الغيرة عند الأطفال وأسبابها وكيف نعالجها
عزيزتي الأم هل تعانين من مشكلة الغيرة عند الأطفال؟ هل لاحظتي على طفلك سلوك غريب مثل العدوانية والغضب والانزواء؟ هل تشعرين بالقلق من ترك مولودك الجديد جانب أخيه الأكبر؟ هل لاحظتي أن وجود ضيوف في منزلك أو وجود طفل معهم يضايق طفلك ويجعله يتمسك بك أكثر؟
الأهم من هذا هل تقدمين القدر الكافي من الاهتمام والحنان والمشاعر الايجابية لأطفالكم لتمنعوا نمو شعور الغيرة عندهم؟
كل هذه أسئلة طبيعية تشغل بال الكثير من الأمهات، لأن التربية السليمة في المنزل منذ بدايات الطفولة أمر هام جداً ليستطيع الطفل في كل مرحلة عمرية يمر بها مواجهة صعوبات الحياة بثبات، لذلك صديقتي تابعي معنا في هذا المقال كل ما يخص موضوع الغيرة عند الأطفال.
مفهوم الغيرة عند الأطفال
الغيرة عند الأطفال ظاهرة طبيعية من ظواهر النمو، وهي أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان مثل الحب والكره، وتعرف الغيرة عند الأطفال على أنها حالة انفعالية تمثل خليط من المشاعر والأحاسيس كالغضب وحب الامتلاك والفشل والعدوانية، لكن الأطفال بشكل عام يحاولون إخفائها ولا تظهر إلا في ردة الفعل السلوكية عندهم.
على الأهل في هذه الحالة أن يتقبلوا شعور الغيرة عند الأطفال ويتعاملوا معها ويعالجونها بشكل سليم، لكي لا تنمو وتصبح مزمنة وتتحول إلى غيرة مرضية.
متى تبدأ الغيرة عند الأطفال بالظهور؟
الغيرة شعور خلقه الله تعالى في قلب كل إنسان سواء كان صغير أم كبير، لكنها أمر نسبي تختلف من طفل لآخر حسب عاطفته، مشاعر الغيرة تبدأ عندما يتعرف الرضيع إلى أمه، الكثير من الأمهات تعتقد أن الغيرة شعور أكبر من أن يدركه الطفل في عمر مبكر لكن هذا أمر خاطئ عزيزتي، نلاحظ أن الكثير من الأطفال الرضّع في عمر سبع أشهر وما فوق يعبرون عن الغيرة بالبكاء الشديد دون سبب، فقط لشدة تعلقهم بأمهم أو بسبب وجود ضيوف في المنزل أو بسبب عودة باقي الأخوة من المدرسة، فبحسب دراسات وبحوث علمية أجريت في أكبر الجامعات الأمريكية عن طب الأطفال حدد الشهر السابع من عمر الرضّع على أنه الوقت الطبيعي لظهور علامات الغيرة عند الأطفال.
طفلي يشعر بالغيرة من المولود الجديد
من أهم أسباب الغيرة عند الأطفال هي قدوم مولود جديد، فمن الطبيعي أن يتوجه أهتمام الأم إلى الرضيع، ولكن الطفل الأكبر يغار لأنه يظن أن الاهتمام به قد توجه لأحد آخر، هناك علامات تدلك على أن طفلك يشعر بالغيرة من أخيه بعضها قد يكون خطر، عليكِ بالمراقبة والصبر و التعاطي مع المشكلة بهدوء وتفكير مسبق.
علامات الغيرة عند الأطفال من المولود الجديد
قد يبدي طفلك بعد التصرفات الغير معتاد بعد أن أصبح لديه أخ صغير، فهو يراه منافس له، ومن مظاهر الغير من المولود الجديد التي قد تظهر على طفلك:
- التصرف بعنف مع الأخ الأصغر، فقد يقوم طفلك بعض أخيه أو ضربه، ويحاول ذلك دون أن تلاحظي، لذلك عليكِ المراقبة جيدًا.
- سرعة الغضب وكثرة البكاء والصراخ، فطفلك يشعر بأنه مهمل أو من الطبيعي أن يكون حساسًا جدًا في هذه الفترة.
- محاولة جذب الانتباه ومطالبتك بالقيام بالمهام عوضًا عنه، أو معاملته مثل أخيه الرضيع فقد يطلب منك حمله أو إطعامه، قد يصل الأمر لطلب الطفل الذي يشعر بالغيرة من أمه أن ترضعه وتغير له مثل أخيه الصغير.
- قد يكون الأثر النفسي والغيرة عند الأطفال من وجود مولود جديد في المنزل كبيرًا، فقد يتبول الطفل الذي يشعر بالغيرة لا أراديا في الليل والنهار، وقد يمرض وقد يمتنع عن الطعام.
طرق تقليل الغيرة عند الأطفال من المولود الجديد
تعتبر الغيرة بين الأطفال وخاصة غيره الأخ الكبير من المولود الجديد موضوع حساس ومن المهم علاجه، ولكنه يحتاج لوقت، ولن ينتهي بين يوم وليلة، القاعدة الأساسية هي الصبر والتعاون بين الأهل لحل المشكلة، ومن أنجح الطرق في علاج الغيرة لدى الطفل:
- يجب أن يحتضن الأبوين طفلهم الأكبر ويهيئون له الجو ليستقبل المولود الجديد بحب وسعادة.
- أخبار الطفل أن المولود الجديد صغير وضعيف، وأنه سيكون البطل ويصبح سندًا لأخيه الصغير، وإشعاره أن الأهل سيحتاجون إلى مساعدته في الاعتناء بأخيه الرضيّع.
- شراء اللعبة المفضلة للطفل الكبير، وتقديمها له على أنها هدية من المولود الجديد كعربون شكر لحبه واهتمامه له.
- مدح وتدليل الطفل باستمرار، هذا يعزز ثقته بنفسه ويشعره بالأمان.
- من المرفوض ابعاد الطفل عن عائلته في محاولتهم لعلاج مشكلة الغيرة، فالطفل بعيد عن أمه لا يحس بالأمان خاصة أنه يشعر بالغيرة من أخيه.
تعريف الغيرة المرضية عند الأطفال
هي تجاوز الغير عند الأطفال الحدود الطبيعية، وتتمثل بقيام الطفل بتصرفات عدوانية غير مقبولة يصعب السيطرة عليها من قبل الوالدين، وتشكل مع الزمن مشاكل نفسية للطفل يمكن أن تدمره في المستقبل وتسبب أزمة كبيرة لمن حوله.
يرجع السبب الأساسي للغيرة المرضية عند الطفل لنقص المشاعر الإيجابية لديه منذ الصغر، ونقص الاهتمام والحب المعطى له، وخاصة من قبل الأهل أو تعرضه للعنف الجسدي أو التنمر الدائمين مع عدم انتباه الأهل لكل ذلك، وكذلك عدم معالجة الغير عند الطفل بشكل مبكر.
إذا أصبحت الغيرة عند الطفل مبالغ بها لا بد من طلب المساعدة من المرشدين النفسيين والاختصاصيين في مجال الطفل.
أسباب الغيرة عند الأطفال
عندما تلاحظين أن طفلك بدأ بالغيرة عليكِ المسارعة لعلاج المشكلة، فالغيرة عند الأطفال موضوع حساس وخطير لا يستهان به، ولذلك عليكِ أولًا تحديد سبب الغيرة عند طفلك، لكي تكوني قادرة على التعامل معه وحل المشكلة، إليكِ أهم الأسباب التي تدفع الطفل للغيرة:
- قدوم مولود جديد، فوجود طفل رضيع حديث في المنزل يعني تغيير كامل في روتين الأسرة، وخاصة أن المولود الجديد يحتاج لرعاية واهتمام كبيرين، وهذا مايشعر الطفل الأكبر أن أهله قد أهملوه.
- تفضيل الأهل لطفل عن آخر ومدحه دائما وتدليله أمام أشقائه يسبب نوع من الغيرة المزعجة والمكروهة.
- المقارنة بين الأطفال، واحساس الطفل بالنقص وأن غيره أفضل منه.
- توبيخ الأهل للطفل بشكل دائم، وخاصة أمام الآخرين.
- التنمر والعنف الذي قد يعاني منه الطف سواء ضمن أسرته أو خارجها.
- مبالغة الأهل في تدليل الطفل وحمايته هذا ما يقلل قدرته على التعامل ومجاراة أقرانه، فيشعر بالغيرة منهم.
- عدم منح بعض الأهل لأطفالهم حق المشاركة والمساواة في الحياة المنزلية يسبب لهم الغيرة من الآخرين الذين يتمتعون بحرية الرأي والتعبير.
علاج الغيرة عند الأطفال
لا داعي للقلق عزيزتي الأم فالكثير من الأحيان ما تكون الغيرة عند الاطفال حافز للتفوق ونمو القدرات الذهنية والتميز بالقدرات الجسدية أيضصا، كل ما عليك فعله هو مراعاة طفلك الذي يشعر بالغيرة، والتعامل معه بشكل صحيح حسب المرحلة العمرية التي يمر بها، ومن ذلك:
- يجب أن يفهم الأهل أن الأطفال مختلفون بقدراتهم واحتياجاتهم الخاصة، لذلك يجب عدم مقارنة طفلك بغيره بشكل سلبي، واحترم خصوصيته وقدراته.
- السماح للطفل بالتعبير عن نفسه وتحمل المسؤولية اتخاذ قراراته الخاصة، فمثلاً عند شجار طفلك مع رفاقه لا تسارع لتدخل إلا في حال تصرفه بشكل عدواني وخاطئ، دعه يعبر عن نفسه لأن تدخلك سوف يشعره بالخجل.
- ادعم طفلك على الدوام بمشاعر الاهتمام والحب والطاقة الإيجابية، انصتوا لأطفالكم جيدًا واسمحوا لهم بالتعبير عن مشاعرهم السلبية أيضًا.
- تحدث مع طفلك دائمًا عن الأشياء التي تقلقه ليتخلص من المشاعر و لأفكار السلبية.
- كل أم تجد طفلها متميز لكن انتبهي عزيزتي لا تفرطي في مديح طفلك كثيرًا في المواقف العادية بل شجعيه دائمًا على تقديم أفضل ما لديه.
- المساواة ثم المساواة في المعاملة بين الأطفال في الأسرة الواحدة.
- منح الطفل اهتمام كبير عند قدوم مولود جديد كما تحدثنا في الفقرات السابقة.
- يجب على الوالدين مناقشة مشاكلهم العائلية بعيدًا عن أطفالهم.
في النهاية شعار كل أم في هذه الحياة طفلي أولاً والعالم كله ثانيًا، حسنًا أنا معك فأنا أم مثلك لكن رفع الشعارات وحده لا يكفي عزيزتي فمرحلة الطفولة أمر بالغ الأهمية لنبني إنسان متزن وواثق من نفسه، لذلك علينا نحن الأمهات مراعاة مشاعر أطفالنا من الغيرة وغيرها من المشاكل.
لمزيد من المقالات تصفحي جريدة حواء
لأي استفسارات اسالينا من خلال صفحة جريدة حواء علي الفيس بوك