سيكولوجية الألوان وتأثير الألوان علي الدماغ، من الأمور التي تجذب العقل لتتبعها بشغف، ولأن العين هي مرآة الرؤية لدى الإنسان، وبوابة المعرفة البصرية، فعلينا أن نعرف كيف نرى الألوان وما هي سيكولوجية الألوان وما هو تأثير الألوان على الدماغ، وكيف نستخدم الألوان لتوجيه الحالة النفسية للشعور بحالة مزاجية معينة، كما يفعل خبراء الدعاية والإعلان في التسويق لبعض المنتجات.
سيكولوجية الألوان وتأثير الألوان علي الدماغ
سيكولوجية الألوان حيث تؤثر الألوان على الجهاز العصبي، فتعمل على تحفيز الهرمونات والحالة العاطفية لدى الشخص، وتأثير الألوان على الدماغ يصل للتفاعلات الفسيولوجية والنفسية معا.
إذا فمزج الألوان والضوء له تأثير واضح على تفاعلات الجسم وضربات القلب، وقد يكون له التأثير الواضح على اليقظة والنوم.
فهناك ألوان تساعد الشخص على الإرتخاء والنوم العميق، وألوان أخرى تنشط الدماغ وتمنع النوم، لهذا هناك ألوان تسمى بالألوان الباردة، وألوان أخرى تسمى بالألوان الدافئة.
ويتضح هذا في نوعية تأثير أشعة الشمس على الأشخاص، لأن أشعة الشمس مكونة من الألوان ال7 المعروفة.
ومن أهم تلك الألوان التي تؤثر على سيكولوجية الألوان والنشاط الجسدي والذهني للأشخاص، هما اللون الأزرق واللون الأخضر، ويؤثران على ما يسمى بالمهاد وهي المنطقة المسؤلة عن تنظيم الجسم وإفراز الهرمونات التي تساهم في تنظيم النوم، وتعادل درجة حرارة الجسم، وتعمل على تحفيز الكورتيزون الذي يشعر الفرد بالنشاط.
وعندما يحل الظلام ويقل تأثير اللونيين الأزرق والأخضر يقوم الجسم بإفراز الميلاتونين المساعد على الشعور بالنوم والسكينة، لذا فالعلماء يقولون بأن للألوان سيكولوجية خاصة.
اقرأ ايضا: اطعمة تقوي المناعة وفوائد مذهلة لخضراوات وأعشاب متوفرة
سيكولوجية الألوان
ربما تساءل البعض ذات يوم، لماذا تشعر بالجوع وأنت تتناول العشاء في أحد المطاعم وما سر فتح شهيتك في مطاعم بعينها على خلاف تناولك الطعام في بيتك مثلا.
أو لماذا تجد حالتك النفسية هادئة وأنت تتناول فنجان قهوتك في إحدى الأماكن الهادئة، والإجابة على هذه الأسئلة سيكون بمنتهى البساطة، سيكولوجية الألوان على الدماغ
- الألوان الباردة: والألوان الباردة هي التي تتمثل في الأماكن الطبيعية مثل البحر والنهر والسماء والنبات، ويغلب عليها اللون الأخضر واللون الأزرق واللون البنفسجي
- حيث تمنح الألوان الباردة الشعور بالراحة والهدوء، لهذا نجد أن معظم المستشفيات تقوم بطلاء جدرانه بالألوان الباردة، وأيضا غرف النوم حتى تساعد الشخص على الإسترخاء والنوم العميق.
- الألوان الدافئة: ومن اسمها بالتأكيد أول شئ سيطرح نفسه هو ضوء الشمس بلونه الدافئ، فلون أشعة الشمس يمنحك النشاط والحيوية، وهي تتمثل في اللون الأحمر واللون البرتقالي واللون الأصفر.
- كما تمنح تلك الألوان الدافئة إلى النفس الإحساس بالفرح وحب الحركة والمرح، كما أنها تحفز الحالة المزاجية وتشعرك بالجوع، لهذا تقوم المطاعم بطلاء الجدران الخاصة بها باللون الأحمر غالبا لأن هذا اللون يعمل على فتح الشهية لتناول الطعام.
التأثير المزاجي للألوان وسيكولوجية الألوان
قد نتعجب مثلا من عدم قدرة شخص ما على النوم العميق، أو لسيطرة إحساس التوتر والقلق عند النوم، أو قلة نوم الأطفال فترة المساء، لكن لو عرفنا مدى تأثير الألوان على الدماغ وسيكولوجية الألوان، بالتأكيد سنعرف أين تكمن المشكلة وسنصل إلى الحل.
فربما نقوم بطلاء جدران غرف نوم الأطفال أو الكبار بألوان دافئة مثل اللون الأحمر، إعتقادا منا أنه يضفي شعورا بالراحة أو الأطفال يحبون هذا اللون، لكن في الواقع أن اللون الأحمر لا يساعد على النوم أو الشعور بالراحة.
وعلى العكس تماما، فاللون الأحمر ينشط الدماغ ويمنع النوم العميق، لهذا قبل البدء في طلاء جدران البيت، لابد وأن نتعرف على سيكولوجية الألوان على الدماغ.
اقرأ ايضا: الشخصية السيكوباتية ما هي الصفات؟ كيفية التعامل مع 6 نصائح
سيكولوجية الألوان ومدلولها الثقافي
- اللون الأبيض: ترتدي العروس يوم زفافها اللون الأبيض، لأنه لون ملائكي يدل على النقاء وصفاء النية.
- اما اللون الأسود: دائما وأبدا اللون الأسود هو ملك الألوان، فهو المسيطر والذي يمنح الشخص الوقار والهيبة، كما أنه يعطي حجما للجسم أقل مما هو عليه، وفي معظم البلاد والثقافات هو دليل حزن، لهذا ترتديه النساء في حالة الموت.
- اللون الرمادي: هو اللون الذي يعبر عن التردد أو الجمع بين اللين والحزم
- ايضا اللون الأحمر: يستخدم الناس اللون الأحمر تعبيرا عن الحب، وأحيانا يثير اللون الأحمر حالة الغضب، ويزيد من ضربات القلب مما يشعر الشخص بحالة من التوتر والقلق
- اللون البرتقالي: يحفز اللون البرتقالي نشاط الجسم ويمنح الشعور بالقوة، ولهذا يستخدمه الكثيرون في مجال التسويق.
- أما اللون الأصفر: يمنح الشخص حالة من الحماس، ويجعل الشخص يشعر بالسعادة والتفاؤل، لهذا يستخدمه أصحاب المطاعم في الدعاية، برغم أن البعض يربط احيانا بين اللون الأصفر وبين الغيرة أو الحسد
- اللون الأخضر: يمنح اللون الأخضر الشخص شعورا بالإرتياح والهدوء والطمأنينة
- أما اللون الأزرق: قال البعض عنه بأنه رمز الحكمة لأنه لون السماء والبحر، ويشجع على الترابط وإقامة العلاقات الإجتماعية، لهذا تجده اللون المضل على مواقع التواصل الإجتماعي مثل الفيسبوك وتويتر.
- اللون الأرجوان: وهو اللون المعبر عن العمق وحالة الإبداع، ويستخدمه مسؤلون التسويق في الدعاية لمنتجات مستحضرات التجميل
- اما اللون الوردي: يمنح الشخص حالة من الهدوء والرومانسية، لهذا تعشقه النساء
- اللون البني: يؤثر على الحالة النفسية، فيشعر الشخص بالراحة والسكون
سيكولوجية الألوان وتأثيرها على القوة والطاقة في الألوان
لكل لون طاقة خاصة به، نابعة من طول التردد الخاص بكل لون، والذي يؤثر على الحالة المزاجية للشخص.
ولقد قام العلماء بإستخدام طاقة الألوان في علاج بعض الأمراض، ولكل درجة لون إستخدام وتأثير مختلف على الجسم والحالة العاطفية للشخص.
فعلى سبيل المثال، يقوم المعالج بتسليط اللون الأزرق عن طريق توجيه الضوء الأزرق على المريض لعلاج الإلتهابات وعلاج حالات القلق.
وهكذا تستخدم جميع الألوان حسب تأثير اللون على حالة الشخص، برغم أنه لا يمكن التعويل على العلاج بالألوان المضيئة فقط، ويجب استشارة الطبيب في كل الحالات، ولا شك أن الألوان لها تأثير السحر على الحالة المزاجية للأفراد، ولها تأثير قوي عندما يحسن إستخدامها مسؤول الدعاية والإعلان.
اقرأ ايضا: فوائد وأضرار القرنفل معلومات جديدة عن هذا العشب المعجزة
سيكولوجية الألوان تأثيرها على حالات عمى الألوان
بعض الأشخاص يعانون من حالة عمى الألوان، أي أنهم لا يستطيعون التمييز بين اللون الأخضر مثلا واللون البرتقالي أو الأحمر، وقد يرى اللون الأحمر على أنه بني اللون.
ومع هذا فهم يشعرون بنفس تأثير الألوان على الدماغ للشخص العادي والذي يرى الألوان بوضوح ويستطيع أن يميز بينها.
وهذا يدل على أن تأثير الألوان لا يرتبط بمدى رؤيتك لها، ولكن يرتبط بمدى تأثير الألوان على الدماغ والخلايا العصبية للشخص.
سيكولوجية الألوان وتحفيزها لوظائف الدماغ
تؤثر الألوان على وظائف الدماغ، وجاء هذا نتيجة مراقبة عينة من الناس تمت دراستها، لهذا ينصح الخبراء الطلبة والطالبات بعدم المذاكرة في غرف يغلب على لونها اللون الأخضر.
لأنه لون الهدوء وتحفيز وظيفة الدماغ على الإسترخاء والنوم العميق، وفي كثير من الأحيان يتسبب هذا اللون في دخول الشخص لحالة إكتئاب، على عكس إستخدام هذا اللون كخلفية للأوراق التي تقوم بقراءتها.
وبعض المؤسسات التعليمية تنصح بإستخدام اللون البنفسجي في الغرف الخاصة بالإختبارات، لأنه لون التركيز وتنظيم وظيفة الدماغ حتى يقوم بالتذكر والتفكر.
والبعض يقوم بإستخدام اللون الأحمر برغم أنه قد يثير الطالب ويدخله في حالة من التوتر والغضب والقلق، كما أنه يحفز الشهية على الرغبة لتناول الطعام.
في الختام فقد رأينا أن سيكولوجية الألوان لها دور هام ومؤثر علي عقل الانسان، وان كل لون له رمز ودلالة مختلفة، وقد ساعدنا العلم كثيرا في استغلال الالوان بما يلائم حاجاتنا، فعند الاسترخاء يلائمنا لون مختلف عن اللون المناسب للتفكير والتركيز، لهذا فمعرفة سيكولوجية الالوان وتأثيرها علينا أمر مثير وهام ان احسنا استعماله.