الأسري أو العنف المنزلي ضد المرأة يعرف بأنه نوع من أنواع السلوك السيء يستخدم لفرض السيطرة والتحكم بالمرأة، ويتضمن هذا السلوك العديد من الإساءات الجسدية، والعاطفية، والجنسية، والنفسية، وقد يشمل أيضًا تهديدات تؤثر على باقي أفراد الأسرة، والعنف الأسري للأطفال  له تأثير كبير وعلى تفكيرهم وقرارتهم في الحياة،  ويعتبر ضحايا العنف المنزلي في المقام الأول هما المرأة والطفل خاصة في المجتمع العربي، وتتصاعد آثار العنف الأسري لتؤثر على الحالة النفسية لأفراد الأسرة والتي قد تبدأ بالأذى النفسي والجسدي حتى تصل لحالات الوفاة التي أصبحت منتشرة في الوقت الحالي في الوطن العربي.

ما هي أنواع العنف الأسري ضد المرأة؟

تتعدد أنواع العنف الأسري ضد المرأة وقد تشمل أنواع مختلفة من التعرض للأذى والإساءة.

• الإساءة العاطفية

تتمثل الإساءة العاطفية في تعمد التقليل من الذات، والنقد المستمر، واستخدام الألفاظ المهينة، واللجوء لتشويه صورة الطرف الآخر أمام الأبناء، لذلك تعتبر هذه العلاقة علاقة مؤذية.

• الإساءة النفسية

تتمثل الإساءة النفسية في استخدام التهديد، والتخويف، والإجبار لفرض السيطرة والتحكم في أقوال وأفعال  المرأة.

• الانتهاك المالي

يتحكم فيها الشريك في الأمور الاقتصادية الخاصة بالأسرة، فيصبح هو المسيطر والمتحكم الوحيد في أموال الأسرة، وتكون المرأة تابعة له اقتصاديًا،  فيشعر باقي أفراد الأسرة خاصة الزوجة بحاجتهم الدائمة له.

• الإساءة الجسدية

تشمل الإساءة الجسدية الإيذاء البدني مثل الضرب، والحرق، والركل، والحبس في المنزل، أو المنع من طلب الرعاية الطبية عند الحاجة إليها.

• الإعتداء الجنسي

يتضمن الإعتداء الجنسي العديد من الممارسات الجنسية العنيفة مثل عدم مراعاة مشاعر الزوجة أثناء ممارسة العلاقة، أو إجبارها على ممارسة العلاقة الجنسية دون رغبتها، أو أثناء المرض، أو بعد التعرض للضرب والإيذاء.

من هم ضحايا العنف الأسري؟

تتمثل ضحايا العنف الأسري في المرأة والطفل، فهما دائمًا الجانب الأضعف في الأسرة، العنف الأسري وتأثيره على الأطفال يظهر بوضوح عى شخصية الطفل ، فالحياة غير المستقرة تؤدي لتشويه شخصية الطفل وقد تستمر معه هذه التأثيرات طوال حياته، أما المرأة فقد أثبتت الدراسات أن تعرضها للعنف المنزلي يؤدي لتدميرها نفسيًا وصحيًا، قد لا تشعر المرأة في البداية أنها ستكون ضحية لهذا النوع من العنف، فقد تظن أنها قادرة على تغيير بعض السلوكيات في شريك الحياة، ولكن هذا لا يحدث دائمًا فقد تنجح أو تفشل في هذا الهدف، لذلك فدائمًا اختاري من يستطيع تحمل المسئولية ومواجهة المشكلات دون اللجوء لاستخدام العنف.

ما هي الأسباب التي تؤدي إلى العنف ضد المرأة؟

التشدد والتعصب الديني الزائد من الرجل:

عندما يتملك التشدد والتعصب الزائد من الزوج يصبح من الصعب الحوار معه والتوصل لنتيجة ترضي الطرفين، ويقوم الزوج بممارسة الضغوطات المختلفة واستخدام العنف ضد زوجته من أجل تنفيذ كل قرارته دون جدال أو مناقشة.

الغيرة الزائدة:

قد يشعر بعض الأزواج بالغيرة الزائدة على زوجاتهم مما يجعلهم يتعاملون معهم بطريقة تتسم بالعنف، وتصبح لديهم رغبة بامتلاك الزوجة ومحاولة التحكم الدائم بتصرفاتها، وهذا قد يعرضها للعنف الجسدي والنفسي.

الرغبة في التحكم والسيطرة عليها:

قد يشعر الرجل بضرورة فرض السيطرة على المرأة والتحكم في أمور حياتها وقراراتها المختلفة، فهو يظن أنه أكثر فهمًا منها في كل أمور الحياة، فهو يريد أن يشعرها أنه صاحب القرار الوحيد، ويحاول تجاهل وجودها وتهميش رأيها في القرارت الخاصة بها أو بأفراد الأسرة.

إشعارها بالضعف والحاجة المستمرة للرجل:

يسعى بعض الرجال للتقليل من أهمية المرأة، ويحاول دائمًا إشعارها بالضعف والحاجة إليه، لتشعر بأهميته وبأنه الملجأ الوحيد لها، لذلك قد يستخدم العنف لإظهار ضعفها أمامه.

تدخل الآخرين في حياة الزوجين:

عند حدوث مشكلة ما بين الزوجين يمكن أن يتدخل بعض الأهل أو الأصدقاء في محاولة لحل هذه المشكلة، ولكن ذلك ينعكس بالسلب على حياة الزوجين، فتدخل الآخرين قد يؤدي لإفساد الحياة الزوجية، وقد يلجأ الزوج لاستخدام العنف ضد زوجته في هذه الحالة، لذلك لا يجب على الزوجين التحدث عن تفاصيل حياتهما الخاصة مع الغير، لأن ذلك سيؤدي لتطور المشكلة وليس حلها.

الصفات غير المرغوبة في الزوجة:

لا يمكن أن يكون الزوج دائمًا السبب في المشاكل الزوجية، فقد تكون المرأة في بعض الحالات هي السبب الرئيسي لاستخدام الزوج العنف ضدها، ولكن هذا لا يعد تبريرًا لاستخدام الرجل للعنف ضد المرأة، فلا مبرر للعنف على الإطلاق، لذلك عليك عزيزتي حواء محاولة التقرب من الزوج واحتوئه، وفتح مجال للحوار الهادي بينكما، ومحاولة النقاش الهادف لحل المشكلات الأسرية، وتجنب العصبية والصراخ والرد بطريقة غير لائقة على الزوج لتفادي العنف.

مظاهر العنف ضد المرأة

• التعرض الدائم للإهانة والتنمر.
• استخدام الضرب والصفع والركل.
• تعمد التقليل من شأنها خاصة أمام الأطفال.
• طردها خارج المنزل.
• منعها من العمل أو مقابلة أفراد الأسرة والأصدقاء.
• الإجبار الجنسي.
• التحكم في نفقاتها.
• اللوم المستمر على جميع أفعالها.
• الإساءة والتشكيك الدائم.
• التقليل من قيمة المرأة واحباطها.

ماذا قال الإسلام عن العنف الأسري ضد المرأة؟

يرفض الدين الإسلامي كل أشكال العنف، ويحرم تعرض المرأة لأي نوع من العنف أو الإيذاء أو الإساءة، لقد كفل الإسلام للمرأة حريتها وحقوقها كاملة دون انتقاص سواء كانت حقوق مادية أو نفسية، وأمر الإسلام بحسن معاملتها، واحترامها، وتقبل رأيها، وتحملها عند الغضب، وحفظ كرامتها، ومراعاة مشاعرها، لذلك فقد كرم الإسلام المرأة ومنع إهانتها بأي شكل من الأشكال.

العنف ضد المرأة في المجتمع العربي

تعد ظاهرة العنف المنزلي ضد المرأة في المجتمع العربي واحدة من أبرز المشكلات التي يجب الاهتمام بها ووضع حلول مناسبة لها، ونتيجة لتفشي هذه الظاهرة بالبلاد العربية بشكل كبير تحاول منظمة المرأة العربية إقناع الحكومات العربية بضرورة توفير الاهتمام اللازم بهذه القضية والعمل على مكافحتها، لذلك بدأت بعض الدول العربية مثل مصر والسعودية والمغرب وتونس والإمارات في الاتجاه لإصدار قوانين صارمة للحد من هذه الظاهرة.

إحصائيات العنف ضد المرأة 2021

• تعاني ثلث نساء العالم من التعرض للعنف.
• تعرضت 736 مليون امرأة للعنف الجسدي والجنسي أي ما يعادل واحدة من كل 3 سيدات في العالم.
• عانت واحدة من بين 4 نساء بين عمر 15 و24 من التعرض للعنف والإيذاء على يد الشريك.
• تعرضت 641 امرأة للعنف على يد الشريك أو الزوج على مستوى العالم.
• واحدة من كل 10 نساء تطلب المساعدة عند التعرض للعنف.
• تعرضت 37 في المائة من النساء للعنف الجسدي والجنسي مرة واحدة على الأقل في العالم العربي.

حلول للقضاء على العنف المنزلي ضد المرأة

• نشر الوعي والثقافة بين أفراد المجتمع بضرورة احترام المرأة وحفظ كرامتها.
• التأني وعدم التسرع عند اختيار شريك الحياة والتعرف على صفاته المختلفة.
• ضرورة الاهتمام بالدورات التدريبية للمقبلين على الزواج وتعريفهم بحقوق كل طرف وواجباته تجاه الطرف الآخر.
• فرض عقوبات رادعة لمحاربة العنف ضد المرأة.
• تعزيز الاستقلال الاقتصادي للمرأة وتشجيعها على العلم والعمل.
• احتواء المقررات التعليمية في المدارس على القيم الأساسية في المجتمع ومنها الاحترام المتبادل بين الجنسين، وضرورة نبذ العنف.

لذلك عزيزتي حواء يجب عليك اختيار الشريك المناسب الذي يقدر قيمتك ويكن لك كل احترام، فالاحترام هو أساس بناء الأسرة السعيدة بالإضافة للحب بين الطرفين، والشعور بالاستقرار والراحة يوفر جو أسري سعيد، ولا يدع مجالا للعنف بين الزوجين.

ويمكنك عزيزتي التعرف على العديد من ضحايا العنف الاسري في المجتمع العربي من خلال جريدة حواء، او من خلال الصفات الرسمية على الفيس بوك و تويتر 

للتواصل مع الكاتبة: مريان سليم