الطلاق وأنواعه في مصر وحقوق المرأة المالية بعد الطلاق

الطلاق من أكثر الأحداث المأساوية بالنسبة للمرأة، والتي غالبًا ما تنتهي بتهرب وانسحاب الزوج من مسؤلياته تجاه زوجته وأطفالهم بعد الطلاق؛ لذلك علينا أن نتشارك هذه المعلومات مع جميع النساء؛ لأن البعض منا لا يعرف أن القانون المصري يطبق 100% من حقوق النساء وأطفالهن عندما يتعلق الأمر بالطلاق، القانون في مصر يقف معنا ويريد حماية أطفالنا.

هل للمرأة حق في طلب الطلاق؟

كرم الله المرأة في الإسلام، حيث أعطاها الحق في اختيار زوجها، وليس هذا فقط بل أعطاها أيضا خيار فسخ الزواج إذا ساءت الأمور بينهما، ولم يكن هناك إمكانية للصلح، ومن المفاهيم الخاطئة عن الإسلام أن الرجل وحده هو الذي يُمنح حق إنهاء الزواج، ولكن هذا بكل بساطة ليس حقيقة.

فقد يكون للمرأة هذا الامتياز أيضًا في عدة أشكال:

•  تتمتع بالحرية الكاملة في النص في عقد زواجها على الحق في الطلاق، والتصرف بناءًا على هذا الاتفاق إذا أصبحت الخلافات بين الاثنين غير قابلة للتوفيق، وفي هذه الحالة تحتفظ بكامل حقوقها، كما يفعل الرجل إذا طلقها.
• لها أن تطلب الانفصال رسميًا عنه على أساس الضرر الجسيم، فإذا تبين أن هذا صحيح، يجوز للقاضي الشرعي أن يحدث التفريق بين الزوجين، وفي هذه الحالة أيضًا، يحق لها الحصول على المجموعة الكاملة من الحقوق.
• يجوز لها أيضًا أن تطلب الانفصال بالخلع، وفي هذه الحالة وحدها يحق لها التفريق دون بعض الحقوق المالية وغيرها المنصوص عليها في عقد الزواج، لعدم وجود سبب واضح لإنهاء الزواج، ولأنها من بدأ الإجراءات، فسوف تضطر إلى التنازل عن بعض مستحقاتها.

تشير العديد من النصوص الدينية إلى حرية اختيار المرأة عندما يتعلق الأمر بالانفصال عن زوجها ومنها، أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى اللَّه عليه وسلم، فقالت: يا رسول اللَّه! ثابت بن قيس، أما إني ما أعيب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: أتردين عليه حديقته ؟ قالت: نعم قال رسول اللَّه: اقبل الحديقةَ وطلقها تطليقة.

فردت عليه حديقته وبستانه، وانفصل عنها وهذا توضيح مختصر لمسألة اختيار المرأة لزوجها واحترام رغبتها إذا أرادت تركه، وعلى هذا فلا يجوز للأب، أو غيره، أن يجبر ابنته على الزواج بمن لا ترتضيه؛ كما يمكن للمرأة إنهاء الزواج بالطرق المذكورة.

ما هي أنواع الطلاق في مصر؟

بداية يجب أن نعلم أن الطلاق هو أبغض الأعمال المشروعة إلى الله تعالى، هذه هي الفرضية الأساسية التي يعمل بها القانون المصري، وهي الفرضية التي يجب أن نبني عليها كل ما يأتي، وينبغي أن تعرف المرأة حقوقها، وإعلامها بشكل خاص بذلك، ويوجد نوعان من الطلَاق في مصر:

• الطلاق الرجعي: يحدث النوع الأول عندما يتطلق الزوجان مرتين (يتزوجان مرة أخرى بعد انفصال واحد)
• الطلاق البائن: يكون إذا حدث ذلك ثلاث مرات، وتصبح المرأة محرمة على الزوج السابق وعليها أن تتزوج من زوج آخر وتطلقه قبل أن يتم التصالح مع الزوج السابق، وهذه القاعدة تنبع من القرآن: “الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ”.فإذا طلق الزوج امرأته، فلا يجوز له بعد ذلك أن يتزوجها مرة أخرى إلا بعد أن تتزوج زوجاً آخر ويطلقها، وحينئذ فلا حرج عليهما إذا اجتمعا، بشرط أن يشعروا أنهم يستطيعون الحفاظ على حدود الله، تلك حدود الله يبينها لأولي الألباب.

الفرق بين الطلاق الرجعي والبائن

الفرق بين هذين النوعين من الطلاق هو كالتالي:

• الطلاق الرجعي: يبقى للزوج الحق في الحضور إلى بيت زوجته ليوفر لها سبل العيش، ولكن خلال فترة العدة فقط، ويجوز للزوج منفردًا– أي دون رضاها – أن يرجع زوجته إذا عزم على ذلك أثناء العدة.
• الطلاق البائن: في مصر لا يسمح للزوج بالزيارة – ولكن لا يزال يتعين عليه توفير المال والطعام – ولا يستطيع الزوج استعادة المرأة كزوجة.

وفي كلا النوعين من الطلَاق يحق للزوجة أن ترث ممتلكات زوجها إذا توفي أثناء فترة العدة، ولوقت الانتظار معاني مختلفة لكلا النوعين من الطلَاق، والطلاَق الرجعي يجوز نقضه خلال هذه المدة، كما يمنع المرأة من الزواج (حتى الحديث عن الزواج مع الآخرين يعتبر حرامًا خلال هذه الفترة).

أما الطلَاق البائن فيلزم المرأة أن لا تتزوج لمدة ثلاثة أشهر، ويتم ذلك حتى يتم التأكد من أن المرأة ليست حاملاً بطفل من زوجها السابق.

والآن بعد أن عرفنا الفرق بين هذين النوعين من الطلَاق، هناك تحذير صغير يجب توضيحه، فوفقا للقانون المصري، فإن الطلَاق الذي يحدث قبل مباشرة الزوج زوجته والدخول بها يختلف عن الطلاق بعد الدخول.

إذا سبق الطلَاق المعاشرة، وكان الزوج قد فرض لعروسه فريضة (هدايا أو مالاً أو أي شيء آخر له قيمة مادية)، فله الحق في استرداد نصفه (50%)، كما لا توجد فترة عدة، ولا يستطيع الزوج إرجاع الزوجة دون موافقتها، ومع ذلك، لا يزال بإمكانهم الزواج بعقد جديد، وإذا وقع الطلاق عند الدخول، فلا يجوز للزوج أن يطالب بأي مال أو هدايا.

القوانين المذكورة أعلاه موثقة في القرآن:”وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ ۚ وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا

ما هو الخلع؟

إذا كان زوجك يرفض الحصول على الطلاق التقليدي حيث تذهبين إلى مسجل الزواج الرسمي، فلديك خياران:

• رفع قضية خلع (ملف طلاق تنازلي)
• رفع قضية طلاق

فإذا أرادت المرأة الحصول على حريتها من جانب واحد (هذا النوع من الطلاق يسمى الخلع)، فعليها أن تعيد كل شيء، وتسقط حقوقها كزوجة.

كان طلب الطلاق التنازلي حقًا للمرأة منذ عهد النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويعني ذلك ببساطة أن المرأة تذهب إلى المحكمة وتطلب الطلاق من زوجها لأي سبب تذكره.

الشرط الوحيد الذي يسمح لك بتقديم طلب الطلاق التنازلي هو التنازل عن أي تعويض مالي من زوجك، ومع ذلك فهو ملزم بإعالة الأطفال ماليًا، بمعنى أنه ليس من حقك أن تطلب منه أي شكل من أشكال التعويض، ولكن في المقابل فإنك في الواقع تعطيه المهر المؤجل المكتوب في عقدك.

تستغرق هذه الحالات عادة ما يصل إلى ستة أشهر أو في بعض الأحيان أقل حسب حالتك بالطبع.

وإذا قمت برفع قضية طلاق عادي، فأنت ببساطة ستذهبين إلى محاميك وتطلبين منه رفع قضية لتطليقك من زوجك؛ لأنه يرفض القيام بذلك بطريقة حضارية لأي سبب كان.

عند رفع قضية الطلاق، يحق لك أيضًا التمتع بجميع الحقوق المذكورة أدناه، المشكلة الوحيدة في قضايا الطلاق هي أنها قد تستغرق سنوات مما قد يؤثر سلبًا على حالتك النفسية.

الآن بعد أن أصبح الأمر واضحًا، فلنهتم بالحقوق المالية العامة للمرأة بعد الطلاق.

حقوق المرأة المالية بعد الطلاق

تتعدد حقوق المرأة المالية بعد الانفصال بالطلاق وتشمل:

• نفقة المتعة

المرأة المطلقة لها الحق في رفع دعوى للحصول على المال من زوجها السابق، وتعتبر تعويض لها عن ما حدث وبمثابة شهادة أن ما حدث ليس لعلة بها، وهذا الحق يظل لمدة لا تقل عن سنتين، ويتم ذلك حسب القدرات الاقتصادية للزوج السابق وظروف الطلاق ومدة الزواج.

• نفقة العدة

تحتفظ المرأة المطلقة بالحق في الحصول على المال من زوجها السابق للحصول على الرزق، يعمل هذا لمدة ثلاث دورات شهرية للمرأة.

• المهر(مؤخر الصداق)

هو أمر فردي للغاية، على حسب ما تم كتابته في عقد زواجك، وبالتالي يتم إدارته وفقًا لعقد الزواج وما تم الاتفاق عليه، ويمكن أن يدفعه الزوج لزوجته قبل الطلاق، ولكنه دين عليه يجب سداده قبل وفاته أو بعد الطلاق مباشرة برفع دعوى.

• (القائمة) قائمة المواد المحمولة

يعتمد على ما إذا كان الزوجان قد قاما بإعداد هذه القائمة أم لا.

• رعاية الأطفال

يجب على زوجك السابق أن يدفع رعاية أطفالك كاملة، سواء كانت مدارس، طعام، ملابس، رعاية صحية، وأي نفقات أخرى حسب احتياجات طفلك وعمره.

ويلتزم الزوج السابق بنفقة الأم حتى يتم فطام الطفل، ولكن بما لا يزيد على سنتين. حق الحضانة والحضانة للأطفال.

• المسكن

للمطلقة الحق في مسكن آمن ومريح، إذا كان لديك أطفال، فيجب على زوجك السابق أن يوفر لك ولأطفالك السكن حتى يبلغ طفلك 15 عامًا إذا كان ولدًا وإذا كانت فتاة حتى تتزوج.

• حق الأم في التنشئة والرعاية

يحق للأم المطلقة رعاية الطفل حتى يبلغ 10 أعوام (للذكور) أو 12 عامًا (للإناث)، بعد ذلك يمكن للأطفال اختيار الوالدين الذين سيعيشون معهم، يحق للأم الحصول على أموال لتغطية نفقات رعاية الطفل، ومع ذلك إذا قررت طفلة تبلغ من العمر 12 عامًا البقاء مع والدتها، فيجب على الزوج السابق أن يدفع نفقاتها فقط حتى تتزوج، إذا قرر الطفل الرضيع البقاء مع والدته، فيجب على الأب أن يمنحه دفعات حتى يبلغ 15 عامًا، فإذا أهملت أولادها أو تزوجت مرة أخرى، سقط حقها في أولادها.

حقائق مهمة بعد الطلاق

• إذا تزوجت وكان لديك أطفال، فإن حضانتهم تذهب إلى والدتك.
• اذا رفعت الأمر إلى المحكمة، يحق لزوجك رؤية أطفالك مرة واحدة في الأسبوع في مكان عام وهو ما تقرره المحكمة عادة، إلا إذا قررت القيام بذلك على أساس ودي من أجل أطفالك.
• إذا كان لديك ولد، فلديك الحق في حضانته حتى يبلغ 15 عامًا، ومن ثم يحق له اختيار من يريد العيش معه، أمه أو والده، أما بالنسبة للفتاة، فحضانتها لك حتى تتزوج.

من المهم أن تعرف حقوقك عندما يتعلق الأمر بالطلاق، وأن تعلم أن القانون سيحقق العدالة لك ولأطفالك، وإذا كنت تواجهين مشاكل في الطلاق، تحدث إلى محامٍ ليعطيك فهمًا عميقًا لجميع حقوقك وحقوق أطفالك.

ولمزيد من المقالات تصفحي جريدة حواء

لأي استفسارات اسالينا من خلال صفحة جريدة حواء علي الفيس بوك