فقر الدورة الشهرية هو مصطلح عند سماعه لأول مره تظنين أنه يشير إلى مشكلة صحية، إلا أنه في الحقيقة يشير إلى مشكلة اجتماعية كبيرة تواجهها الملايين من النساء يوميًا حول العالم، فما هو فقر الدورة الشهرية وكيف يمكننا مواجهة هذه المشكلة؟ سنقوم بالإجابة على جميع هذه الأسئلة في مقالنا.
ما هو فقر الدورة الشهرية
فقر الدورة الشهرية هو مصطلح يستخدم لوصف نقص المعلومات والموارد الضرورية للفتيات والنساء خلال فترة الحيض (الدورة الشهرية)، يمكن أن يتضمن هذا النقص نقصًا في المعرفة حول النظافة الصحية وكيفية التعامل مع الدورة الشهرية بشكل صحيح، وأيضًا صعوبة الوصول إلى منتجات النظافة الصحية المناسبة والمألوفة.
في بعض المجتمعات، يعتبر الحديث عن الدورة الشهرية أمرًا محرجًا، وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم توفير المعلومات والدعم الضروريين للفتيات والنساء خلال هذه الفترة الطبيعية من حياتهن، هذا النقص في التوعية والموارد يمكن أن يؤدي إلى تبني عادات غير صحية واستخدام منتجات غير مناسبة أثناء الحيض، مما يمكن أن يؤثر على الصحة العامة والراحة الشخصية للنساء.
لمكافحة فقر الدورة الشهرية، من المهم زيادة التوعية حول هذا الموضوع وتوفير المعلومات الصحيحة للفتيات والنساء. يجب أيضًا توفير وصول سهل ومتاح إلى منتجات النظافة الصحية المناسبة للحيض، وتعزيز الثقافة الصحية، وتغيير العادات السلبية المتعلقة بالدورة الشهرية.
أسباب حدوث فقر الدورة الشهرية
تنقسم أسباب انتشار فقر الدورة الشهرية في المجتمع منها
- افتقار المجتمع لعدد من الخدمات الأساسية نتيجة انخفاض اقتصاد الدولة أو تخلفّها في النواحي العلمية، بالإضافة الي افتقار بعض الدول لوجود صرف صحي ووصول مياه صالحة للشرب في جميع المناطق. ففي منطقة الشرق الأوسط يفتقر 100 مليون شخص إلى الحصول على مياه صالحة، ولكن هذا السبب يشارك بنسبة ضئيلة في انتشار فقر الدورة الشهرية بين أفراد المجتمع،
- وجود تمييز عنصري في المجتمع بين الرجل والمرأة أدى إلى الزيادة من انتشار هذه الظاهرة، حيث يتم التعامل مع الأشياء الخاصة بالفتيات أنها وصمة عار لا ينبغي الحديث عنها أو التفكير بها أو حتى محاولة القراءة والتثقيف عنها، ويؤدي هذا إلى دفع عدد كبير من الفتيات إلى الشعور بالخجل والإحراج والابتعاد عن التجمعات كالمدارس والنوادي عندما تأتيهم الدورة الشهرية.
- أسباب شخصية، فلا تتمكن العديد من السيدات والفتيات من شراء الفوط الصحية أو التامبون في فترة الحيض نظرًا لارتفاع أسعارهم، حيث مازالت بعض الدول تنظر لهذه المنتجات على أنها رفاهيات وتفرض عليها أسعار ضريبية عالية، ونتيجة لذلك فإن بعض النساء ذوات الدخل المنخفض يواجهون تلك المشكلة.
- نقص برامج التوعية الثقافية بالدورة الشهرية من أسباب استمرار نظرة المجتمع الخاطئة للدورة الشهرية ووجود الأساطير والخرافات عنها، وأيضًا جهل عدد من الفتيات بطبيعة أجسامهن وبالطريقة الصحيحة للحفاظ على صحتهن ونظافتهن الشخصية في فترة الدورة الشهرية.
تأثيرات فقر الدورة الشهرية على المرأة
يؤثر انتشار هذه الظاهرة على النساء في نواحي عديدة من حياتهن مثل
تأثير فقر الدروة الشهرية على صحة المرأة
عدم استخدام الفوط الصحية أو أي وسيلة مناسبة للنظافة الشخصية خلال فترة البريود يمكن أن يؤثر سلبًا على الفتاة من الناحية الجسدية والصحية، وإليكِ بعض التأثيرات السلبية التي قد تحدث:
- الإصابة بالعدوى:
- عدم استخدام وسيلة نظافة مناسبة يمكن أن يزيد من احتمالية الإصابة بالعدوى، حيث يمكن للدماء والرطوبة أن تساعد على نمو البكتيريا والجراثيم.
- التهيج والحكة:
- الجلد الحساس في منطقة الحوض يمكن أن يتهيج بسبب التفاعل مع الدماء والرطوبة.
- قد تشعر الفتاة بحكة واحمرار في المنطقة الحساسة.
- الرائحة الكريهة:
- عدم استخدام وسيلة نظافة يمكن أن يؤدي إلى انتشار الرائحة الكريهة نتيجة تجمع الدماء.
- انخفاض مستوى الراحة:
- قد تشعر الفتاة بعدم الراحة وعدم الثقة بنفسها خلال فترة الحيض.
- زيادة مخاطر العدوى والالتهابات:
- في بعض الحالات قد يزيد عدم استخدام وسيلة نظافة من مخاطر الإصابة بالالتهابات البكتيرية أو الفطرية في منطقة الحوض.
تأثير فقر الدورة الشهرية على نفسية المرأة
بالإضافة إلى التأثير الجسدي والصحي، يمكن أن يكون لعدم استخدام الفوط الصحية خلال فترة الدورة الشهرية تأثيرًا نفسيًا على المرأة، وإليكِ بعض التأثيرات النفسية المحتملة:
- الحرج:
- قد تشعر الفتاة بالحرج إذا لم تكن قادرة على الحصول على فوط صحية، أو إذا كانت في مكان عام دون وسائل نظافة مناسبة.
- قد تشعر بالضغط الاجتماعي للتصرف بشكل مناسب خلال فترة الحيض.
- انعكاس على الثقة بالنفس:
- قد يؤثر عدم الاستخدام المناسب للفوط الصحية على ثقة الفتاة بنفسها وتقبلها لجسدها.
- قد تشعر بأنها غير قادرة على التعامل بفعالية مع دورتها الشهرية.
- الاضطرابات النفسية:
- في بعض الحالات قد يؤدي الضغط والحرج وعدم الراحة إلى اضطرابات نفسية مثل القلق أو الاكتئاب.
- تأثير على الحياة الاجتماعية:
- قد يؤثر التأثير النفسي على الحياة الاجتماعية للفتاة، مما يمكن أن يؤدي إلى انعزالها أو تجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية خلال فترة الحيض.
- الشعور بعدم الاحترام:
- إذا لم يتم التعامل باحترام مع احتياجات الفتاة خلال فترة الدورة الشهرية، فقد تشعر بعدم الاحترام والتمييز.
تأثير فقر الدوررة الشهرية في الدراسة والعمل
تلجأ العديد من الفتيات للغياب عن المدارس والسيدات عن العمل في فترة دورتهن الشهرية عند وجود نقص في المنتجات الصحية المتعلقة بالدورة الشهرية، وأيضًا عدم توفر أماكن مناسبة لتبديل الفوط الصحية أثناء اليوم، وهذا يؤدي إلى تراجع مستواهن التعليمي أو مكانتهم في العمل.
كيفية التغلب على فقر الدورة الشهرية
لحسن الحظ أصبح هذا الموضوع يحظى باهتمام كبير في الآونة الأخيرة، حيث تحاول المنظمات العالمية جاهدة في القضاء على فقر الدورة الشهرية، على سبيل المثال تعمل منظمة اليونيسف بوضع حدّ للوصم عن طريق تغيير الأعراف والعادات السلوكية الاجتماعية، وضمان حصول كل طفلة على المعرفة والمعلومات عن الحيض.
فيجب أن يتم التحدث حول الدورة الشهرية بشكل علني في المدارس وفي الحياة الخاصة، وأن يتم القضاء على التمييز ناحية النساء بأن يُقام هذا الحديث بدعم ومشاركة الذكور من أفراد العائلة وفي المجتمع المحليّ ككل.
وللتغلب على فقر الدورة الشهرية وتوفير الرعاية والدعم اللازمين للفتيات والنساء خلال فترة الحيض، يمكن اتباع الإجراءات التالية:
- التوعية والتثقيف:
- يجب توفير معلومات وتثقيف الفتيات والنساء حول البريود، وكيفية التعامل معه بشكل صحيح ونظيف.
- يمكن تنظيم ورش عمل أو جلسات توعية في المدارس والمجتمعات لزيادة الوعي حول كيفية العناية الشخصية خلال البريود.
- تسهيل الوصول إلى منتجات العناية الشخصية للإناث:
- يجب توفير منتجات النظافة الصحية مثل الفوط الصحيه والمناديل الورقية والأدوات الصحية الأخرى بأسعار معقولة وبسهولة الوصول إليها.
- يمكن تنظيم حملات لتوزيع منتجات النظافة الصحية في المدارس، وتعليم البنات كيفية استخدامها وتكون مجانية ومتاحة في المدارس والجامعات.
- تقديم الدعم النفسي والاجتماعي:
- يجب توفير بيئة داعمة ومفتوحة للنقاش حول الحيض، حيث يمكن للفتيات والنساء التحدث بحرية عن تجاربهن ومشاكلهن.
- يمكن تنظيم جلسات تثقيفية ودعم نفسي للتعامل مع الألم والتغيرات النفسية التي قد تحدث خلال الدورة الشهرية.
- تقديم الرعاية الطبية:
- إذا كان هناك مشاكل صحية مرتبطة بالحيض مثل الألم الشديد أو الاضطرابات الهرمونية، يجب على الفتيات والنساء استشارة طبيبة النساء للحصول على التقييم والعلاج اللازم.
- يمكن استخدام الأدوية للتحكم في الأعراض وتخفيف الألم.
- نشر الاحترام:
- يجب تشجيع مجتمعاتنا على احترام الفتيات والنساء خلال فترة الحيض وعدم تمييزهن أو إهانتهن بسببها.
- يجب تعزيز حقوق النساء والفتيات في الحصول على التعليم والفرص الاقتصادية والمشاركة الاجتماعية دون أي تمييز.
- دعم النساء في المجالات السياسية والاجتماعية:
- يمكن للنساء المشاركة في صنع القرار والمشاركة في الحياة الاجتماعية والسياسية؛ للمساهمة في تغيير القوانين والسياسات التي تؤثر على حقوقهن.
وفي النهاية لا تخجلي عزيزتي من دورتك الشهرية، فهي طبيعة خلقنا الله بها وبدون هذه الهبة الربانية لما تمكنا من الإنجاب ولما كان هناك هذا العالم حولنا الآن.
لمزيد من المقالات تصفحي معنا موقع جريدة حواء
لأي استفسار اسألينا على صفحة جريدة حواء على الفيس بوك