الخجل عند الاطفال اسبابه واعراضه وانواعه وكيفية التغلب عليه
الخجل عند الأطفال مشكلة شائعة وقد يعاني منها طفلك، ليس عليكِ أهمال موضوع الخجل لدى طفلك وخاصة إذا كان زائداً عن الحد الطبيعي بحيث يكون طفلك خجولاً أكثر من أقرانه ذلك لأن الخجل الزائد عند الأطفال يعتبر مؤثر سلبي على شخصيه ونفسيه الطفل وتقديره لذاته وقدرته على التقدم والنجاح في المستقبل.
سنساعدكِ في هذا المقال على معرفة أسباب الخجل وأعراضه، إضافةً إلى أنوع الخجل وطرق علاج الخجل الزائد عند الطفل.
الخجل عند الأطفال
يعاني الكثير من الأطفال من مشكلة الخجل ويمكن للأم ملاحظة ذلك فيظهر على الطفل الخوف والتردد من التواصل مع الأخرين وممارسته حياته الطبيعية.
عليكِ معرفة أنه ليس للخجل عمر معين يبدأ منه فقد تجدين الخجل طبع مصاحب لطفلك منذ صغره وقد تلاحظين أنه أصبح خجولاً بعمر معين.
ويمكن أن تحل مشكلة الخجل لدى طفلك من تلقاء نفسها وتكون عبارة عن عارض بسبب ظرف معين تظهر وتختفي ، ولكن الخطورة أن يستمر الخجل لدى طفلك ويزداد لدرجة الانطواء والخوف من التعامل مع الآخرين و هنا لا بد من استشارة متخصصين وخبراء في هذا المجال.
إذا كان طفلك يعاني من الخجل فلا يجب إهمال الموضوع بل يجب أعطاءه الأولوية ومراقبة سلوك الطفل ومحاولة حل المشكلة ودعم الطفل حتى لا تتفاقم وتتحول إلى عزلة وتردد وخوف من مواجهة الحياة وعدم القدرة على عيش حياة طبيعية.
أسباب الخجل عند الأطفال
يوجد الكثير من الأسباب التي قد تؤدي لحدوث الخجل عند الأطفال ودعينا نحدد أهمها :
- الوراثة: يعد هذا السبب من أخطر الأسباب، لكونه يتعلق بجينات الطفل المتوارثة من العائلة،ويتطلب علاج الخجل في هذه الحالة خطة مدروسة والكثير من الصبر.
- أسباب مكتسبة: أي أن الطفل يكتسب هذه الصفات من محيطه والأشخاص الذين يتعامل معهم لأن الطفل يكتسب المهارة بالتقليد، فإذا كان أحد أفراد الأسرة خجولاً ومقربا من الطفل فمن الطبيعي أن يكتسب الطفل هذه الصفة لأنه يبني شخصيته على أساس تقليد من حوله .
- تعرض الطفل للعنف: حيث بينت الدراسات أن الطفل الذي يتعرض للتعنيف النفسي أو الجسدي كتعرضه للتنمر أو التوبيخ بكلمات قاسية أو ضربه و الاستهزاء به تجعل الطفل يقلل من تقدير نفسه واحترامها ويصاب بالخجل كرد فعل لإحساسها بالظلم.
- الأسرة: كون الأسرة هي عالم الطفل وخاصة في سنواته الأولى التي تعتبر الأساس في تكوين شخصيته ، فإن أي خلل في الأسرة قد ينعكس على شخصيه الطفل ويصيبه بالخجل ومن الأسباب الأسرية للخجل عند الطفل كثرة المشاكل بين أفراد الأسر والحرص المفرط للوالدين على الطفل.
- قلة النشاط الاجتماعي: الطفل بحاجة لرؤية الناس وأقرانه والمخالطة منذ سنواته الأولى فمن غير المبرر عزل طفلك عن الأخرين في صغره لأن ذلك سيصعب عليه مهمة الإندماج معهم فيما بعد ويدفعه للخجل.
- تحميل الطفل أكثر من طاقته: احذري أنتِ والأشخاص المؤثرين على طفلك من وضعه في مواقف أكبر من عمره أو أن تطلبي منه طلبات صعبة التحقيق أو تصفينه بصفات مميزة ليست فيه ، فهنا سيحس طفلك بالفشل وأنه ليس كما تتوقعين وسيصاب بالخجل بسبب نقص تقييمه لذاته.
- أسباب أخرى: هناك الكثير من الأسباب الآخرى مثل الإصابة بأحد الأمراض مثلاً، كضعف السمع عند الأطفال، أو الإصابة بالتوحد الذي سيضعف قدرة الطفل على فهم الإشارات ، وبالمجمل فأنتِ الأم وأقرب شخص لطفلك عليك الانتباه على سلوك طفلك ومحاوله حمايته من أي سبب يؤدي إلى حدوث الخجل لديه.
أعراض الخجل عند الأطفال
هناك عدة أعراض للخجل، يمكنكِ ملاحظتها في سلوك الطفل أو ردة فعله تجاه عدة أمور، وأبرز الأعراض التي تدل على أن طفلكِ خجولاً هي:
- قلة مشاركة طفلك في النشاطات أو انعدامها بشكل تام، كالنشاطات الرياضية أو الموسيقية أو الفنية التي تقام في مدرسته.
- انخفاض مهاراته الاجتماعية، حيث تلاحظين قلة تفاعل طفلك في مجتمعه، وبين أصدقائه، وهذه الظاهرة تدل على أن الطفل خجولاً.
- عدد الأصدقاء التي يتعامل معهم طفلك قليل جداْ، وهذا الأمر ناتج من مخاوف طفلك وخجله تجاه تعامله مع الأبناء من فئته العمرية.
- أعراض الخجل الجسدية مثل احمرار وجه طفلك والتلعثم في الكلام، أو ارتعاشه عند القيام بأمر ما، وخصوصاً أثناء تواجد الناس حوله.
أنواع الخجل عند الأطفال
هناك عدة أنواع للخجل عند الطفل وبمعرفتك نوع الخجل الذي يعاني منه طفلك تستطيعين مساعدته في حل المشكلة وتقوية شخصيته وتحسين طريقه تعامله مع الناس والمجتمع، إليك أهم أنواع الخجل عند الأطفال:
خجل المحادثة
وهذه الحالة تتجسد في ملاحظة إجابات طفلك تجاه سؤال المتحدث، وغالبا ما يستخدم “نعم” أو “لا” للجواب، مختصراً قدر الإمكان، إضافةً إلى تلثمه أثناء التحدث مع الغير، وعدم النظر إليه بشكل مباشر إلا بعد أن يصرف المتحدث نظره عنه.
خجل التعامل مع الأكبر عمراً
هذا النوع يظهر في مرحلة المراهقة عند طفلك، فيجد الطفل أنه غير قادر على التعامل مع من هم أكبر منه سناً، كمعلميه أو جيرانه وأقاربه، ودائماً نشجعك على توليد الثقة في نفس طفلك.ا
خجل الاجتماعات والنشاطات
ويكمن هذا النوع في ابتعاد طفلك بشكل مستمر عن التجمعات، أو عن النشاطات التي يقوم بها أصدقاءه، ويميل الطفل في هذه الحالة إلى شخص يشابهه، وعادةً ما يكون هذا الطفل خجولاً أيضاً.
علاج الخجل عند الأطفال
فكري بخجل طفلك أنه تحدي لكِ وعلاج الخجل عند الأطفال مشكلة يجب على الأم حلها لأنها أكثر شخص قريب من الطفل ويفهمه، إليكِ بعض النصائح في علاج الخجل عند الأطفال:
- يجب تقوية شخصية الطفل ومدحه على صفاته الجيدة واعطاءه الكثير من الحب والاهتمام فهما أساسيان لحب الطفل لنفسه.
- عليكِ بتعزيز قدرات طفلك على التواصل ومهاراته في التعبير عن نفسه ورأيه أمام الآخرين.
- من الضروري خلط الطفل بالآخرين وخاصة أقرانه من نفس العمر ولا مانع من أن تساعديه في كثر حاجز الخجل معهم عن طريق تشجيعهم على لعب ألعاب مسلية معاً، كنت كلما تعرفت طفلي على طفل جديد ألعب معهم لعبة قطعة النقود وأدعهما يتشاركان القرار ويضحكان ودائما ما تفلح هذه الطريقة في تسريع التواصل بينهما.
- مراقبة البيئة المحيطة بالطفل و الأشخاص الذين يتعامل معهم، فقد يكون يتعرض للتعنيف أو التنمر أو الاستهزاء ويكون الخجل حينها رده فعل طبيعية ولذلك يجب حماية الطفل من الأشخاص المسيئين لشخصيته.
- زيادة التواصل والحوار مع الطفل وتعليمه الكثير من الأنشطة الجديدة والمهارات والعزف فكلما زادت معرفة أي إنسان كلما زاد أدراكه للحياة وثقته بنفسه.
- عدم اللجوء إلى تعنيف الطفل أو ضربه أو توبيخه ومعاقبته بشكل قاسي.
- عدم إحراج الطفل وخاصة أمام الآخرين وعدم السماح للآخرين باحراجه.
- طلب المساعدة من محيط الطفل والأشخاص المقربين منه كمعلميه وأقرباءه في تقوية شخصيته وثقته بنفسه عن طريق الاهتمام به.
- لا مانع من اللجوء إلى استشارة الطبيب أو المختص في حال زادت أو لم تتحسن حالة الطفل.
علاج الخجل عند الأطفال في المدرسة
كون المدرسة جزء أساسي من حياة الطفل فهي مؤثر كبير على علاج الخجل عند الأطفال ،ومن أهم طرق علاج الخجل عند الأطفال في المدرسة هي :
- وضع الطفل الخجول في مدرسة يعرف بها أحد أقربائه أو أصدقائه المقربون، ما سيكسبه ثقة في نفسه ويعزز شعور الأمان والطمأنينة بداخله.
- التواصل بشكل مستمر مع إدارة المدرسة ومدرسي طفلك ومناقشتهم في الأساليب الصحيحة في علاج الخجل لدى طفلك واشراكهم في هذه المهمة ، ومتابعه تطورات سلوك الطفل في المدرسة والصف ومحاولة تطوير وتعزيز قدرته على التواصل.
- عندما تقوم المدرسة بالقيام بنشاطات صفية تتضمن مشاركه وتعاون بين الطلاب فهذا سيعزز من قدرة الأطفال على التواصل والاندماج مع المحيط ومعالجة مشكلة الخجل.
- تعزيز المدرسة والمعلمات لثقة الطفل بنفسه ومدحه على سلوكياته الإيجابية واعطاءه اهتمام مناسب سيجعله يحب نفسه ويثق بقدراته وهو أفضل علاج للخجل.
علاج الخجل باللعب
اللعب هو أفضل وسيلة يتعلم بها طفلكِ ماتريدين، فهو أسلوب مسلي للطفل يدخل له البهجة والسرور ويكسبه الكثير من المهارات ولذلك تستطيعين علاج الخجل باللعب ، إليكِ بعض الطرق:
- أنتِ وطفلك معاً لوقت طويل مارأيك بالألعاب التي تزيد مهارته في التعبير عن نفسه وعدم الخجل من الكلام العبي مع طفلك لعبة الأدوار أن يمثل كل منكما دور معين وأتركِ طفلك يتحدث وشجعيه وأبدي أعجابك ، اطلبي منه أن يحكي لك قصة ، أن يغني لكِ الأناشيد التي يعلمها من المدرسة وابدي سعادتك بسماعه.
- العبي مع طفلك ألعاب نشاط كالغميضة والركض وبناء القلاع ودعيه يشعر أنه رائع وأنك مستمتعه هذا سيجهزه أكثر للعب مع أقرانه ويعزز ثقته بقدراته.
- تابعي اهتمامات طفلك وتعرفي على ميوله فقد يكون يحب العزف أو كرة القدم وعندها عليكِ تسجيله في نوادي فيكسب بذلك التعلم والثقة بالنفسمن جهة والتعامل مع المجتمع والآخرين من جهة
- حاولي جعل طفلك يحضر لك شيئا ما من السوبر ماركت، يعتبر الطفل هذا الأسلوب بمثابة لعبة منك، وفي نفس الوقت يكسب ثقة بنفسه عند قيامك بالاعتماد عليه في شيء ما.
- اسمحي له اللعب مع أصحابه وأصدقاءه في أماكن آمنة وهادئة، كالحدائق أو جوار المنزل أو ضمن غرفة المنزل وشجعيهم على ألعب تتضمن المشاركة والتعاون مثل كرة القدم و الغميضة .
- من خلال اللعب علمي طفلك أن الفشل موضوع وارد وأن لكل شخص قدرات وصفات وشخصية عليه أن يفخر بها ويحترمها ويحاول تعزيز قدراته وإيجابياته.
كيف أساعد طفلي على التخلص من الخجل؟
إضافةً إلى ما قدمناه من نصائح للتعامل مع طفلك الخجول، إلى أنه يمكنك مساعدة طفلك على التخلص من الخجل باتباع هذه الملاحظات أثناء تعاملك معه:
- تجنبي مناداة طفلك وإطلاق لقب “الخجول” عليه، لأن ذلك سيغذي شعوره بالخجل والفشل ويعزز المشكلة.
- حاولي ابعاد طفلك عن المواقف التي قد تشعره بالخجل، ودائما قدمي له النصائح بشكل سلس وبأسلوب المحادثة وليس التوجيه القسري.
- شجعي طفلك على تكوين علاقات الصداقة في مدرسته، فالعلاقات المدرسية تكسب الطفل الثقة والاعتماد على النفس، وينمي شعور المنافسة والقوة بداخله.
- لا تؤنبي طفلك أو تغضبي عليه أو تشتميه أمام أصدقاءه أو جيرانك أو شخص ما، لأن ذلك سيسبب مشكلة كبيرة بداخله، وسيكتم الأمر ويجعله خجولاً أكثر وأكثر.
- أنتِ أم أنتِ الأدرى بطفلك مشاعره وصفاته حاولي الحرص على شعوره بالأمان وحب الذات والثقة بالنفس وتقبلها وكوني خير مثل لطفلك.
متى يصبح الخجل أمر غير عادي؟
قد تتساءلين في نفسك, هل سيصبح الخجل الذي في طفلي أمراً غير عادي؟
الجواب هو نعم من الممكن ، ويحدث هذا عندما يكون طفلك خجولاً مع أطفال آخرين في نفس العمر وليس مع البالغين والكبار فقط, وهذا الأمر يدعو للقلق, ويستوجب تحرك أولياء الأمر لحل هذه المشكلة وإعطاءها أولوية, فعندما يكون تفاعل الطفل مع أبناء عمره سيء, سيكون هذا الشعور مرافق له عند تقدمه في السن, بل سيزداد كلما تقدم في العمر وقد تتحول الحالة من حالة خجل إلى حالة توحد قد تصيب الطفل وتستمر طيلة حياته, وننصح دوما بالتوجه للمراكز المختصة, أو استشارة الطبيب المدرسي أو أي طبيب مختص.
وفي الختام ، أنتِ أم أنتِ أعظم مخلوق على هذه الأرض ، ولديكِ مهمة عظيمة وصعبة وهي تربية طفلك ليكون سوياً ومميزاً وعظيماً ونحن ندرك أنكِ قادرة على ذلك وقادرة على علاج أي مشكلة يعاني منها طفلك.
أنتِ الأمان والدفء والحب والسند لصغيرك تذكري ذلك دوماً.
اقرائي أيضا على جريدة جريدة حواء : أنجح الاستراتيجيات في تدريب الطفل على مواجهة التنمر